‏

بندر مباركي*

‏من حاضر المجدِ حتى عزِّ ماضينا
‏نشدو عنِ الفخر ما كلّتْ قوافينا

‏نمضي وفي دربنا الآمالُ مشرعةً
‏وبينَ أعيننا التّاريخُ يهدينا

‏سارتْ ترفرفُ بالتوحيدِ رايتنا
‏ووثبةُ العزم تُعليها وتُعلينا

‏خفّاقةً وكأنّ الأفقَ منزلها
‏يا رايةَ العِزِّ في الآفاقِ حيّينا

‏طوفي بأرضِ بلادي في مرابِعها
‏وصافحي النّخلَ والزّيتون والتّينا

‏يا رايةً لمْ تُمِلْ للأرضِ هامتها
‏إنّا على العهد للعلياءِ ماضونا

‏بهمّةٍ (كجبالِ طويق) عاليةٍ
‏نرقى إلى قمّة الدنيا ميامينا

‏نمشي على الرّملِ والأكباد ظامئةٌ
‏ورؤيةُ الضّيفِ في الأرجاء تروينا

‏جئنا إلى أرضنا والبيدُ قاحلةٌ
‏فحوّلتها أيادينا بساتينا

‏والمعجزاتُ أناختها سواعدنا
‏نيومُ عن رؤيةِ الآمالِ تُنبينا

‏قف للحضارة واسأل عن منابعها
‏فسوفَ تنبيك عنّا عن مساعينا

‏حمامةُ السِّلم نرعاها وتألفنا
‏وإن تثُرْ ثارةُ الهيجا تلاقينا

‏في كلّ شبرٍ لنا في الدّارِ ملحمةٌ
‏هنا، هناكَ وفي شتّى روابينا

‏كلّ الحضاراتِ لو أبصرتَ زائلةٌ
‏إلّا التي شيّدت في أصلها الدِّينا

‏عبد العزيز أقام الأمر وارتفعت
‏الملك لله فلتأتوا مُلبّينا

‏الملك لله وانثالت بشائرها
‏عبد العزيز بفضل الله والينا

‏يا سيدي دارت الأيامُ واختلفت
‏وباسقُ النّخلِ يحكي عِزّةً فينا

‏الشّملُ يا سيّدي مازال مجتمعاً
‏والبشرُ منتشراً والخيرُ يسقينا

‏في عهد سلمان جاوزنا بهمتنا
‏هام الثريّا وزدنا فيه تمكينا

‏في عهد سلمان عهد الحزمِ ما ارتفعتْ
‏يدٌ إلى كفّنا إلّا تُحيّينا

‏وأشرقت شمسنا بالعلمِ طاردةً
‏سود الليالي التي بالجهلِ تُشقينا

‏طافت بيَ الذكريات البيض واتحدت
‏بحاضرٍ مشرقٍ زاهٍ ينادينا

‏في موطني شعّ نور الهديِ واعتكفتْ
‏به المدائحُ واصطفّت أمانينا

‏نحبّه فوق وصفِ النّاسِ من زمنٍ
‏بل إننا فيه قد صرنا مجانينا

‏إن كان للناس فخرٌ يُنشدونَ بهِ
‏في موطني خدمةُ البيتين تكفينا

*شاعر سعودي