مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

بحر الدين عبدالله* ‏لكُمْ عصافيرُكُمْ والحمْحماتُ لنا ‏مُهاجرون إلى عُشٍّ ‏يليقُ …

مجاز لروح الهضاب (إلى باتريس لومامبا) ‏

منذ 4 أشهر

130

0

بحر الدين عبدالله*

‏لكُمْ عصافيرُكُمْ والحمْحماتُ لنا
‏مُهاجرون إلى عُشٍّ
‏يليقُ بنا

‏فالحزن
‏أضيقُ من أنفاسِنا رئةً
‏والموتُ أصغرُ من أضلاعنا شجنا

‏مكبَّلون على ريشِ الطيورِ..
‏وما كِدنا
‏نريقُ بكأسِ النورسِ
‏الحَزَنا

‏إنّا لماضون عن حُزنٍ يُبَجِّلُنا
‏وحقبةٍ أوغلتْ
‏في الوامضين سنا

‏يا مُشْعِلَ
‏الهضباتِ الخُضْرِ يا أبتي
‏يكفي جراحَكَ أنْ كُنتُ الحفيدَ أنا

‏يكفي حنانًا 
‏بأنْ تُطهَى حُشاشَتُنا
‏في كُلِّ طينٍ بماء الوردِ قد عُجِنا

‏فلْيُطفِئوكَ إذا ما أشعلوا لُغتي
‏وليحرقوا جسدًا 
‏طوباهُ لو دُفِنا

‏كم يا
‏حنانيك نتلو حُبَّنا شجرًا 
‏ونبضُك الأسمرُ الدقّاتِ
‏ما سكنا

‏جاؤوا لنزعك من
‏أصقاعِ خيبتهم
‏ ليفْقِدَ السُّمرُ في أحداقك الوطنَا

‏لكنهم عُلِّموا أن التراب أبٌ
‏وفِي الهضابِ ضلوعٌ
‏تُنبِتُ المُدُنَا

‏(باتريسُ)
‏والعُشَشُ السمراءُ قد خرجتْ
‏ فشيَّعتْ بطلًا 
‏كالعُشب ما وهنا

‏مُنذُ الحُقولِ يشجُّ الأرض أُغنيةً
‏يكسو صدورَ تلالٍ
‏أينعتْ فِتَنا

‏ مُذْ كان نبضُك مفتونًا بسُمرتها
‏ تقمصَّ الصخرُ في أرواحنا بدنا

‏ما كان يُؤْمِنُ “لومامْبا”
‏بشُقرتِهِم
‏لا والأساطيرِ في الغاباتِ
‏ما ركنا

‏كان العظيمُ
‏كُكل النائبات صدىً
‏وكنتُ خلف تضاريسِ الخلودِ فنا

‏يا رمزَ مَنْ
‏حرَّروا غاباتِ أغنيتي
‏يظلُّ حقلُك
‏في جنْبيَّ مُختَزَنا

‏(باتريس) يا رُوحَ (كونغو)
‏يا صهيلَ دمي
‏يا ابنَ الزنوجةِ..
‏ أُرْقُدْ كالحمامِ هُنا

*شاعر سوداني

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود