48
047
047
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11847
05073
04982
04806
04482
0عماد الدين موسى*
منذ إصداره الشِعريّ الأوّل “قبل فوات الأحزان” (1988)، بدا جليًّا لدى الشاعر الكُردي السوري طه خليل عنايته بتلك الغنائيّة الشفيفة حدّ الهشاشةِ والقريبة إلى روح الأغاني التراثيّة الكُرديّةِ؛ قصيدته مُفعمة بالحنين ومتماهية مع الأشياء الحميمة والتي أصبحت من الماضي/ الزمن الجميل.
في كتابهِ الشِعريّ الأحدث “جريح كالوديان”، الصادر مؤخرًا عن دار كنعان في دمشق 2024، يواصل الشاعر طه خليل نحته في جسد الأغنية الكُرديّة القديمة (التراثية)، لكأنّ قصائده صدى لتلك المطوّلات الغنائيّة التي تتصدّى -في معظمها- لحالة العشق “الأزليّ” في زمن الصراعات والحروب والكوارث، يقول: “من تسندني حتى تنتهي هذه الحرب/ من ترافقني في شوارع دمشق؟/ من تطلب من النادل الكُردي في المطعم/ أنْ يبدّل لنا أغاني الحرب.. بأغنية كُرديّة/ فينتشي خشب المطعم القديم”.
يكتب طه خليل (من مواليد قامشلي، 1966)، بمنتهى السلاسة والحنكة، كتابته أشبهُ برمية نردٍ؛ ثمّة خصوصيّة جليّة نجدها لديه، وهو ما يؤسس لقصيدة لا تشبه إلا نفسها، قصيدة ذات جماليات عدة، مُبتكرة ومُغايرة، سواء من جهةِ بنية النصّ أو من حيثُ المحتوى. في قصيدة بعنوان (عاشق) يقول: “كخروف تفترسه ذئاب السنين/ كسيف أهملته الحروب/ كباب لا يمر منه أحد”.
مشاهد الحرب
مشاهد الحرب لا تفارق معظم قصائد كتاب “جريح كالوديان”، الواقع في 132 صفحة من القطع المتوسط؛ حيثُ نقرأ عن “أطفال الحرب” وهم يرفعون شارة النصر أمام المصوّر الأجنبي الأشقر، وعن “الإيزيدية” التي قَدِمَ المصورون ليلتقطوا صورًا لقدميها الحافيتين، عن “القصف” وعن “النادل الكُردي” في مقهى ببات توما، وعن “أمهات الحرب” (الأم التي تنتظر ابنها المجند/ الأم التي تنتظر ابنها المعتقل/ الأم التي تنتظر ابنها الغائب.. المفقود/ الأمهات البائسات.. الأمهات اللواتي يقطرن الملح في عيونهن/ الأمهات اللواتي هدَّ الحزن ظهورهن).
القصائد على الرغم من قصرها، فإنها تقول الكثير الكثير، وتوثّق لحالات إنسانيّة عدة، كما أنها تحتفي بالحبّ والحياة أيضًا.
-في قصيدة بعنوان (في الحرب كذلك) يقول الشاعر: “لا بأس أيها الحب/ لم أعد أتذكر منكَ الكثير/ تمرّ بي الغزالة مكسورة الخاطر والحواس/ تمرّ ولا تلتفت، ولا عشب في يدي/ لا بأس أيها الحب/ أرجوك، أيها الحب/ أحرس الغزالة في غيابي”.
_____________________________
طه خليل:
شاعر كُردي سوري، من مواليد قامشلي 1966. صدر له شعراً: “قبل فوات الأحزان” (دمشق- 1988)، ” ملك أعمى” (بيروت- 1994)، “ورود وقبلات سريعة” (سويسرا- 1999)، ” أينما ذهبت” (دمشق- 2006)، “قصيدة حلبجة” (السليمانية- 2004)، و”أثرها” (دمشق- 2006)، “كحل الرسولة” (قامشلي- 2021)، بالإضافة إلى روايتيه، الأولى صدرتْ باللغة الألمانية، وحملتْ عنوان “دفتر صديقي” (سويسرا- 1997)، والثانية بالعربيّة حملت عنوان “لسع الثلج” (القاهرة- 2022).
___________
الكتاب: جريح كالوديان (شِعر)
المؤلف: طه خليل (سوريا)
الناشر: دار كنعان – دمشق (2024)
ــــــــــــــــ
*كاتب وناقد من سورية
التعليقات