الأكثر مشاهدة

 خالد الصميلي  بعد توحيد المملكة العربية السعودية استمر تداول النقد العربي السعو …

العملات النقدية بعد توحيد الجزيرة العربية

منذ سنتين

628

0

 خالد الصميلي 

بعد توحيد المملكة العربية السعودية استمر تداول النقد العربي السعودي الذي سك قبل التوحيد حتى عام 1354 عندما تم إصدار ريال عربي سعودي جديد، وقد تميز هذا الريال بصغر حجمه وخفة وزنه مقارنة بالريال السابق، إذ بلغ وزنه تقريبًا أقل من نصف وزن الريال السابق، وكذلك تميز بارتفاع درجة نقاوته وبذلك يكاد الريال الجديد في مواصفاته يطابق مواصفات الروبية الهندية النقدية الأكثر تداولا بين النقود الأجنبية السائدة آنذاك.

وأما بالنسبة لتصميم هذا الريال فقد جرى سكه بشكل مطابق لتصميم الريال السابق من حيث زخارفه، وأشكاله، وتوزيع عباراته التي اختلفت على وجه الريال الجديد، فقد حمل مركز الوجه اسم الملك كاملًا (عبد العزيز بن عبدالرحمن السعود) تحيط به من الخارج دائرة تفصله عن كتابات الهامش التي تضمنت اللقب الجديد للملك ملك المملكة العربية السعودية نقش أسفل منه شعار الدولة، أما الظهر فقد جاء مطابقًا للريال السابق عدا سنة سكه 1354هـ

وأما النقود المعدنية والمصنوعة من النيكل من فئة القرش وأجزائه من فئة نصف القرش وفئة ربع القرش فإنه لم يجر سكها بالاسم الجديد للدولة إلا في سنة 1356هـ 1937م حيث جرى سكها وفقًا للتصميم السابق للقرش وفئاته مع اختلاف في العبارات وطريقة تنفيذها، فقد ورد على الوجه الأول بشكل دائري اسم الملك عبد العزيز السعود ولقبه ملك المملكة العربية السعودية في الوقت الذي لا نجد فيه اختلافًا في تصميم الوجه الآخر العملات المعدنية السابقة ما عدا سنة سك هذا القرش وأجزائه وهي سنة 1356هـ التي نقشت أسفل ظهر القطعة النقدية، وقد صدرت بشكلين أحدهما مسنن الحواف والآخر أملس الحواف.

وبقي تداول هذه العملات فترة تقارب العشر سنوات بدون أي تغيير

وفي عام 1365 ونظرا لاحتكار التجار للنقد بهدف صرفها في المواسم بعشرين قرشًا للريال بدلًا من 22 قرشًا للريال، ولما بلغ الملك عبد العزيز -رحمه الله- هذا الأمر أمر بدمغ كل النقود المعدنية الموجودة بالمالية بالرقم ٦٥ والذي يمثل العام الهجري 1365 مما أدى إلى الحفاظ على قيمة الريال وكسر احتكار التجار

وقد دمغت كل القروش وأجزائها من إصدارات عام 1344 وعام 1346 وعام 1348 وعام 1356 ذات الإطار الأملس

وفي عام 1367 تم سك ريال بدون الأجزاء النصف والربع وهو بنفس مواصفات ريال 1354 ما عدا سنة السك 1367

وفي عام 1370 تم سك ريال واحد بدون الأجزاء، وأيضًا بنفس المواصفات السابقة ما عدا سنة السك 1370

وفي نفس العام 1370 تم سك جنيه ذهبي لأول مرة في العهد السعودي والذي كان في تصميمه مشابهًا للريال الفضي، وبالتحديد من حيث زخارفه ومأثوراته فيما عدا سنة سكه وقيمته بالأحرف المنقوشة في أعلى هامش الظهر جنيه عربي سعودي واحد، وقد بلغ وزن هذا الجنيه 8 جرامات ودرجة نقاوة عالية وهو قريب إلى درجة كبيرة من مواصفات الجنيه الإنجليزي وبالتحديد من حيث وزنه وقطره ودرجة نقاوته.

وعلى الرغم من ذلك لم يتم تداوله إلا في عام 1372 بسبب مشورة اقتصادية وحتى إنشاء جهاز ينظم حركة النقد بشكل أفضل ويحافظ على قيمة العملة السعودية.

وفي أوائل عام 1371هـ 1952م وبعد الاضطراب الكبير الذي تعرضت له نظم الصرف والمدفوعات في العالم وافق الملك عبد العزيز على استقدام بعثة مالية أمريكية يرأسها المستشار المالي الاقتصادي السيد: آرثر يونج. وذلك لتقديم المشورة للدولة في النواحي المالية الاقتصادية ولتطوير أنظمتها النقدية، وبناءً على التقارير والتوصيات التي قدمها السيد آرثر يونج بإنشاء مؤسسة تعنى بالأمور النقدية للبلاد وبعد التشاور مع جلالة الملك سعود -يرحمه الله- الذي كان وقتها وليا للعهد حول ماهية هذه المؤسسة فقد تم التوصل إلى اسم المؤسسة ومهامها وأهدافها عند ذلك صدر المرسومان الملكيان برقم 30/4/1/1046 ورقم 30/4/1/1047 وتاريخ 1371/7/25هـ الموافق 1952/4/20م بإنشاء مؤسسة النقد العربي السعودي واعتماد نظامها الأساسي الذي حدد أهم وظائفها في تثبيت قيمة العملة السعودية ودعمها داخل البلاد وخارجها ومعاونة وزارة المالية بتوحيد المركز الذي تودع فيه إيرادات الدولة وتقديم المشورة للحكومة فيما يتعلق بسك النقود وطرحها ومراقبة الجهاز المصرفي من مصارف تجارية وصيارفة يتعاملون في بيع وشراء العملات الأجنبية، وقد حظر على المؤسسة إقراض الحكومة والهيئات الخاصة وإصدار العملة الورقية وغيرها من البنود التي نص عليها المرسومان

وفي 1371/11/14هـ الموافق 1952/8/5م صدر المرسومان الملكيان رقم 30/4/1/1743 ورقم 30/4/1/1744 بتعيين السيد جورج بلوارز. أمريكي الجنسية. أول محافظ لمؤسسة النقد، والثاني بتشكيل أول مجلس إدارة للمؤسسة وبدأت مؤسسة النقد العربي السعودي مزاولة عملها في مدينة جدة بتاريخ 1372/1/14هـ الموافق 1952/10/4م

ونظرا لرغبة الحكومة في تسهيل تداول الحجاج للنقد فقد قامت مؤسسة النقد بإصدار عملات ورقية لأول مرة وهي ما عرفت آنذاك بإيصالات الحجاج التي طرحت للتداول اعتبارًا من 1372/11/14هـ 1953/7/25م من فئة العشرة ريالات وتعرف بالعشرة البيضاء والتي تعد أول عملة ورقية سعودية والتي طبع منها خمسة ملايين إيصال طبعة، أولى، كتب على هذا الإيصال عبارات متعددة باللغة العربية، والفارسية، والإنجليزية، والأوردية، والتركية، والمالاوية ما يحفظ لحاملها قيمة هذا الإيصال من الريالات الفضية السعودية، وعلى ما يبدو أن هذه التجربة لاقت الاستحسان والقبول من حجاج بيت الله الحرام، ونالت ثقة الناس في السوق المحلية من تجار ومواطنين، الأمر الذي دفع بالمؤسسة إلى إعادة إصدار تلك الفئة وفئتين جديدتين اخرتين من فئة الخمسة ريالات سنة 1373هـ 1954م وفئة الريال الواحد سنة 1375هـ 1956م وكان من أهم أسباب نجاح هذه التجربة هو أن المواطنين والحجاج لم يستبدلوا تلك الإيصالات بالعملة المعدنية بل استمروا في تداولها فيما بينهم، واستنتجت الدولة ممثلة في مؤسسة النقد العربي السعودي بأن المواطنين والحجاج راغبون في استبدال العملات المعدنية بعملة ورقية وهذا تطور مهم يعبر عن الثقة بعملات الدولة الفتية وقدرتها على حماية عملتها الورقية وهو أمر أصعب بكثير من حماية العملة المعدنية ذات القيمة الذاتية.

وفي عام 1373 قامت المؤسسة بسك الريال الفضي الموسوم باسم الملك عبد العزيز سنة 1373هـ 1953م مع أجزائه بنفس المواصفات السابقة ما عدا سنة السك عام 1373 وهو ريال نادر جدًا جدًا جدًا مع أجزائه.

وبذلك أصبحت عملة البلاد تصدر عن مؤسسة وطنية سعودية قامت منذ بداية تأسيسها وحتى اليوم بالمحافظة على قيمة الريال السعودي بين عملات دول العالم.

عملات دمغت بالرقم ٦٥

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود