بكر موسى هوساوي*
بُشْرَى تُزَفُّ فَحُلْمُنَا يَتَحَقَّقُ
فِي كُلِّ دَرْبٍ خَطْوُنَا هُوَ أَسْبَقُ
هِيَ رُؤْيَةُ الْحُلْمِ الْعَظِيمِ تَخُطُّهَا
كَفُّ الْعَزِيمَةِ حِبْرُهَا يَتَدَفَّقُ
صَفَحَاتُهَا جُمَلٌ كَأَنَّ بَرِيقَهَا
شَمْسٌ عَلَى مُدُنِ الْعَظَائِمِ تُشْرِقُ
تَتَسَابَقُ الْأَفْوَاهُ فِي إِنْشَادِهَا
فَكَأَنَّهَا شَهْدٌ إِذَا يُتَذَوَّقُ
تَسْرِي زُلَالًا عَذْبَةً وَنَقِيَّةً
تُرْوَى بِهَا الْآفَاقُ إِذْ هِيَ تُنْطَقُ
وَعَلَى صَدَاهَا فَالرَّوَاسِي طَأْطَأَتْ
وَسَحَائِبُ الْآمَالِ هَا هِيَ تَبْرُقُ
هَطَلَتْ غُيُوثُ الْخَيْرِ فِي جَنَبَاتِهَا
فَإِذَا يَنَابِيعُ السَّعَادَةِ تُغْدِقُ
فَزَهَتْ رِيَاضُ الْحُسْنِ فِي أَنْحَائِهَا
فَالْغُصْنُ يُثْمِرُ بِالسُّرُورِ وَيُورِقُ
فَإِذَا الرِّيَاضُ مَبَاسِمٌ وَمَبَاهِجٌ
وَإِذَا الْفَرَاشُ عَلَى الزُّهُورِ يُصَفِّقُ
وَإِذَا النَّسِيمُ يَهِيمُ فِي جَنَّاتِهَا
وَإِذَا الشَّذَى فِي كُلِّ رُكْنٍ يَعْبَقُ
وَإِذَا الطُّيُورُ هَدِيلُهَا وَغِنَاؤُهَا
وَتُغَازِلُ الْأَرْوَاحَ حِينَ تُزَقْزِقُ
وَإِذَا الْأَكُفُّ تُشِيرُ نَحْوَ شُعَائِهَا
عَجَبًا أَتِلْكَ حَضَارَةٌ تَتَأَلَّقُ؟!
هَلْ تِلْكُمُ الصَّحْرَاءُ أَضْحَتْ وَاحَةً
بَلْ قِبْلَةٌ تُهْوَى تُحَبُّ وَتُعْشَقُ
وَإِذَا الْأَنَامُ تَشُدُّ عَزْمَ رِحَالِهَا
وَإِذَا الْقُلُوبُ لِفَيْئِهَا تَتَشَوَّقُ
وَإِذَا الْبِلَادُ مَشَاعِلٌ وَمَنَارَةٌ
وَحَضَارَةٌ تَارِيخُهَا يَتَعَمَّقُ
وَإِذَا السُّيُوفُ حَصَانَةٌ وَرَزَانَةٌ
وَإِذَا النَّخِيلُ بِهِ النَّدَى يَتَفَتَّقُ
وَإِذَا بِشَعْبٍ لَا مَثِيلَ لِنَعْتِهِ
مُتَحَضِّرٌ مُتَقَدِّمٌ مُتَخَلِّقُ
وَإِذَا الشَّمَاغُ مَزِيَّةٌ وَتَجَمُّلٌ
وَإِذَا الْعِقَالُ بِهِ النُّهَى وَالْمَنْطِقُ
وَإِذَا الْمَنَاقِبُ وَالْمَوَاهِبُ ثَرَّةٌ
كُلُّ الْعُيُونِ إِلَى الرِّيَاضِ تُحَدِّقُ
وَإِذَا بِشِعْرِي قَدْ تَوَقَّفَ عَاجِزًا
فَخَيَالُهُ بِخَيَالِهَا هُوَ يَغْرَقُ
*شاعر سعودي
التعليقات