كانت مدينة جدة ولا تزال، شاهدة على تجارب تشكيلية مُهمّة، تركت أثرًا في المشهد التشكيلي السعودي والعربي والعالمي أيضًا، وعرفت المدينة الكثير من الأسماء المهمة من روّاد الحركة التشكيلية في المملكة والعالم العربي، الذين امتد حضورهم لخارج عالمنا العربي.
وقد ساعد كل ذلك في خلق تلك الحالة التشكيلية الخاصة التي تعيشها جدة، لتُصبح المدينة مقصدًا للمُبدعين، ومحطة تجذب أعين عشاق الثقافة والفنون البصرية.
وما زلت أتابع هذا الحراك الفني اللافت في أرجاء المدينة، الذي امتد من الجاليريهات الفنية، إلى قلب جدة التاريخية، التي كانت وستظل مصدر إلهام لكل فنان.
وعلى مدار خمس سنوات مضت، كان كاتب السطور مُتابعًا للكثير والكثير من المعارض والفعاليات الفنية التي يستضيفها مركز أدهم للفنون بجدة، وما يضمن معارض تشكيلية جعلت من المكان مركزًا يفد إليه كل مهتم بالفنون البصرية فنانًا كان أم متلقيًا ومُحبًا للفنون.
وإذا كان هناك فنانون روّاد، أسسوا لحركة فنية مُبدعة على أرض جدة، فإن هناك شخصيات عاشقة للفنون، أسهمت بدورها في خلق هذا النشاط الفني الكبير بالمدينة، فهنا معرض، وهناك ورشة، وعلى مقربة منهما ندوة… إلخ. من تلك الفعاليات التشكيلية التي أسهمت في اكتشاف مواهب، وتسليط الضوء على أسماء تستحق التوقف عند تجربتها الفنية، وساعدت في نشر الثقافة البصرية بين الناس.
ومن تلك الشخصيات الفاعلة في الحركة التشكيلية بجدة، الدكتور طلال أدهم، مؤسس مركز أدهم للفنون، الذي يُطلق عليه “عاشق الفنون”، وذلك لما يقدمه من دعم للحركة التشكيلية وحرصه على اقتناء الكثير من الأعمال الفنية، وحضوره الدائم في كثير من الأنشطة الفنية التي تُقام بالمدينة.
جهود الدكتور طلال أدهم الداعمة للحركة التشكيلية في جدة، تمتد في الكثير من الأحيان من المملكة إلى العالم العربي، وتحديدًا العاصمة المصرية القاهرة، التي حلّ فيها راعيًا لعدد من الفعاليات والمعارض التشكيلية التي شارك فيها فنانو من المملكة والعالم العربي.
ويرى الدكتور طلال أدهم في تلك الفعاليات، فرصة لخلق مزيد من أواصر المحبة والتواصل بين الفنانين العرب، وإتاحة الفرصة أمامهم لتبادل الرؤى والأفكار، والتعرف على تجارب فنية مغايرة، وثقافات مختلفة، ومناسبة توفّر مساحة للتعاون وتنسيق الجهود لتحقيق مزيد من الحضور العربي في المحافل الفنية الدولية.
ويؤمن الدكتور طلال أدهم، بأن النهضة التشكيلية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، هي إحدى ثمار رؤية المملكة 2030، التي أولت –بحسب قوله– رعاية كبيرة وغير مسبوقة للثقافة والفنون في كل أرجاء المملكة، وأن الفنون التشكيلية في المملكة بوجه عام، ومدينة جدة بوجه خاص، استفادت كثيرًا من المحاور المختلفة التي تضمنتها رؤية المملكة 2030، وأن ذلك الحراك الواسع الذي تشهده مدينة جدة في مجال الفنون البصرية، هو جزء مما تشهده بلاده من نهضة شاملة غيَّرت وجه الحياة على أرض المملكة.
ولأن الفنون كانت ولا تزال هي صاحبة التأثير الأكبر في وجدان الناس، وتوجيه مسارهم في الكثير من الأحيان، بل والتأثير في أفكارهم وتشكيل ذاتهم، فقد تأثر الدكتور طلال أدهم، الحاصل على درجة الدكتوراة في مجال الهندسة المدنية، وأحد الاستشاريين المرموقين في مجاله، تأثر بالفنون التشكيلية، وكانت الفنون أحد عوامل التحول في مسيرته العملية والحياتية والفكرية أيضًا.
وفي إطار تأثره بالفنون، فقد تنبّه الدكتور طلال أدهم مبكرًا لأهمية الاستثمار في مجال الثقافة والفنون بالمملكة، مستفيدًا في ذلك من الأجواء التي وفرتها الدولة السعودية لدعم كل ما يصف في تشجيع الاستثمار، وإثراء الحياة الثقافية والفنية على أرض المملكة، وفي هذا الإطار قام في عام 2018، بتأسيس مركز أدهم للفنون بجدة، وجعل منه واحدًا من أكبر الحاضنات العربية للفنون، وأحد المراكز الفنية المهمة التي أثّرت بشكل إيجابي في الحركة التشكيلية، وأسهمت في زيادة الحراك التشكيلي، وخلق حالة من التقارب بين كل من المُبدع والمتلقي.
ويقول الدكتور طلال أدهم، عن تجربته في تأسيس مركز أدهم للفنون، إنه أراد أن يجمع كل ألوان الفنون التشكيلية، بمكان يجمع بين المبدعين وجمهورهم من محبي الفنون.
تأثُر الدكتور طلال أدهم بالفنون التشكيلية، جعله –كذلك- واحدًا من روّاد المعارض الفنية والندوات وغيرها، وراعيًا للكثير من الفعاليات التشكيلية، وأكثر إقبالًا على اقتناء الأعمال الفنية، حيث تصل مقتنياته الشخصية لأكثر من ألف عمل فني.
وصار شغفه برؤية الجديد في عالم الفنون البصرية يزداد يومًا بعد يوم، فجعل من مركز أدهم للفنون بيتًا لكل فنان. وشريانًا فنيًا لتحقيق الإشباع الفني والثقافي لجميع شرائح المجتمع، وذلك تماشيًا مع رؤية السعودية 2030، التي أعطت دفعة قوية لشتى القطاعات بالمملكة، بما فيها قطاع الثقافة والفنون.
وقد انضمت إليه السيدة نوال أدهم لجهة اهتمامها بالفنون ورعايتها، وغدت أحد الراعين الدائمين لعشرات الأنشطة التشكيلية في المركز، وعملت على أن يكون نشاطه وفق رؤية منهجية، تحقق المزيد من التطور للحركة التشكيلية بمدينة جدة بشكل خاص، والمملكة العربية السعودية بوجه عام.
وقد أسهم انضمام السيدة نوال أدهم، للدكتور طلال أدهم في شغفه بالفنون التشكيلية، في أن يكون مركز أدهم للفنون بجدة، مركزًا للفنون المعاصرة، ومقصدًا للمُبدعين وعشاق الفنون البصرية من المملكة وخارجها.
ومن المؤكد أننا، بحاجة ماسة إلى شخصيات على غرار الدكتور طلال أدهم، والسيدة نوال أدهم، ليسهموا بجهودهم في إثراء الحركة التشكيلية العربية، وتقديم الدعم المعنوي والمادي لها، لتتبوأ المكانة التي تليق بها بين الحركات التشكيلية في بلدان العالم أجمع، خاصة أن مجتمعاتنا صارت غنية بالمبدعين، من الرجال والنساء، والذين يمتلكون قدرات فنية عالية مكنتهم من الوصول للعالمية.
ومن المؤكد كذلك، أن المشهد التشكيلي العربي، يحتاج لمثل تلك الشخصيات القادرة على رعاية الفعاليات الفنية، ومساعدة الفنانين على الوصول بأعمالهم للجمهور من عشاق الفنون في الداخل والخارج، خاصة في ظل الحاجة لمزيد من الدعم، ومزيد من الرعاة، ومزيد من الإقبال على اقتناء الأعمال الفنية في بلدان عالمنا العربي.
سلم قلمك كاتبنا الكريم اتفق مع حروف يراعك بحق عاشق الفنون السيد أدهم وإنما بالفعل في كل مدينة نحتاج شخصيات بحجم هذا العطاء والدعم والرعاية للفنون والأهم هي روحح المثابرة والاستمرارية في ذلك العطاء منذ تأسس المركز الذي قد زرنا وشهدنا فيه أجمل التجارب التشكيلية فيه… كل التحايا للكاتب والمكتوب عنه…