الأكثر مشاهدة

فاطمة الشريف تميز الأدب البريطاني الحديث الذي يؤرخ من عام 1900 إلى عام 1945 تقري …

كتّاب وشعراء الحداثة البريطانية

منذ أسبوعين

32

0

فاطمة الشريف

تميز الأدب البريطاني الحديث الذي يؤرخ من عام 1900 إلى عام 1945 تقريبًا، بالانفصال عن الأشكال التقليدية السابقة، والبحث عن تقنيات وموضوعات سردية جديدة، وتعد الفترة تجديدية وإبداعية مزدهرة، حتى أصبحت لندن مركزًا ينافس المدن الأوربية المجاورة باريس وفيينا وبرلين، ونشئت حركات أدبية وفنية متعددة بقيادة كتّاب وشعراء الحركة الجورجية (Georgian Poetry  1912–22) أمثال الشعراء ويلفريد أوينز (Wilfred Owens) المعروف بشعر الحرب العالمية الأولى، روبرت جريفز (Robert Graves)، ومن كتّاب الرواية والمقال: فيرجينيا وولف (Virginia Woolf)، وألدوس هكسلي (Aldous Huxley)، ودي إتش لورانس (D.H. Lawrence)، ودوروثي ريتشاردسون (Dorothy Richardson)، وغراهام جرين (Graham Greene)، وإي إم فورستر(E.M. Forster)، ومن كتّاب الدراما توم ستوبارد (Tom Stoppard)، هارولد بينتر (Harold Pinter)، وكاريل تشرشل (Caryl Churchill)، ومن النّقاد ويليام إمبسون (William Empson)، وودوريس ليسينج (Doris Lessing).

ومما زاد ذلك الازدهار الثقافي والأدبي كتّاب وشعراء إيرلندا المقيمين في لندن أمثال جيمس جويس (James Joyce) وصمويل بيكيت (Samuel Beckett)، ودبليو بي. ييتس (W.B. Yeats)، وشيموس هيني (Seamus Heaney)، الذين تميّز أسلوبهم بالرمزية والحداثة.

كما كان للحركة التصويرية (1917- 1912 Imagism) التي كان يقودها كتّاب وشعراء أمريكيين أثر بالغ في تجديد روح الحداثة بالتعمّق في علوم الإنسان والنفس والفلسفة والنظرية السياسية والتحليل النفسي، ومن أبرزهم: عزرا بوند (Ezra Pound )، تي إس إليوت ( T.S. Eliot)،  وقد أشار باوند في كتبه (Ripostes )، و (Des Imagistes) إلى الشعراء التصويريين البارزين البريطانيين أمثال: تي إي هولم (T.E. Hulme)، وإف إس فلينت (F.S. Flint)، وريتشارد ألدينجتون (Richard Aldington)، والأمريكيتان هيلدا دوليتل (Hilda Doolittle)، وأيمي لوييل (Amy Lowell)، وقد كان لهم دور بارز في تحسين لغة الشعر بإضافة الشعر الحر أو غير المنتظم، وجعل الصورة بأوصاف دقيقة، وأداة رئيسية في  استحضار المزاج، والإتيان بنصوص شعرية بروح جديدة، على النقيض من الشعراء الجورجيين المتأنين الذين تميزت أعمالهم بالإيجاز دون الإسهاب الوصفي للحالة الشعور أو الصورة الذهنية والشكلية.

من زاوية أخرى قاد الرسام والكاتب ويندهام لويس (Wyndham Lewis) ومجموعة من الرسامين والنحاتين، وشاركهم الشاعر عزرا باوند في الحركة الأدبية الفنية (1912 – 1915 Vorticism)، لربط الفن بالتصنيع، ومعارضة الحركة العاطفية في القرن التاسع عشر، وأشادت بطاقة الآلة والمنتجات المصنوعة آليًا، وقد استفادت أعمال هؤلاء الكتّاب والرسامين من أثر المدرسة التكعيبية والمستقبلية.

مع أوج الازدهار والإبداع الأدبي والفني تندلع الحرب العالمية الأولى معززة فكر تلك الحركات الأدبية في التدقيق والوصف الساخر لآثار الحرب، وإدراك الفجوة بين المُثُل وفوضى الحاضر، وجعل الشكل والأسلوب حاملين للمعاني الأصيلة لآلام وويلات الحروب، مع الاستعانة بالأساطير والرموز لتمجيد الأمل في أن ولادة الفرد والجماعة من جديد قد تأتي من خلال الحماس والعاطفة البشرية، ومن من أبرز الأعمال الأدبية التي تجلت فيها تلك الحركات الأدبية الثلاث السابقة:

Ezra Pound’s Hugh Selwyn Mauberley (1920)

D.H. Lawrence’s The Rainbow (1915) and Women in Love (1920)

T.S. Eliot’s Prufrock and Other Observations (1917) and The Waste Land (1922)

Wyndham Lewis’s Enemy of the Stars (1914) and Tarr (1918)

في هذه اللمحة السريعة لأوائل منتصف القرن العشرين، وعلى الرغم من ويلات الحرب العالمية، والمناوشات بين دول أوربا المجاورة، وأثر الاقتصاد والصناعة، أزهرت الفنون وقادت مجموعات أدبية وفنية وثّقت التاريخ وأعادت اليوم وللأجيال القادمة قراءة تلك الأيام في مسرحيات وقصائد ولوحات ومنحوتات نسترجع بها التاريخ دون الخوض في رحى المعارك.

 

المصدر مقالات متنوعة من الموسوعة البريطانية (Britannica)

لوحة المقال للفنان بعنوان (The Surrender of Barcelona) للكاتب والرسام (Wyndham Lewis)

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود