36
041
0104
053
078
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11903
05711
05652
05379
04865
0منى العنزي *
إذا كانت فنون الأدب أحد أهم مشكِّلات هوية الإنسان وذاكرته التاريخية والثقافية، فإن أدب الطفل أخطر تلك المكونات التي تسهم في تشكيل هوية الطفل العربي؛ لأنه أساس مقومات بيئة الطفل المحيطة، وبالتالي فإن كل ما يقدمه هذا الأدب ينعكس على وجدان الطفل ويقر في قاع ذاكرته، ويصنع بطبيعته الهوية التي يصدر عنها الطفل العربي؛ بكل مجالاتها المتعددة.
وقد أدرك معظم كتابنا العرب عمق تاثير هذا المجال في تشكيل ذاتية الطفل العربي وهويّته الثقافية منذ بدايات القرن العشرين، حين قدم محمد عثمان جلال وأحمد شوقي حكايتهما وأشعارهما للطفل، ولحقهما بعد ذلك منتصف القرن عدد من الأدباء والمثقفين العرب أمثال: سليمان العيسى، ونجيب الكيلاني، وآخرين.
ولما اتسع المجال تعددت الأسماء بنهاية القرن العشرين، وكذا الأجناس؛ شعراً وسردا.
كما تنوعت المرجعيات الأدبية التي ينطلق الكتاب منها ليقدموا من خلالها موادهم الأدبية للأطفال.
وفي ظل متغيرات العصر تباينت الأدوار المؤثرة لما يقدمه أولئك الكتّاب، وإلى أي مدى ينعكس صدى تلك الكتابات على حساسية العصر ومتغيراته؟ ومالذي تؤثّر به هذه المتغيرات في تشكيل هوية الطفل العربي اليوم؟
من خلال هذا التساؤل الكبير عن المتغيرات العصرية ودورها في تشكيل هوية الطفل العربي، تنكشف اسهامات أدب الطفل في تشكيل هويته. وعند البحث عما يجيب عن هذا التساؤل، نجد الإجابة متجلية حين نجيب على مزيد من الأسئلة الأساسية:
– كيف يعمل الأدب في تشكيل هوية الطفل العربي ؟
– ما هي المضامين والقيم التي يحملها هذا الأدب؟
– ما مدى صلة تلك القيم بالعصر ومتغيراته؟
مثل هذه الأسئلة وماتثيره، تعيدنا إلى النظر بتأمل في نماذج من نصوص أدب الطفل المتاحة اليوم، لنصل إلى تكوين صورة واضحة عن تأثير هذا النوع من الأدب في تشكيل هوية الطفل.
وعلى هذا الأساس يجب أن تكون هناك خصائص واضحة لهذا الأدب يمكن الاتفاق عليها -على الأقل-في الوطن العربي؛ لقياس الأمر من وجهتين هما:
١- متغيرات العصر وتأثيرها على تشكيل أدب الطفل.
٢ـ تأثير أدب الطفل المصنوع في ضوء متغيرات العصر على تشكيل هوية الطفل العربي.
وعبر هذين المؤثرين تبرز نتائج حافزة إلى اكتشاف عدة نقاط لم يكن لها أن تظهر لو لم تتحقق المعالجة الثنائية لمقايسة للأثرين معا.
* ناقدة وأكاديمية سعودية.
التعليقات