مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

يحيى قصادي* ‏ظَلامٌ طَغَى حَتّى ارتَضَتْهُ الـخَلائقُ ‏ودَانتْ بمَا يُملِيهِ حتَ …

لا دين دون دولة

منذ 3 أشهر

137

0

يحيى قصادي*
‏ظَلامٌ طَغَى حَتّى ارتَضَتْهُ الـخَلائقُ
‏ودَانتْ بمَا يُملِيهِ حتَّى الـحَـقائِقُ
‏فمَنْ كانَ ذا وَعْـيٍ تَلفَّعَ خَائفًا
‏ومَنْ كانَ ذا بَغْـيٍ مَضَى وهْـوَ واثِـقُ
‏وَبَاتَتْ قُلُوبُ النَّاسِ يَقْتَاتُهَا الشَّقَا
‏وَتَـغتَالُ أرواحَ السُّـرَاةِ الطَّـوارِقُ
‏إلَـى أنْ أرَادَ اللهُ بَــعْــثَ مُـجَدِّدٍ
‏يُـجَدِّدُ دِيْــنًا أوْهَنَتْــهُ الـبَـوائِـقُ
‏فَــجابَ بـنجدٍ يَـحمِلُ النُّورَ قلبُهُ
‏يُمَــزِّقُ جُــنحَ اللَّيلِ واللَّيلُ حَــانِـقُ
‏وَيَـبْـحَثُ عنْ ذي نَـخْـوَةٍ عَرَبيِّــةٍ
‏لَــهُ قــلبُ لَــيثٍ تَتَّبِعْـهُ الفَيَالِـقُ
‏إلَـى أَنْ هَـدَاهُ الله نَــحْـوَ مُـرادِه
‏بِــدِرِعيَّةِ الأَمْــجَادِ حَيثُ الـمُوَافِقُ
‏يُـوافِقُهُ فِـي الهَـمِّ والرَّأيِ والرُّؤَى
‏طَــمُوحٌ هُــمَامٌ بِالإمَــامَةِ لائِــقُ
‏فأمسَى قَرِيــرَ العَينِ يَــقرَأُ وِردَهُ
‏بُــعَيْـدَ اتِّــفَاقٍ ثَـبَّـتَـتْهُ الـمَـوَاثِـقُ
‏وأمسَى الأميــرُ اللّيـثُ للهِ قائـمًا
‏يُنَــاشِـــدُهُ فَــتْحًا، وَرَبُّــكَ رَازِقُ
‏وسارَ بـجيشٍ يُسعِدُ الأرضَ زحفُهُ
‏وَتَقْصُدُ مَنْ فَوقَ السَّمـاءِ الـخَـوافِـقُ
‏إذَا حَلَّ فـي أرضٍ بـنَى العِـلمُ بيتَهُ
‏وَطَـنَّـبَ فـي تلكَ الـرُّبُوعِ التَّوَافُــقُ
‏فـنشرًا لــدينِ الـحقِّ بعدَ اندثارِهِ
‏وَطَــردًا لِـجَـهـلٍ سَادرٍ وهْـوَ زاهِقُ
‏فــكانَ لَـــهُ مــا يَرتَـجِيهِ مُـحَمَّدٌ
‏وَكانَتْ فُــتُـوحٌ سَــجَّلَتْـهَا الوَثَائِـقُ
‏فَأضحَى إمَـامًا ثَــبَّتَ اللهُ مُلْكَـهُ
‏تُسَــابِقُ فِيمَـــا يَـبـتـغِـيهِ الـمَنَاطِقُ
‏ودانَــتْ لَــهُ كلُّ البِــلادِ مــحبَّـةً
‏وَسَالتْ بــآيَـاتِ التَّهَانِـي الـخَلَائِـقُ
‏وَسَـارَ بَـنُوهُ بَـعدَهُ مِثــلَ سَيـرِهِ
‏يَسِيرُونَ فِـي ثَـوبٍ بِهِ الـمَجْدُ نَاطِقُ
‏ثَلاثُ مِئـينٍ أوْ تَــزِيدُ وَمُلـكُهُمْ
‏كَمِثْلِ طُوَيقٍ راسِخ وَهْـوَ شَـاهِقُ
‏فَـطُوبَـى لَـنا – واللهِ – موطِنَنَا الَّذِي
‏نَتِــيهُ بِـهِ فَـخـرًا إِذَا صَــاحَ نَـاعِقُ
‏يَعِـيشُ بِهِ أمْنًا مِنَ الـنَّـقصِ شَعْـبُهُ
‏وَتَأوِي إِلـيهِ النَّاسُ إِنْ حَــلَّ طَـارِقُ
‏فَـيَا دُرَّةَ الــدُّنيَا وَغُــرَّةَ وَجُهِهَا
‏وَبَهجَتَـهَا الغَــرَّا سَـقَـتْكَ الغَـوَادِقُ
‏تُفَـدِّيكَ بالأكْـبَادِ مَنْ طَبْعُهَا الـحَيَا
‏وَتَـحـمِيـكَ آسَـادٌ كُـمَـاةٌ بَــطَـارِقُ
‏حَـمَاكَ إلهُ العَـرشِ مِنْ كَـيدِ فَـاجِرٍ
‏وَمِنْ غَدْرِ خَــوَّانٍ عَنِ الـحَقِّ مِارِق
‏وَمِنْ حَـسَدِ الـحُسَّادِ، مِلْءُ عُيُونِهِمْ
‏قَـتَـادٌ وَسُـقْـمٌ دَائِـمٌ لا يُــفَــارِقُ
‏وَمِنْ كُلِّ خِبٍّ يُـظهِـرُ الـحُبَّ كاذِبًا
‏فَـشَــرُّ شِـرَارِ الـخَـلْـقِ خِبٌّ مُنَافِقُ
‏وَأبقَـاكَ ربِّـي جَــنَّةً لا يَـنَالُـهَـا
‏خَـرِيفٌ، وَلَا يَنفَكُّ عَنْـهَا التَّنَاسُقُ
‏تَمِيسُ بِهَا النَّعْمَاءُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ
‏أَزَاهِيرُهَـا مِــنهَـا تَــغَــارُ الـحَدَائِقُ
‏إِلَيكَ أَيَا وَطَنَ الأَمجَاد حَبَّرتُ أحرُفًا
‏تَـتُوقُ كَمَا تَـاقَ الـمُحِبُّ الـمُرَاهِقُ
‏سِـوَى أنَّنِـي لا أرعَوِي عَن مَـحَبَّتِي
‏إذَا مَا ارعَوَى عَنْ حُــبِّـهِ مَنْ يُمَاذِقُ
‏وَلَولَا احتـرازِي أنْ أطيـلَ لأطنبَـتْ
‏حُرُوفِـي، ولَـو أطنَـبْتُ إِنِّـي لَصَـادِقُ

*شاعر سعودي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود