458
087
0174
1168
085
0357
0202
0128
0150
0182
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11769
04707
04351
174206
03829
0
الشاعر جاسم عساكر*
وطنٌ يسيلُ الحبُّ في أكوابِهِ
منْ صَفْوِ مشربهِ لطِيبِ شَرابهِ
وطنٌ، تفتَّحَ في الأنامِ حديقةً
فالشهدُ إمَّا سالَ، سيلُ لُعابهِ
يحنُو على أعدائهِ مترققاً
وكأنَّهُ يحنو على أحبابهِ
ساهٍ عن الأصواتِ لم يُخدعْ بها
من شدوِ بلبلهِ لِنعيِ غُرابهِ
لم يلتفتْ إلاّ ليحرسَ رملَهُ
لمْ تقوَ عاصفةٌ علَى إرهابهِ
هُوَ لا يُقالُ وإنْ تقوّل عاشقٌ
فيهِ، وأسرَفَ في بيانِ خطابهِ
هُوَ خارجُ الإعرابِ، إلا أنَّهُ
يتفلسفُ العشاقُ في إعرابهِ
و له علَى وصلِ الجمالِ دلائلٌ
تعصَى على غيرِ الذكيِّ النابهِ
مُستيقظاً يُهدي الحمائمَ لحظةً
خضراءَ تسبحُ في فسيحِ رحابِهِ
لم يرتفعْ نحوَ النجومِ وإنّما
أغرَى النجومَ تحطُّ في أعتابِهِ
مازالَ يكتبُ للكواكبِ سيرةَ الـ
ضوءِ التي ازدحمتْ بمتنِ كتابهِ
تزهُو الوسائدُ منْ حريرِ رمالِهِ
للعابرينَ، علَى مدَى أحقابهِ
سيفانِ سلَّهُما الخلودُ ونخلةٌ
أَمِنَتْ، فَنامَتْ تحتَ ظلِّ سحابِهِ
يُهدي لكلِّ الكائناتِ بياضَها
حتّى كأنَّ الكونَ من أسبابِهِ
مرّ الجمالُ بمقلتيهِ صبيحةً
نشوى، وصلَّى الفجرَ في محرابِهِ
يُلقي علَى وَهَج الطبيعةِ درسَهُ
فالزهرُ والينبوعُ، من طلاَّبهِ
وعلَى الجهاتِ تفتحتْ أهدابُهُ
غُرَفاً ، فنامَ الشعبُ في أهدابِهِ
وبه ( المؤاخاةُ ) التي من ( طيبةٍ )
هيَ لم تزلْ في الصفحِ منْ آدابِهِ
يروي التآلفَ زهرةً عن زهرةٍ
سنداً ، يغارُ الخُلْدُ من أطيابهِ
حتّى تأرجتِ النفوسُ زكيَّةً
من طيبِ ( طهَ ) أو شذَا أصحابهِ
سالَ الهديلُ بمسمعيهِ فلمْ نجدْ
إلاَّ الحمامَ يحطُّ فوقَ قِبابهِ
ما قلتُ مابي خشيةَ استهجانهِ
إنْ قلتُ مابي لن أوفَّيَ مابِهِ
لا تعذلُوا يا من عذلتمْ، عاشقاً
حبُّ الترابِ بقلبهِ أودى بهِ
هذا فؤادي بالحنينِ، مُزَمَّلاً
وَقَفَتْ بهِ الذكرى على أبوابِهِ
مُسْتلهماً هممَ الذينَ استشهدوا
منْ أجلهِ، حتَّى غدَوا أولى بِهِ
عجنُوا شغافَ قلوبهمْ من طينهِ
ومضَوا، يسيرُ ركابُهمْ بركابِهِ
سأُقبِّلُ العينَ التي سَهِرَتْ على
أمنِ الترابِ لِساعةِ استتبابِهِ
وأحثُّ قلبي نحوَ دفْعِ زكاتِهِ
من حُبِّهِ، بعدَ اكتمالِ نِصابِهِ
عميتْ عيونُ مسهّدٍ لم تنتبهْ
في حفظِ من كانَ الضُّحى أوصَى بهِ
وطنٌ إذا شابتْ عوارضُ غيرِهِ
وافاكَ يرفلُ في ثيابِ شبابِهِ
ما ضاقَ بالألوانِ من أفكارهِ
تنمو وتكبرُ طاقةُ استيعابهِ
شجراً سما لا الريح تقنع جذرَهُ
لا الغصنُ يخضعُ في يَدَيْ حطّابهِ
قد عاشَ منذوراً ليومِ صلاحهِ
ما عاشَ منذوراً ليوم خرابهِ
طوّقتُهُ حتَّى امتدادِ سواعدي
شرقاً و غربا، بامتدادِ ترابِهِ
حَدِباً عليهِ كأنّني من لهفتي
عاقرتُه، وسكرتُ من أنخابِهِ
عانقتُ في قلبي ارتفاعَ جبالِهِ
و حضنتُ في روحي اخضرارَ هضابِهِ
لن أبلُغَ الأسرارَ من ولَعي بِهِ
حَتَّى أُنَعَّمَ في جحيمِ عذابِهِ
هو يشبهُ الأوطانَ إلاّ أنَّهُ
إن جارتِ الأوطانُ، غيرُ مشابهِ
هو يشبهُ الأوطانَ إلاّ أنَّهُ
قد ميّزَتْهُ الشمسُ عنْ أترابهِ
*شاعر من الأحساء
التعليقات