الأكثر مشاهدة

    حصة بنت عبدالعزيز* كَوْن أن الشِّعر يعتبر الفن الأرقى والأسمى من فنون الأدب …

أهداف الشعر في حديقة أدب الأطفال

منذ 4 أيام

62

0


    حصة بنت عبدالعزيز*

كَوْن أن الشِّعر يعتبر الفن الأرقى والأسمى من فنون الأدب العربي، وهو أكثر الأدوات اللغوية الأدبية رصانة وجذبًا وتأثيرًا؛ نخصّص هذا المقال لإبراز دور الشعر الموجّه للأطفال لتنمية مهاراتهم الأدبية من خلال ما يقدم الكاتب للأطفال.

يُعرَّفُ الشِّعر العمودي اصطلاحًا بأنه: كل قول موزون مُقفى يتألف من مجموعة من التراكيب والصور الخيالية، والشِّعر المنثور مثله بالتراكيب والأخيلة، ويختلف عنه أنه غير موزون ولا مُقفى، وكلٌ من النوعين عندما يكتبان في أدب الطفل يحتاجان إلى بعض الضوابط والسمات التي تجعلهما قريبين بالتناول والفهم من الطفل المتلقي؛ حيث إن الكتابة الشعرية الموجهة للطفل تتطلب قدرات عالية من الشاعر كي يتمكن من تقديم عمل أدبي ناجح يثري ثقافة الطفل الشعرية.

والشعر للأطفال يقوم أساسًا على تبليغ فكرة معينة، أو عبرة يريد توصيلها الشاعر إلى الطفل في قالب فنيّ جميل، وغالبًا ما تنتهي هذه النصوص بحكمة أو فكرة تنمو مع مرور الأيام في نفسية الطفل.

إنّ الشاعر الذي يكتب للطفل لا ضرورة في أن يلتزم بصورة نمطية معينة، كما أنّه يجب ألا يلتزم بالبحر الشعري الواحد، أو القافية الواحدة، ففي أغلب الأحيان نجده يتنقل من مقطوعة شعرية إلى مقطوعة شعرية أخرى، وهو بذلك يغيّر من الوزن والقافية والصورة بطريقة فنية جديدة، وهنا نقصد من الناحية البنائية؛ بحيث تكون النصوص معدة للإنشاد أو الغناء، أي قابلة للتلحين.

لذلك لابد من اختيار مفرداته بعناية فائقة وتنقيتها من بعض الشوائب التي علقت بها؛ حتى تأخذ الطفل نحو الإيجابية التي يريد المجتمع بثها فيه، وتبعده عن سلبيات غير مرغوب فيها، وترسخ داخله حب الانطلاق نحو الأفضل والأجمل والأصحاب، عند اختيار هذا النوع من الشعر للطفل.

وأرى أن من أهم الجوانب التي يجب على الشاعر الذي يكتب للطفل أن يهتم بها تتلخص في الجوانب الفنية التالية:

١- مطابقة الشعر لواقع الأطفال وبيئتهم، وخبراتهم الثقافية والأدبية.

٢- إلقاء المعلم للشعر أمام الأطفال عامل جذب وتشويق لهم، وأثر خالد في أذهانهم.

٣- أن يكون الشعر ملائمًا للحالة النفسية ومراعيًا للنضج الإدراكي للأطفال.

٤- أن يُعالج العلاقات الأسرية، أي روابط الطفل بأسرته وأمه وأبيه.

٥- أن يبتعد شاعر أدب الطفل عن الشعر الذي ينادي بالعنف وكره الآخر؛ حتى يعيش الأطفال في بيئة سليمة خالية من الحقد والكراهية، وحتى لا يُخرج لنا هذا الشعر جيلًا لا يتعايش مع الآخر، ولا يجيد لغة الحوار وأدب التعامل.

٦- ربط الطفل بخالقه ورسوله الكريم من خلال الشعر الذي يجسد محبة الله (عز وجل)، ومحبة رسوله الكريم، ويمكننا من الدفاع عن رسولنا الكريم بأدب جميل رفيع المستوى يليق برفعته وشأنه.

٧- تنمية الشعور الوطني؛ بالمساهمة في غرس الانتماء الوطني في نفوس الأطفال من خلال نصوص أدبية تشيد بمنجزات الوطن وحضارته وتقدمه وازدهاره، وتبرز جهود الدولة وأولياء الأمور (رعاهم الله) للاهتمام بالأطفال ورعايتهم، وتوفير التعليم لهم بالمجان في هذه البلاد المباركة.
وأخيرًا ما نريد التأكيد عليه في خلاصة القول: إن الشعر جنس من أنجح الأجناس الأدبية التي يتعامل من خلاله الأدباء مع الأطفال؛ فهو باعتباره الفن الأكثر تأثيرًا من فنون أدب الأطفال، يسهم في نموهم العقلي والأدبي والنفسي والاجتماعي والأخلاقي.

كاتبة_سعودية
7aerh_4

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود