مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

ما ذلَّ ذو صمت وما مِن مُكثرٍ إلَّا يَزلُّ وما يُعاب صَمُوتُ إن كان مَنطقُ ناطقٍ …

الصمت

منذ سنتين

1039

6

ما ذلَّ ذو صمت وما مِن مُكثرٍ
إلَّا يَزلُّ وما يُعاب صَمُوتُ
إن كان مَنطقُ ناطقٍ مِن فضَّةٍ
فالصَّمت دُرٌّ زانه الياقوتُ – الأبرش
عندما يعجز اللسان عن الحديث، وتعجز الجوارح عن التعبير، يكون الصمت هو المعبر الوحيد عما يشعر به الإنسان، فهو رسالة إنصات للوجود، وهو شعور فريد لا يتقنه الكثيرون، وفي بعض الأحيان يكون الصمت خيرٌ من الكلام، لقول الرسول صَلَّى الله عَليه وَسلم:”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت”.

الكثير منا يتكلم بما يعرف ومالا يعرف !!
والقليل منا يعرف متى يجب أن يصمت ؟
الصمت فن من فنون التعامل لا يتقنه إلا المتصالحون مع أنفسهم ..
البعض يراه جبناً أ و خوفاً والبعض يراه عدم القدرة على الكلام والتعبير ..
والبعض يراه قوة جامحة في مواطن يُعد السكوت فيها من ذهب ..
لحظة من الهدوء أردنا من خلالها ؛ أن نكتب رسالة بلا قلم ..
وكلمات بلا صوت ..
ومشاعر لا، تكتب و لا تقال ..
فالصمت لغة تحمل الكثير من الدلالات ..
قد تكون لحظة صفاء وتصالح مع كل شيء من حولنا..
قد تكون حالة من الخذلان أو الحيرة تجاه أتخاذ قرار ما..
قد نصمت لأننا نحتاج إلى التفكير العميق لإعادة ترتيب الأولويات في حياتنا..
قد نصمت من أجل تغيير طريقة أسلوب حياتنا لأننا نبحث عن حياة مختلفة بعيدة عن الضجيج والضوضاء والأضواء ..
قد نصمت لأننا توصلنا إلى نتيجة ترضي ضميرنا لامجال للنقاش فيها ..
قد نصمت عن أمر لا يجوز الخوض فيه حين تلامس المسائل الشرعية الغير قابلة للجدال ..
قد نصمت لأن هناك أمور لا تستحق أن نهدر من أجلها أوقاتنا وأعمارنا وصحتنا وراحتنا ..
“طالما أنا أجادلك فهذا يعني بأنني ما زلت أكنٌ لك المشاعر فلا تخف من غضبي وكلماتي المليئة بالقسوة فهي مجرد غلاف للحنية في داخلي ؛ بل خف حينما أكف عن الحديث تمامًا حين لا تسمع صوتي ولا تلقى مني أيَة رسالة ، هنا حينما لم تعُد تنفع الكلمات فتراني ألتزم الصمت “
مما قرأت عن الصمت هذه الأبيات الجميلة وكلانا في الصمت حزين للشاعر القدير فاروق جويدة قال فيها :
لن أقبل صمتك بعد اليوم
لن أقبل صمتي
عمري قد ضاع على قدميك
أتأمل فيك.. وأسمع منك..
ولا تنطق..
أطلالي تصرخ بين يديك حرك شفتيك
أنطق كي أنطق
أصرخ كي أصرخ
ما زال لساني مصلوباً بين الكلمات
عار أن تحيا مسجوناً فوق الطرقات
عار أن تبقى تمثالاً وصخوراً تحكي ما قد فات
عبدوك زماناً واتحدت فيك الصلوات
وغدوت مزاراً للدنيا
خبرني ماذا قد يحكي صمت الأموات
ماذا في رأسك خبرني..
أزمان عبرت.. وملوك سجدت.. وعروش سقطت ..
وأنا مسجون في صمتك
أطلال العمر على وجهي نفس الأطلال على وجهك
في الدنيا موتى..
أو أحياء لكنك شيء أجهله لا حي أنت.. ولا ميت
وكلانا في الصمت سواء
أعلن عصيانك لم أعرف لغة العصيان فأنا إنسان يهزمني قهر الإنسان..
وأراك الحاضر والماضي
وأراك الكفر مع الإيمان
أهرب فأراك على وجهي
وأراك القيد يمزقني وأراك القاضي.. والسجان..
أنطق كي أنطق أصحيح أنك في يوم طفت الآفاق وأخذت تدور على الدنيا وأخذت تدور مع الأعماق تبحث عن سر الأرض.. وسر الخلق.. وسر الحب وسر الدمعة والأشواق..
وعرفت السر ولم تنطق ماذا في قلبك خبرني..
ماذا أخفيت؟ هل كنت مليكًا وطغيت..
هل كنت تقياً وعصيت
ظلموك جهاراً صلبوك لتبقى تذكاراً قل لي من أنت..؟
دعني كي أدخل في رأسك ويلي من صمتي..
من صمتك سأحطم رأسك كي تنطق..
سأهجم صمتك كي أنطق..
أحجارك صوت يتوارى يتساقط مني في الأعماق
والدمعة في قلبي نار تشتعل حريقاً في الأحداق
رجل البوليس يقيدني والناس تصيح: هذا المجنون حطم تمثال أبي الهول ..
لم أنطق شيئا بالمرة ماذا سأقول
ماذا سأقول

*كاتبة سعودية

التعليقات

  1. يقول رغد:

    ابدعتي استاذة فاطمة سلم قلمك

  2. يقول هيا محمد:

    سلمت يمينك .. كتابتك رائعة 👍🏻🌺

  3. يقول غادة السحيمي (إثراء الكون ):

    فَلا تُكثِرَنَّ القَولَ في غَيرِ وَقتِهِ
    وَأَدمِن عَلى الصَمتِ المُزيِّنِ لِلعَقلِ
    يَموتُ الفَتى مِن عَثرَةٍ بِلسانِهِ
    وَلَيسَ يَموتُ المَرءُ مِن عَثرَةِ الرِّجلِ
    فَعثرَتُهُ مَن فيهِ تَرمي بِرَأسِهِ
    وَعَثرَتهِ بِالرِّجلِ تَبَرا عَل مَهلِ

    وأربعة تؤدّي إلىٰ أربعة:
    الصَّمتُ إلىٰ السَّلامةِ، والبرُّ إلىٰ الڪرامةِ، والجُودُ إلىٰ السِّيادةِ، والشُّڪْرُ إلىٰ الزِّيادةِ

    ويبقى الصمت ….

    ‏هو النقطة الأخيره ….

    ‏لكل الأشياء المؤلمة ..
    .فليس الصمت دائماً رائعاً .. وليس الكلام دائماً سيئاً
    فهناك من نرتقي عنهم بالصمت..
    وهناك من نرتقي معهم بالحوار ..
    لذا تخير مع من تصمت ومع من تتحاور.
    اعتزلت البوح /وترتيب الكلام
    و امتهنت الصمت لو صمتي دهر

    قلت اعيش بداخلي لحظة سلام
    لا عتاب / ولا غياب / ولا سهر

  4. يقول هياء عبدالله القحطاني:

    أبدعتي أستاذة فاطمه هذه عاداتك .. في وصف الصمت لان الصمت لغة لايفهمها ألا من يقدر وضع الصامت فقد قال خير البشر محمد عليه افضل الصلاة والسلام ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً او يصمت )) هذا دليل على مكانة الصمت فالصمت يكون من الحلم والصبر على كثير من المواقف.

  5. يقول البليبل الذروي:

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

    قال النيسابوري :
    (والإنصاف أن الصمت في نفسه ليس بفضيلة ، لأنَّه أمر عدمي ، والنطق في نفسه فضيلة ، وإنما يصير رذيلة لأسباب عرضية مما عددها ذلك القائل ، فيرجع الحق إلى ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم : (رحم الله امرأً قال خيرًا فغنم ، أو سكت فسلم)
    رواه ابن أبي الدنيا في (الصمت) (ص 71) من حديث خالد بن أبي عمران رحمه الله.
    وقال السيوطي في (الجامع الصغير) (4427): مرسل حسن.
    (غرائب القرآن)) (4/537).

    📍أقول :
    مِنِ الصَّمْتِ مَا أَظْهَرَ لِصًّا !!
    وَمِنِ الصَّمْتِ مَا سَلَبَ إِرْثًا !!

    “ما ذلَّ ذو صمت وما مِن مُكثرٍ
    إلَّا يَزلُّ وما يُعاب صَمُوتُ
    
إن كان مَنطقُ ناطقٍ مِن فضَّةٍ
    فالصَّمت دُرٌّ زانه الياقوتُ”

    📚 هنا أنصفتم “جَذِيمَةَ الْأَبْرَشَ”
    📍للأمانة بداية حرضت صمتي ليدلو بدلوه ، وقد تَجَرَّأَ مُدَّعِينَ الْأدَبَ بِالْكَذِبِ عِيَانًا ، لِيَنْسُبُوا أَبِيَاتٍ كَيْفَمَا يَحُلُّوا لَهُمْ !!
    وَالْمُصِيبَةُ صَفْحَاتِهِمْ عَارٌ عَلَى الْأدَبِ ، وَمَا تَسَنَّى لَهُمْ ذَلِكَ إِلَّا بِسَبَبِ الصَّمْتِ الْمَهِينِ !!

    📍ثم . لنتأمل :
    (الصمت في موضعه ربما كان أنفع من الإبلاغ بالمنطق في موضعه ، وعند إصابة فرصته. وذاك صمتك عند من يعلم أنك لم تصمت عنه عيًّا ولا رهبة. فليزدك في الصمت رغبة ما ترى من كثرة فضائح المتكلمين في غير الفرص ، وهذر من أطلق لسانه بغير حاجة)
    الرسائل السياسية .. للجاحظ (ص 79).

    📍الحقيقة ..
    لسنا مأمورين بالكلامِ بإطلاق !! ولا بالصَّمتِ بإطلاق !!
    إنَّما يكون الكلامُ في مَوضِعِ الكلام حيثُ يجب أو يُستحبُّ الكلامُ !!
    والصَّمتُ في موضعِ الصَّمتِ حيثُ يجب أو يُستحبُّ الصَّمتُ !!

    📍(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
    أصغوا له سمعكم ، لتتفهموا آياته ، وتعتبروا بمواعظه (وأنصتوا) ، إليه لتعقلوه وتتدبروه,(لعلكم ترحمون)، يقول: ليرحمكم ربكم باتعاظكم بمواعظه, واعتباركم بعبره, واستعمالكم ما بينه لكم ربكم من فرائضه في آيه.
    📍حين أثنى سيدنا وقدوتنا ﷺ على الصمت بيّن ذلك بترك المرء مالا يعنيه !!
    📍حين أثنى علماء الأمة الراسخين في العلم على الصمت إتفقوا على مجالس العلم والإنصات للعلماء !! أما في غير ذلك لا أظن الصمت محموداً !!

    “فليقل خيرًا”: الخير المقصود هنا بإنكار المنكر !!
    “أو ليصمت” : إذا أنعدم خير كلامه بإنكاره للمنكر “فصمته” أعظم من مشاركتهم الغيبة والنميمة والجدال والمراء.. !!
    إذا كانت الطَّاعةُ في الكلام تكلَّمَ ، وإذا كانت الطَّاعةُ في الصَّمتِ صمتَ .
    📍قال أَبُو حاتم :
    “الواجب على العاقل إذا ذكر المطيتين اللتين ذكرتهما قبل إصلاح السريرة ولزوم العلم أن يبلغ مجهوده حينئذ في حفظ اللسان حتى يستقيم له ، إذ اللسان هو المورد للمرء موارد العطب ، والصمت يكسب المحبة والوقار ، ومن حفظ لسانه أراح نفسه والرجوع من الصمت أحسن من الرجوع عَن الكلام والصمت منام العقل والمنطق يقظته”
    روضة العقلاء ونزهة الفضلاء – المجلد 1 – الصفحة 41

    ✍🏻 عود على بدء :
    إِنَّ كَانَ الصَّمْتُ شَجَّعَ لِصًّا ، وَسَلَبَ إِرْثًا !! فَالصَّمْتُ أكْرَمَ نَفْسًا ، وَاِسْتَلَّ قَلَمًا !! وَحُرِّيٌّ بِنَا إِنْزَالُهُ مُنْزَلَتُهُ وَالْبَدْءُ بِأَنْفُسِنَا قَبْلَ أَنْ نَأْمُرَ النَّاسَ بِهِ !!

    “وإنّك إذ ما تأت ما أنت آمر … به تلف من إيّاه تأمر آتيا”
    أي : إذا كنت تفعل ما تأمر الناس بفعله فإنهم يتأثرون بأوامرك فيفعلون ما تأمرهم به يريد: إنه ينبغي للإنسان أن لا يأمر بشيء إلا بعد أن يكون هو آتيا به.
[الأشموني/ 4/ 11].

    📍حين ينطق الصمت ؟

    صَمْتٌ يُرْدِفُ صَمْتَا….
    فِي حَضْرَةِ أُمِّيِّ وَأَبِي عِبَّادَةٌ وَبَرًّا

    صَمْتٌ يُرْدِفُ صَمْتَا….
    فِي حَضْرَةِ (حَبيبَةَ الْعَيْنَيْنِ) عَلِمتُ مُرَادُهَا وَرَغْبَتُهَا
    فَبَادَرَتْ إِلَى تَلْبيَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَطْلُبَهَا -جدتي-

    صَمْتٌ يُرْدِفُ صَمْتَا….
    فِي حَضْرَةِ صَغِيرِ الْعُمَرِ كَبِيرَ الْعَقْلِ
    وَيَا لِلَهَّ مِنْ نِزَاعِ النَّفْسِ لِشَقِيقٍ شَاقَتْ بِي فَرْقَاهُ
    كَانَ لِي كَاِبْنٍ بَارٌّ بِأَبِيِّهِ ، فَأَبَى الصَّمْتُ إِلَّا صَمْتًا
    صَوْتَ الْمُتَوَجِّعِ مِنْ غَيْظٍ أَوْ حُزْنٍ- أَخَ-
    وَصَمْتُ الْمَكْلُومِ عَلَى اِبْنُهُ- الْأَخَ-

    رحمهم الله جميعًا وجميع موتى المسلمين.. آمين

    كم أخرجنا الصمت
    -بفضل الله-من الضيق إلى الفرج ورحابة الفرح .؟
    كم ألهمنا الصمت
    -بكرم الله- لنناجي سابغ النعم ودافع النقم .؟
    كم أدبنا الصمت
    -بلطف الله- لنلجأ ونعتصم بالواحد الأحد .؟
    كم نطق الصمت
    -برحمة الله- حين ضاقت الحَلْقة واشتدت الخنقة وتخاذلت القوى وتهاوت الأسناد ، والقلب واللسان والجوارح تردد : “يستوجب العفوَ الفتى إذا اعترفْ .. بما جنى من الذنوبِ واقترفْ”
    لقوله سبحانه في المعترِف : {إن ينتهوا يُغفَرْ لهم ما قد سلفْ}

    ختامًا أقول :
    الصمت من أعظم أنواع ( التهيئة ) إن نحنُ تأملناه وتعلمناه وعملناه وعلمناه !!

    📍تأملوا هذا الدرس البليغ :
    ( فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ ) أى فمكث الهدهد زماناً غير بعيد من تهديد سليمان له ، ثم أتاه فقال له : ( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ) أى : علمت أشياء أنت لم تعلمها .
    وابتدأ كلامه بهذه الجملة التى فيها ما فيها من المفاجآت لترغيبه فى الإصغاء إليه ، ولاستمالة قلبه لقبول عذره بعد ذلك .
    📍قال صاحب الكشاف :
    “ألهم الله الهدهد فكافح سليمان بهذا الكلام ، على ما أوتي من فضل النبوة والحكمة والعلوم الجمة ، والإحاطة بالمعلومات الكثيرة ، ابتلاء له فى علمه ، وتنبيهاً على أن فى أدنى خلقه وأضعفه من أحاط علماً بما لم يحط به ، لتتحاقر إليه نفسه ، ويتصاغر إليه علمه ، ويكون لطفاً له فى ترك الإعجاب الذى هو فتنة العلماء ..”

    اللهم أغننا بالعلم ، وزينا بالحلم ، وأكرمنا بالتقوى ، وجمِّلنا بالعافية ، وأجعل صمتنا حلمًا وعلما في طاعتك ورضاك .

    “يا معشر الأحباب أوبوا للهدى واقْفُوا سبيل المصطفى الأوابِ
    إن الهدى في قفوِ شِرعة أحمد وخلافها رد على الأعقابِ”

    ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾
     
    اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون؛ أبي بكر وعمر عثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين ، وعنا معهم بجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

  6. يقول البتول المغربي:

    صحيح الصمت متعب ومجهد ولكنه قد يكون الحل الوحيد للابتعاد عن المشاكل . الأسلوب رائع أ. فاطمة الجباري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود