223
0258
0255
0186
0226
080
0234
0187
0118
0148
0168
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11769
04707
04351
174206
03818
0* الأدب يبقى وسيلة تربوية وأخلاقية تهذب الذوق وتصقل الموهبة وتعوّد الإنسان على الحلم
* هناك كفاءات وطنية ونوايا طيبة تشتغل بشكل فردي لإنقاذ الناشئة من مستنقع الرداءة والميوعة
حاورتها وحيدة المي/تونس
نادي الأطفال قصة يدخل سنته السابعة. أعلن منذ أيام عن مواصلة دوره في ترغيب الأطفال في المطالعة، وتدريبهم على الكتابة والتحرير باللغة العربية الفصحى، وهي مهمة نبيلة تقوم بها الشاعرة والكاتبة والناقدة والقاصة التونسية مليكة العمراني لإنقاذ الأطفال من ” الشيء المكرر” و”العولمة التي قلبت كيان العالم رأسا على عقب” بتعويدهم على المطالعة والكتابة. هذه التجربة الرائدة في زمن المغريات الالكترونية المذهلة تستحق تسليط الضوء عليها.
_ يستقبل نادي الحياة قصة للأطفال موسما جديدا، ماذا ينتظر الأطفال في هذه الإطلالة الجديدة؟
أولاً: لا بد من الإشارة إلى أن هذا النادي قد أسسته بمبادرة مني منذ ست سنوات، وتحديدا في أكتوبر سنة2017وهو قريبا يدخل سنته السابعة وقد كونت فيه نواة لمكتبة متواضعة تعنى بكتب الأطفال، وكذلك يأتي الأطفال من كل الأحياء المجاورة لدار الثقافة بحي الحديقة في إحدى المحافظات التونسية المجاورة للعاصمة، وأحيانا من أماكن بعيدة وكان هدفنا الأساسي من تكوين هذا النادي المناضل هو إعادة الاعتبار للمطالعة وللطفل باعتباره النواة الأساسية للمجتمعات والعنصر الأكثر فاعلية وأهمية لبناء الوعي منذ النشأة الأولى. لذلك كانت فكرة التأسيس هدفها الأساسي هي ترغيب الأطفال في المطالعة وتدريبهم على الكتابة والتحرير باللغة العربية الفصحى وأحيانا بلغات أخرى حسب قابلية الأطفال لذلك. إضافة إلى تعويد الأطفال على المبادرة و الحوار وتعزيز روح التعاون في ما بينهم. وهذا يتطلب جهدا كبيرا. نعد الأطفال في هذا الموسم بمواصلة الجهد ومساهمتهم الفعالة في الحضور والنشاط. ولقد أعددنا لهذا الموسم مشروع نشاط في إطار تعويد الأطفال على الانتظام داخل المؤسسات الثقافية والاهتمام بالكتاب.
_ لماذا الحياة قصة، ماذا وراء هذه التسمية؟
هذا العنوان هو من اختياري ولقد وجدت فيه طرافة كبرى حيث أن الحياة هي في نظري قصة طريفة ومتميزة وأصيلة، والقصة تحمل في طياتها قصة ما، قد تكون عميقة ومؤثرة، وكل كاتب يكتب قصة معينة ينطلق من الحياة، وهذه الحياة العميقة قد تكون حياته هو وقد تكون حياة المحيطين به وقد تكون أيضا حياتي أنا في مختلف وجوهها وتشعباتها .لذلك إذا سميت النادي بنادي الحياة قصة حتى يكون العنوان أصيلا وطريفا.
_ لماذا المراهنة على الأطفال وأنت ناقدة وقاصة ؟
أنا شاعرة وكاتبة وناقدة وقاصة أكتب الشعر والنقد والقصة، والمقال منذ ثلاثين عاما وأنشط بالمشهد الثقافي التونسي والعربي منذ أواسط التسعينات، وقد ساهمت في تأسيس العديد من النوادي والمنتديات ونشطت في مجالات الشباب والطلبة حين كنت طالبة ونشرت في الصحف والمجلات وكنت ضيفة في التلفزيون والإذاعات الوطنية والمتخصصة في الثقافة وكذلك بعض الإذاعات الخاصة المهمة جدّيا بالثقافة. أنا أيضا حاصلة على الأستاذية في اللغة والآداب العربية. و لما أصبحت منشطة ثقافية وهي مهنتي التي أزاولها الآن فكرت في بعث مشروع خاص بالطفولة والمطالعة وهو نادي الحياة قصة للأطفال والله ولي التوفيق.
_ كيف يمكنك شدّ الناشئة إلى الكتاب في زمن المغريات الالكترونية؟
هذا سؤال مهم ورائع بالفعل في زمن الوسائط المتعددة ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا المد الرقمي الرهيب وهذه الفوضى العامة قد يجد الإنسان منا صعوبة في إقناع طفل صغير بقراءة كتاب ورقي وتلخيصه واستخلاص العبرة منه ولكن شرفنا الكبير في المحاولة. محاولة إخراج الطفل من مستنقع الرداءة والشيء المكرر وتعويده على المطالعة واستخدام خياله والاعتماد على قلمه وعلى موهبته في المطالعة وتبقى محاولاتنا هذه قابلة للتطوير والفهم. ونحن نهدف من خلالها تشجيع الكتاب، والورق والمؤلفين والمشتغلين بالقصة للأطفال والكتابة عموما فما أجمل الكتاب وما أحلى القراءة في زمن المغريات الإلكترونية والفوضى التكنولوجية العارمة.
_ أصبح العزوف عن المطالعة حالة عامة تنذر بتسطيح العقول وتمييع الأجيال القادمة، ما الحل ؟
بالفعل لقد وضعت أصبعك على الداء حيث أن العزوف على المطالعة أصبح سمة تسم الأجيال الجديدة وذلك يعود لعدة أسباب أهمها غلاء أسعار الكتب وارتفاع سعر الورق وتكلفة الطباعة بينما تدنت الرغبة في المطالعة بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والعولمة التي قلبت كيان العالم رأسا على عقب مما يهدد بتسطيح الأجيال القادمة والجديدة وتمييع القضايا الوطنية الكبرى وإدخال الأطفال في دوامة العنف، والسطحية والميوعة ولكن يبقى الأمل قائما ما دامت هناك كفاءات وطنية ونوايا طيبة تشتغل بشكل فردي، وتعمل على إنقاذ الناشئة من مستنقع الرداءة والميوعة وتعويدهم على الاهتمام بالعلم والكتاب والأدب الذي يهذب الذوق ويصقل المواهب وينمي الحس الوطني والرغبة في التميز والحياة. وهذا ليس دور الأفراد فقط بل هو دور الحكومات والاستراتيجيات الثقافية والتعليمية ورجال التربية والتعليم.
_ في رأيك هل ما زال الأدب قادرا على تربية الأطفال والناشئة على القيمة والمعنى؟
إن كل محاولة خيرة لتربية طفل وتنشئته على القيم الفاضلة والمعنى تبقى محاولة مهمة وجهدا محمودا وعملا نضاليا سواء كان ذلك عبر الأدب أو المسرح أو الموسيقى ولكن لا أخفيك سرا أن المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة فالأدب يبقى وسيلة تربوية وأخلاقية تهذب الذوق وتصقل الموهبة وتعود الإنسان على الحلم وعلى اتباع طريق الحق والخير والفضيلة. نعم أقول ما زال الأدب قادرا على إضفاء المعنى على الذات الإنسانية طالما أن هناك كتابا وشعراء يكتبون وينشرون الكتب، و علينا أن نكون متفائلين بمستقبلهم إلى أن يحدث الله بعد ذلك أمرا.
_ ما هي القيم الفضلى التي تمنح مفاتيح النجاح والعبور إلى الأجيال الصاعدة؟
أول هذه القيم هي الصدق في القول والإخلاص في العمل والتفاني في أي عمل نعمله.
ثم الصدق والتربية السليمة على الصراحة والحوار والتجادل وعدم الانسياق وراء فكر القطيع والفساد المادي، والأخلاقي وهذا من شأنه أن يدمر أجيالا برمتها. المهم هو العمل بصدق والمحبة والوعي والله ولي التوفيق.
التعليقات