مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

فالح بن طفلة* ‏سأجعل من جرحي نشيداً مقدسا ‏وأعزفه وجداً.. إذا الليل عسعسا ‏ ‏أنا …

قلب أضاء بجرحه

منذ سنتين

2398

0

فالح بن طفلة*

‏سأجعل من جرحي نشيداً مقدسا

‏وأعزفه وجداً.. إذا الليل عسعسا

‏أنا شاعرٌ لا ينكر الدمع صحبتي

‏فكم كنت للحرف الشجيِّ مهندسا

‏أنفِّس عن جرحي العميق بأحرفي 

‏فهل أخطأ البركان حين تنـفسا؟!

‏تعبتُ من القراء في كل صفحةٍ

‏يقولون هاتِ الشعر واكتب لنأنسا

‏يظنون أني قد كتبتُ ليطربوا

‏وما علموا أني كتبتُ من الأسى

‏أنادِم وحدي في الظلام مواجعي

‏وأغرفُ من خمر التباريح أكؤسا 

‏تمر الثواني كالطعون بمهجتي

‏فما كان اقساها عليَّ وأشرسا

‏وأصبِحُ لا البُشرى تلوح لناظري

‏ولا الهم يفنى.. بل يزيد تكدُّسا

‏فألقى جميع الناس والذهن شاردٌ

‏وقد هدني الحزن الطويل وأخرَسا

‏ومازال بعض الناس يؤذي مشاعري

‏ومازلتُ أُهدي اللطف آساً ونرجسا

‏أحمِّل نفسي فوق طاقة حِملها

‏وأرعى..على حزني قلوباً وأنفسا

‏فوجهي ربيعيُّ الملامح باسمٌ..

‏ولكن أحشائي تُحاكي أغسطسا

‏يحيط بروحي اليأس من كل جانبٍ

‏ولا أملٌ يدنو سناهُ لأقبِسا..

‏وإنْ ضاق صدر المرء مما يحسهُ

‏تراءت له الدنيا الفسيحةُ محبسا

‏كأن ارتياح البال من غير ملتي

‏فإن هو لاقاني يصد توجُّسا

‏وليس الذي يُرضي طموحي بواصلٍ

‏وليس بمقطوع الرجاء فأيأسا

‏ولو أن ليتاً أو عسى ستريحني

‏لقلتُ وما قصَّرتُ في ليت أو عسى

‏ولكـنَّـه أمـرٌ علـيَّ مـغيَّـبٌ..

‏أظل طوال الوقت فيه موسوسا

‏فيا أيها الهم الثقيل ترفُّقاً

‏فقد كاد ظهري منك أن يتقوسا

‏ويا أيها الساعي وراء طموحه

‏لقد حصحص الحق المُبين وأشمسا..

‏عتابكَ للدنيا الدنية ضائعٌ

‏أيجدرُ عقلاً أن تعاتب مومسا؟!

‏تماسكْ ولا تُبدِ انكساراً فإنني

‏عهدتك تسمو.. عزةً وتغطرسا

‏يشدُّكَ للعلياء مجدٌ ورثتَهُ

‏تُعانِقُ فيه الفخرَ رأساً ومعِطسا

‏فإنك من قومٍ كرامٍ أعزةٍ

‏يعافون أثواب المذلة ملبَسا

‏على نهجهم ترقى بخطوة واثقٍ

‏ونفسٍ -على الأرزاء- تأبى التدنسا

‏ولا تحسبن الدهر آذاك إنما

‏أذى الدهر يهدي خبرةً وتمرُّسا

‏ولِلْهَمِّ فضلٌ حين أوقدَ هِمَّةً

‏تساميتَ فيها للسماكَيْنِ مجلسا

‏وإنَّ جراح الحُرِّ نورٌ لقلبهِ

‏تهذِّبهُ حتى يجيدَ التفرُّسا

‏ومازال هذا العيشُ يقسو ولم تزل

‏تلاقيه بالصبر الجميل إذا قسا

‏يعزيك عن آلام دنياكَ كلِّها 

‏فؤادٌ على عزم الرجال تأسسا

‏ويغنيك باب الله عن باب غيرهِ..

‏ومن كان يرجو الله ما عاد مفلسا

‏*شاعر كويتي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود