هند القثامي

عندما يُذكر خالد الفيصل فإن أسماعنا تُنصت، وتصغي كلُّ جوارحنا، فصاحب الاسم عوّدنا أن لا نسمع عنه غير المبهر والفريد.

عباراته التي حيكت من قريحة صبّة متدفقة فصارت رداءً لكل كلِف، ومنهلاً لكل متذوّق، فهو الذي قال:

يامدوّر الهيّن ترى الكايد أحلى

                واسأل مغني كايدات الطروقي 

(دايم السيف) ارتبط اسمه بالقلم والريشة فصار حرفُهُ لوناً، وامتزجت قوافيه بتموجات وخطوط ألوانه وفرشاته فأصبح اللوح ديوان شعرٍ ينبض بالواقعية: 

رسمْتِك ضحوك الفجر يافرحة الاعياد 

        ولمعة شعاعٍ ينغمس في ندى وردي 

هو من عبّر عن المشاعر ونطق بمكنونات الأفئدة: 

أحاكي الوجدان والقلب وانزع

                 من كل قلبٍ ونّته من وجعنا 

واصبها في بيت الاشعار واسمع

                  صرخة فؤادٍ قال معك اندفعنا 

 واستلّ سيفه الدائم لينقش به حروف محبوبته الأولى وملهمته الأبدية:

الله أكبر كيف يجرحن العيون 

        كيف ما يبرى صويب العين أبد 

أحسب إن الرمش لا سلهم حنون 

           أثر رمش العين ما ياوي لأحد

الأنثى في قصائد خالد وريشته تجسد أصالة البدوي ومروءته في وصف محبوبته بأنبل ما قد توصف به أنثى الجزيرة:

ما هقيت إن البراقع يفتننّي 

           لين شفت ظبى النَّفود مبرقعاتِ

الله أكبـر ياعيـونٍ ناظرنَّـي

                      فاتناتٍ ناعسـاتٍ ساحـراتِ

وللشاعر لوحات رسم فيها ملهمته وأبدع في تجسيد مشاعرها مابين كبريائها، صمتها، حزنها وأنوثتها:

يا طالبين الود لا باس غالين 

         لا شك في قلبي غلا ذاك فارق 

وقد رمز للأنثى في إحدى لوحاته بالغزال حيث كانت عادته في تشبيهها بما يحيط به من جمال كالخزامى، الحمام، السحاب والبحر فقال: 

ما عاد لي بمطارد الصيد حاجة 

            إلاّ غزالٍ صادني قبل أصيده 

وعلى امتداد مسيرته الشعرية الزاخرة كان ينظم من أجلها القوافي فظلّت مزهرةً في فؤاده، وحروفه تنعش مشاعرنا وتستلذ أعيننا 

بجمال لوحاته.

*المصادر :

– المكتبة الرقمية الرقمية التفاعلية لصاحب السمو الأمير خالد الفيصل.