صالح الحسيني *

معنى “لا يُشقّ له غبار”، وأصلها. 
هو: تعبيرٌ عربيٌ فصيح يُستخدم مجازًا. 
معناها: أنه لا يُبارى و لا يُنافَس، وأنه متفوق جدًّا في مجاله، لا يستطيع أحد أن يضاهيه.

وأصل العبارة، وهو المهم:
يعود إلى الفروسية: حين يركض الفارس بسرعة فائقة، يثير الغبار من خلفه، فلا يستطيع أحد اللحاق به ليشق الغبار الذي خلّفه؛ أي لا يوجد من ينافسه أو يلحق به.

**
2
أُصادق نفسَ المرءِ من قبل جسمه
وأعرفُها في فعلهِ والتكلُّمِ
(المتنبي)

يتحدث الشاعر هنا عن القيمة الحقيقية للإنسان، ويقول إنه لا يحكم على الشخص بناءً على شكله أو مظهره الخارجي (جسمه)، بل يصادق الناس ويثق فيهم ويكوّن رأيه عنهم بناءً على:
• نفسه: أي أخلاقه ونيّته الداخلية. 
• فعله: أي أعماله وتصرفاته. 
• تكلّمه: أي كلامه وطريقة حديثه التي تعكس ما في داخله.

المعنى العام:

الشاعر يعبّر عن حكمة راقية تقول إن المظهر لا يُعبّر عن حقيقة الإنسان، بل الجوهر والسلوك والكلام هو ما يحدد من هو الشخص الحقيقي. وهذه دعوة إلى الحكم على الناس بما يصدر عنهم من أفعال وكلام، لا بما يبدو منهم ظاهريًا.

**
3
أركان اللغة:
هي العناصر الأساسية التي تتكوَّن منها (أيُّ لغة طبيعية)، وهي ضرورية لبناء المعنى والتواصل. يمكن تلخيص هذه الأركان في أربعة عناصر رئيسية، وهي:

1. الأصوات (الفونولوجيا)
• تُعنى بدراسة الأصوات اللغوية (مثل الحروف، والنطق.

• تشمل قواعد النطق، والتنغيم، والإيقاع.
• مثال: الفرق بين صوت “س” و”ص” في العربية.

2. المفردات (الصرف والمعجم). 
• تختص بـ الكلمات وتكوينها (الصيغ، الجذور، الملحقات).
• الصرف يتناول كيفية تكوين الكلمات من الجذور.
• المعجم يتناول معاني الكلمات واستخداماتها.

3. النحو (التركيب أو القواعد النحوية). 
• يهتم بـ تركيب الجمل وترتيب الكلمات لتكوين معنى.
• يحدد مواقع الكلمات (فاعل، مفعول، خبر…).
• مثال: “أكلَ الولدُ التفاحةَ” ← الولد فاعل، التفاحة مفعول به.

4. الدلالة (علم المعاني). 
• تبحث في معاني الكلمات والجمل وسياقاتها.
• كيف يتغيّر المعنى بتغيّر السياق أو الترتيب.
• مثال: “ضرب زيدٌ عمراً” ≠ “ضرب عمرٌ زيدًا”. 

عناصر إضافية:
• التداول: استخدام اللغة في السياقات الاجتماعية.
• الكتابة: تمثل نظام تمثيل اللغة بصريًا (ليست من أركان اللغة الشفهية، لكنها جزءٌ من التواصل اللغوي المكتوب).

**
4
كلمة؛ والموقف منها!

كلمة نوستالجيا (Nostalgia) تعني الحنين إلى الماضي، خاصة إلى أوقات أو أماكن أو مشاعر كان الإنسان يعيشها في فترة سابقة من حياته، وغالبًا ما تكون مرتبطة بذكريات جميلة أو دافئة.

أصلها:
* هي كلمة يونانية، تتكون من:
• “نوس” (nostos): وتعني العودة إلى القديم. 
• “ألجوس” (algos): وتعني الألم أو الحزن. 
• أي أن معناها الأصلي هو: ألم الحنين للعودة إلى الماضي أو المكان الذي نشأنا فيه. 

أمثلة على استخدامها:
• “شعرتُ بنوستالجيا عندما سمعت أغنية من طفولتي”. 
• “مشاهدة صور المدرسة القديمة أعادت إليّ نوستالجيا جميلة”. 

ملاحظة:

النوستالجيا ليست دائمًا شعورًا حزينًا، فهي مزيج من السعادة بذكرى جميلة والحزن؛ لأنها مضت ولن تعود. 

** والأمر الأهم:

لا أراه من اللائق بلغتنا إدخال مثل هذه المصطلحات عليها، فهي مكانز للبلاغة وجمال المفردات ورقة التعبير. 
وقد عجبت من “لجنة تحكيم” في إحدى المسابقات الشعرية حين أجازت قصيدة باللغة الفصحى تحمل عنوان “نوستالجيا”. 

فاصلة:
قريبَةُ عهدٍ بالحبيب وإنما
هوى كلُ نفسٍ حيثُ كانَ حبيبها

(قيس بن الملوّح)

*أديب من السعودية