145
069
064
0404
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
8742
04212
02773
02261
0زياد بن محمد العويفي*
في أحد الأيام، وتحديدًا في اليوم الرابع عشر من شهر رجب من عام (1438هـ)، استيقظتُ على خبر وفاة جدي، كان الخبر أشبه بالكابوس الرابض على صدري ويكتم أنفاسي! نهضتُ واجف القلب، تتسارع أنفاسي داخل صدري، مثل حصان جامح يعدو بكل ما أوتي من سرعة وقوة، أُصبتُ بالذهول إلى درجة عدم قدرتي على تصديق الخبر، وبقيت أكذّب جميع من حولي حتى وصل نعش جدي – رحمه الله – وهنا في هذه اللحظات تجمدت الدماء في عروقي، وجف ريقي ويبس حلقي، فلم أعد ابتلعُ غير مرارة دموعي التي انهمرت من عينيَّ مثل نارٍ تحرقُ قلبي!
المنظر الذي يحيط بي من كل جانب مهول؛ بكاء وصراخ وعويل، جعلني أعيش لحظات هذه الصدمة وكأنني خارج إدراكي! حتى جدران منزلنا وزواياه، ومقعد جدي، خُيّل إليَّ أنها تكاد تتفطر من الحزن، ممتلئة بكل صور الفقد الموحش، وبشاعة لا حد لها. بعد أن ودعناه، وقبَّلنا جبهته الطاهرة، ذهبنا به إلى المسجد ليصلى عليه صلاة الجنازة، صلينا وعيناي مليئتان بالدموع وقلبي يتفطّر حسرة. دخلتُ المقبرة وأنا في حيرة، وأسأل نفسي: «هل هذه آخر اللحظات التي أرى فيها جسد جدي؟. يا الله! هل سيتركنا بهذه السهولة، بعد أن كان لنا مثل سماء تظلنا وجبل نستند إليه؟!». كانت من أقسى لحظات حياتي، عندما أهلت التراب على قبره، ثم دعوت له، وخرجت من المقبرة ونظري ما زال يلتفت نحو قبره لعله ينهض ويعود معنا! الموت لا بد منه، وهو الوجه الآخر، للحياة، مهما كانت قسوته – هكذا قالت لي جدتي عندما رأتني حزينًا – ثم تابعت حديثها: «سيجمعنا الله به في جنات النعيم، بإذن الله يا ولدي» الفقد شيء عظيم، خرجت من هذه التجربة بهذا الشعور، ولكن يجب عليَّ تقبل هذا الأمر، والسير في الحياة كراكب قطار سيتوقف عند كل محطة؛ لينزل منها الأحب إلى قلبي، وفي يوم من الأيام سأكون أنا المودِّع.
*قاص من السعودية
التعليقات