الأكثر مشاهدة

    أحمد بنسعيد* مقدمة: في عالم اجتماعي واقتصادي وسياسي مشحون بالصراعات والحروب …

كتابة الأدب العلاجيّ للأطفال – حاجة معاصرة ملحّة

منذ أسبوعين

235

0

    أحمد بنسعيد*

مقدمة:
في عالم اجتماعي واقتصادي وسياسي مشحون بالصراعات والحروب ومشاكل الفقر والفقد والأمراض وضيق النفوس و… كان لهذا النوع من الأدب العلاجي الموجه للأطفال أهمية قصوى اليوم ومستقبلًا، حيث يُستخدم كأداة لدعم الصحة النفسية والعاطفية ومساعدة الأطفال في مواجهة التحديات وتخطي العقبات التي يمرون بها في حياتهم. وتعتمد هذه القصص على تقنيات العلاج خاصة بالقصص (Bibliotherapy) التي ظهرت كمجال مستقل في أواخر القرن العشرين، والتي تستخدم السرد القصصي لتوجيه الطفل نحو فهم مشاعره والتعامل مع مشكلاته بطريقة إيجابية.
أهداف الأدب العلاجيّ للأطفال:
التخفيف من القلق والمخاوف: تساعد الطفل في فهم مشكلته والتعامل معها، كالخوف من الظلام، أو الانتقال إلى مدرسة جديدة، أو الرحيل من المنزل، أو الشعور بالغضب، أو غيرها من المواقف التي قد تسبب له التوتر.
التعامل مع الصدمات والخسائر: مثل فقدان أحد الأحبة، الطلاق، أو التكيف مع مرض مزمن…
تنمية المهارات الاجتماعية: تقدم نماذج إيجابية لسلوكيات القدوة الصالحة لقيم: التعاون، والصداقة، والمحبة…
تعزيز تقدير الذات ودعم الثقة بالنفس: من خلال أدب يعكس نجاحات الأطفال الصغار رغم التحديات والإحباطات…
تحفيز التفكير الإيجابي وحل المشكلات: عبر طرح مواقف حياتية وتقديم استراتيجيات فعالة للتعامل معها.
كيف يُستخدم هذا الأدب في العلاج؟
يُقرأ للطفل أو تُشجعه على قراءتها بنفسه.
يتم التفاعل مع القصة -مثلًا- من خلال الأسئلة والحوار المتبادَل حول مشاعر الشخصيات.
يمكن تشجيع الطفل على كتابة أو رسم نهاية خاصة به، ما يساعده في التعبير عن مشاعره.
أين يُستخدم هذا الأدب؟
يُستخدم هذا الأدب عادة في العيادات النفسية، والمدارس، وحتى في المنازل من قِبَل الوالدين لدعم أطفالهم في التغلب على صعوباتهم، وما أكثرها في هذا العصر الذي يعرف الكثير من الضجيج والصخب والتناقضات…
هل كسبت الهمة لكتابة أدب علاجيّ للأطفال؟
علمنا -الآن- أن هذا النوع من الكتابة مطلوب بشكل كبير، لا بأس أن أوضح لكتّابنا الأعزّاء خطوات كتابة -مثلَا- حكاية في هذا الموضوع.
تحديد الفئة المستهدفة:
هل سيكون الكتاب موجهًا للأطفال مباشرة، أم سيكون دليلًا للأهل والمعلمين لاستخدام القصص العلاجية؟
هل تود التركيز على فئة عمرية معينة (مثلاً: 4-6 سنوات، 7-9 سنوات، 10-12 سنة أو مرحلة اليفعة)؟

اختيار الموضوعات العلاجية:
يمكنك تحديد مجموعة من القضايا التي يواجهها الأطفال اليوم، مثل:
القلق والخوف: (مثل الخوف من الظلام، أو القلق من الذهاب إلى المدرسة).
التنمر وكيفية التعامل معه بذكاء:
الفقدان والحزن (وفاة شخص عزيز، الطلاق، فقدان صديق).
التحديات الصحية (مرض مزمن، تأخر في النطق، التوحد).
المشكلات الاجتماعية (الخجل، ضعف الثقة بالنفس، صعوبة تكوين صداقات).

بناء الشخصيات والسرد القصصي
اجعل الشخصيات قريبة من الأطفال بحيث يشعرون بالارتباط بها والتماهي معها.
كن حرًا في استخدام أساليبك السردية الأدبية، ولا تنس استعمال الخيال والبساطة في الطرح.
احرص على تقديم رسائل إيجابية بطرق فنية غير مباشرة.

تضمين قسم إرشادي للآباء والمربين:
بعد كل قصة، يمكنك تقديم شرح حول المشكلة النفسية التي تعالجها القصة.
اقترح أسئلة للنقاش والحوار مع الطفل بعد قراءة القصة لأجل الاكتشاف والمعالجة.
قدم نصائح حول كيفية استخدام القصة لمساعدة الطفل في حياته اليومية.

إضافة رسومات معبّرة:
الرسوم تلعب دورًا كبيرًا في التأثير العاطفي، لذا يمكن التعاون مع رسام متمكن في هذا المجال، حتى لا تؤدي الرسومات معنًى عكسيًا، بتركيزها على الجانب السلبي ونسيان الجانب الإيجابي.
يُفضل أن تكون الرسومات واضحة وتعكس المشاعر بشكل جيد.

مثال لحكاية في العلاج بالقصة:

خاتمة:
الأدب العلاجي طبعًا يتجاوز القصة، إلى المسرحية والكركوزة والأنشودة وابتكار أنشطة أدبية وفنية جديدة مستوحاة من هذا الأدب الذي يكون هدفه دعم الأطفال والخروج بهم من دائرة التوتر والقلق من مشكل معين إلى فسيح الطمأنينة والهدوء والفهم…
أصبح هذا الأدب ضروريًا وملحًا جدًا في عالم يشاهد فيه الطفل حتى الصغير جدًا -بشكل قسري- في كل يوم العشرات من المشاهد العنيفة والمرعبة والحروب المشتعلة في كل حين، ومشاهد الصراخ والبكاء والقتل والدمار… وذلك كأداة داعمة لأجل التخفيف من هذه المشاكل التي فرضها التقدم التكنولوجي على عالم الإنسان.

كاتب للأطفال_المغرب

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود