‏تركي المعيني*

‏تصاعدْ يا دمي..!
‏فـ الشأوَ أعلى
‏و صَيِّرْ يا فَمي الكلماتُ مُثلى !
‏،
‏و هيِّئْ يا مدى أذنيكَ
‏كيما
‏تُلقَّى ما يُلقَّى الحبُّ قولا !
‏،
‏فـ لي وطنٌ تنشَّأَ للمعالي
‏وقد دانت؛
‏وجاوزها ؛ و عَلَّا ..!
‏،
‏فـ زدْ أُفْقًا على أُفْقٍ
‏لـ أُفْقٍ
‏تقازمَ دُونَهُ ، لمَّا تجلَّى !
‏،
‏تَخلَّقَ من نطافِ المجدِ،
‏مُذْ عَمَّدَ اللهُ الأراضي السبعَ شكلا !
‏،
‏تُمُخِّضَ واقفًا
‏ومشى كأنْ مريمُ الأَرَضِينَ
‏كانت فيهِ حُبلى !
‏،
‏تربَّى تحتَ عينِ اللهِ طفلٌ
‏و عَزَّ بـ ما عليهِ اللهُ دَلَّى !
‏،
‏و شَبَّ ولم يَشِبْ
‏فـ كأنَّ منهُ
‏الشبابُ يُقيمُ مُتَّكأً ، وظِلَّا !
‏،
‏توارثَ إسمَهُ التاريخُ
‏حتى
‏تولَّى شطرَهُ عِزَّا ، وصلَّى !
‏،
‏وأوحى للشموخِ وقالَ:
‏أصِّلْ
‏ونادى بـ الهجيرِ وقال:
‏هَلَّا ..
‏،
‏أَعَرْتَ الذابلين ومن تهاوى
‏ملامحَهُ؛
‏لـ يمتدُّونَ نَخْلا ؟!
‏،
‏ربيعٌ أنتَ يا وطني ربيعٌ
‏وفيكَ ولاؤنا أنَّى سـ يبلى !
‏،
‏تُجاذبُنا المحبةُ منكَ
‏حتَّى
‏يُصيِّرَنا الوفاءُ إليكَ حَقلا !
‏،
‏وتلبسُنا المهابةُ منكَ
‏حتَّى
‏يُسَيِّرَنا الإبا لـ عِداكَ رَتْلا !
‏،
‏وتشحَذُنا الجسارةُ منكَ
‏حتَّى
‏نِوَرِّدَنا بـ كفِّ الموتِ نصلا !
‏،
‏فـ ياوطنَ الأُلى سادوا
‏وقاموا
‏بـ قولِ اللهِ بينَ الناسِ عدلا !
‏،
‏وساروا في خُطى طـٰـه
‏وصاحوا
‏بـ مَنْ ضَلُّوا طريقَ الحقِّ:
‏كَلَّا !
‏،
‏و مَدُّوا الماءَ للظمأى،
‏وغنَّتْ
‏نفوسُهمُ
‏من الإحسانِ جَذلى !
‏،
‏تَفَيَّأْ في ظلالِ الروحِ،
‏إنَّا
‏تَخِذْنَا فيكَ عهدًا لَنْ يَضِلَّا !
‏،
‏فـ خُذْنا بـ الولاءِ إليكَ،
‏و اهنأْ
‏و قِرْ عينًا و طِبْ نفسًا و كُلَّا !

*شاعر سعودي