493
0472
1381
0607
0173
010
0103
0121
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11784
04713
04364
174301
03998
0
حسن عبروس*
في زمن التواصل الاجتماعي العابر للقارات، وفي زمن الثورة التكنولوجية العارمة من الذكاء الاصطناعي العابر للعقول، والأذهان والأفكار لا تزال ثقافة الطفل عندنا في الوطن العربي
تقع في دائرة الخرافة الساذجة التي لا تقدم شيئًا للطفـل العربي سواء كان ذلك في الريف أو في المدينة، خرافة لم تتجاوز السرد الذي تسطره تفاصيل الوهـم، وتوسقه مواكب الأفكار المحـتالة علـى أذهان الناشـئة من أبنائنا الصغار، ولا يزال الوعظ سيّدًا يترجل من علـى خيولـه ليقول الكاتب على لسان الحيوات ما يشاء، وفـي كثيـر من الحالات رجمًا بالغـيب، كما لا يزال العنف هو من يصنع تلك المشـاهد المتخيّلـة المسموعـة، والمقروءة والمرسومة عـبر أشـرطة الرسوم المتحرّكة، وعلى صفحات الكتب التي تسوّق في معارضنا الدولية، وفي كتبنا المدرسية على أنّها في متناول الصغار، وذلك تحت توقيع فئة كثيرة ممن يجهلون الطفل، ويجهلون الكتابة له سواء كانت قصة أو رواية، أو مسرحية أو قصيدة “نشيدًا”، فأدب الطفل عندنا اليوم في حاجة إلـى ضـخّ دم جديـد من الأفكار الذكيّـة، وأفكار جديدة من الأقـلام المبـدعـة الموهـوبة الواعـدة التي تجيد احترام شروط فن الكتابة للطفل باحترافية عالية في الإبداع والتعبير الفني، وفي حاجة إلى معرفـة فنّيات عرض النص القصصي الهـادف، والمشوّق الذي ينسي الطفـل جهـاز الهاتف الذكي واللّوحـة الإلكترونية التي تسيطر تفاصيلها على نفسيته، وعلـى حركات أنامـله الصغـيرة وكلّ أفكاره وجروحه، فطفلنا اليوم يتطـلّع بحب وبشـوق كبير إلى مـن يأخـذ بيـده من المبدعين والفنانين والموهوبين، ويدخلونه إلى عصر الذكاء الاصطناعي، وإلى عالم الفن والإبداع والتأمل وهو يقرأ نصًّـا جديدًا في كتـابـه المدرسي، وفي مكتبتـه المنزلية الورقية أو مكتبتـه الإلكترونية، وهو في كل الحالات يقرأ ليتعلم ويكتشف ليحلم، ويتأمّل ليضحك ويحاول تجميع كلّ هذه الحالات والمواقف ليبدع، وهو يتجاوز كلّ تلك المراحل العمرية من الواقعيّة المحدودة إلى الخيال المجنّح وإلى المغامرة المتعة؛ كي يتجـاوز سن المراهـقة المرهقـة بسلام، وذلك بالنسبـة للبنين والبنات وهنا أقول لكم: أيّها المبدعون في وطننا العـربي رفقًا بأطفالنـا، وبما تقدمـونه لهـم من إبداع أدبي وفني من رسوم وأقلام، ورسوم متحركة ومقاطع موسيقيـة وغنائيـة، فـوراء كل نـجاح فـي ذلك يكون الفضل للنص الإبداعي الكبير المتميز الذي يحمل طفرة في الجمـال ورقّـة في الإحساس ومتعة في الذوق، وقدرة كبيرة في صناعة شخصية الطفل المتوازنة بين الرّوح والجسد، وبين الجمال الذي لا حدود له مع عصر الذكاء الاصطناعي الذي يهدد أجيال المستقبل والشعوب التي لا تحسن استعمال الإبداع والتربية في تنمية قدرات الأجيال على التفكير والتطوّر.
كاتب وشاعر للأطفال – الجزائر
التعليقات