تبوك_فرقد

في مساءٍ من مساءات تبوك العابقة برائحة القهوة والحكايات، وتحديدًا في يوم الاثنين الموافق الثاني عشر من مايو، تجلّى الأدب في أبهى حلله، حيث احتضن “مقهى حبات القهوة” فعالية أدبية فريدة من نوعها، بالتعاون مع “دار محبرة للنشر والتوزيع”، احتفاءً بتدشين الإصدار القصصي الجديد للكاتبة سلوى الأنصاري، والذي جاء بعنوانٍ يأسر المخيلة قبل النظر: تهودة.

كانت الأمسية مزيجًا من دفء الكلمة وأناقة الفكرة، أدار دفتها الحوارية باحتراف الأستاذة سمية العلاوي، التي اصطحبت الحضور في رحلة بين ضفاف الخيال وأعماق الواقع، حيث تلامس قصص “تهودة” شغاف الروح، وتتداخل مشاهدها كما لو أنها مرآة لوجوهٍ نعرفها، أو نتوق أن نلتقيها.

في لحظة من لحظات البوح المضيئة، تحدّثت الكاتبة سلوى الأنصاري عن جوهر العمل، مشيرةً إلى أن “تهودة” ليست مجرد مجموعة قصصية، بل نسيجٌ من الأرواح والذكريات، عبورٌ متأنٍّ بين ثقافات وأزمنة، ونداءٌ خافتٌ ينادي في داخل القارئ أن يُصغي لما بين السطور. إنها نصوصٌ تسرد لتوقظ، وتكتب لتُلامس، وتمنح القارئ مساحاتٍ للتأمل والانغماس.

تفاعل الحضور كان بمثابة وشاحٍ من التقدير والتفاعل الحي، حيث تفتّحت الأحاديث، وتنوّعت الأسئلة، وانبعثت من المشاركين قراءات مختلفة للنصوص، بدءًا من رمزية العنوان مرورًا بتكوين الشخصيات، وانتهاءً بما تثيره القصص من تساؤلات حول حدود الممكن والمستحيل.

واختُتمت هذه الأمسية التي اتشحت بالأدب والدهشة، بجلسة توقيع دافئة، وزّعت خلالها الكاتبة نسخًا من “تهودة” على الحضور، تاركةً في قلوبهم أثرًا لا يُمحى، وذاكرةً ستظل تعبق بجمال الكلمة وصدق اللحظة.