مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

‏إبراهيم جابر مدخلي* ‏خ‏بّي اشتياقَكِ أو بُثّي لنا ألَمَهْ ‏علَّ القصائدُ تُطْفي …

مَزَارُ الأسى

منذ سنتين

180

0

‏إبراهيم جابر مدخلي*

‏خبّي اشتياقَكِ أو بُثّي لنا ألَمَهْ

‏علَّ القصائدُ تُطْفي روحَكِ النَهِمَةْ

 

‏عشرونَ مَرّتْ وعينُ الأفقِ نازفةٌ

‏والأمنياتُ ثكالى فوقَهُ هَرِمَةْ

 

‏لا البحرُ أثمرَ شطآناً نلوذُ بها

‏ولا صواري الهوى للموجِ مُقتَحِمَةْ

 

‏عشرونَ موتاً وقابيلٌ بصخرتِهِ

‏ولا غرابٌ يواري نعشَ مَن ظلمةً  

 

‏عشرون ياهندُ مرّتْ في دمي حُرَقَاً

‏والأقحوانُ حبيسٌ يشتكي صَممَهْ

 

‏مرّي من القلبِ صوتاً كلما احترقت

‏أهدابُهُ ظلَّ صمتي يحتسي نَغَمَهْ

 

‏ظلّاً ولا تعرفُ الأشجارُ منْبِتَهُ

‏ولا السماواتُ يوماً أبصرتْ قِمَمَهْ

 

‏ما للشآبيب تأبى غسلَ وحشته

‏وترتمي في عروق الشوك والأكمة

‏ 

‏وهل يموتُ حنانُ العطرِ منتبذا 

‏يُتْمَ التسولِ والأزهارُ مُبْتَسِمَةْ

 

‏ها نحنُ في آخرِ الساعاتِ تَقدَحُنَا

‏شمسُ الغروبِ فتيلاً يجرحُ العَتَمَةْ

 

‏نأبى الخياناتِ مذْ كانَ الوفاءُ لنا

‏ديناً شريفاً ولا ندري بِمَن رسمَهْ

 

‏هناكَ في حائطِ الأفياءِ قُبَّرَةٌ

‏وهدهدٌ دونَ ذنبٍ مظهرٌ نَدَمَهْ

 

‏بلقيسُهُ لم تدع صرحاً ليكْشِفَهُ

‏و يدحض التهمةَ الكبرى بما عَلِمَهْ 

 

‏يسافرُ العمرُ فينا أو بنا عجباً

‏فأعقل الخلقِ حتى الآن ما فَهِمَهْ

 

‏وساعةُ الرملِ ما زالت كعادتِهَا

‏تجري من العمرِ والأيام مُنتَقِمَةْ

 

‏سَلِي المرآيا التي أثخنتُها ظمأً

‏هل في رفوفِ الأماني غيمةٌ دَسِمَهْ ؟

 

‏وهل يموتُ فتىً أَحْيَتْ قصائِدُهُ

‏خَلْقَاً وخضرُ الأغاني قدَّستْ عَلَمَهْ؟

 

‏ضميرهُ عاشَ عملاقاً بفطرتِهِ

‏وذنبهُ أنَّهُ في حِقْبَةٍ قَزَمَهْ

 

‏فليمطر العمرُ ألحاناً على قدرٍ

‏ولتقطفي من حنايا شاعرٍ قَلَمَهْ !

 

‏أو فاجْعَلِيهِ مزاراً للأسى وبِهِ

‏تطوفُ كلُ جراحٍ شابهتْ أَلَمَهْ

 

*شاعر سعودي( رحمه الله وغفر له)

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود