‏

عبدالعزيز موسى الحكمي*

‏قالوا فوالله ما غالُوا .. ولا كذبوا
‏وأنشدوا فيكِ حتى أُطرِبَ الطربُ

‏وغازلوكِ فأبكوا كلّ فاتنةٍ
‏وحبّروا لكِ حتى فاضَتِ الكُتبُ

‏وقلّدوكِ بما في البحرِ من دررٍ
‏وهم يقولون : عذرًا .. دونَ ما يجِبُ

‏وعُلِّموا من هواكِ الشّعرَ .. أعذبَهُ
‏فالشعرُ قبلكِ لغوٌ أو هو اللعبُ

‏وعَلَّموا الأرضَ أنّ الفخرَ أنتِ .. فهم
‏يفاخرون فيُقْضَى أنَهم غَلبُوا

‏هاهم يغنّون والآذانُ صاغيةٌ
‏لولاكِ يا دار ما غنّوا ولا كتبُوا

‏بنوكِ يا دار أضحى حبُّهم مثلًا
‏والحبُّ شرعٌ .. ولكن حبُّهم عجبُ

‏يعطون .. ما بخِلوا يومًا ولا وزنوا
‏وكلُّ ما وُهِبَت أجسادُهم وهبوا

‏وكلُّ ما وسِعَت طاقاتهم فعلوا
‏وكلُّ ما نظرت أبصارهم جلبوا

‏أبناءُ سلمان غيثٌ .. والحياةُ بهِ
‏وإن بدا الشرُّ صاروا النّار والتهبوا

‏أبناءُ سلمان فوق الحدِّ قد وقفوا
‏فَسِرْ عليك أمانُ الله يا خُلَبُ

‏وانعم بكلِّ سلامٍ يا حمامُ فما
‏خوفٌ يزور ولا بغيٌ ولا سَغَبُ

‏دارٌ توطّن فيها الأمن وامتزجت
‏أرواحُنا بهواها فهي تنجذِبُ

‏والقلبُ إن لم يُخالِطْ حُبُّها دمَهُ
‏أزرى به الضعفُ أو أودى به العطبُ

‏يا أيها الملكُ الميمون إنّ لنا
‏في عيشنا أربًا، في موتنا أربُ

‏نحيا لنبلغَ مجدًا ‏أو نموتَ
‏إذا كان المحالُ بهذا الموتِ يُجتَلبُ

*شاعر سعودي