28
034
0101
0234
022
019
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
12004
010325
09833
08713
57400
0
*المسجد مدرسة تعلمنا فيها الأدب مع الله ومع الناس.
*الوطن قيمة عليا، لكن الصحوة.
*الصحافة منبر نخبوي، وشرط التميّز: الإخلاص والتعب.
*آثرتُ الخروج من جلباب الصحوة استشرافًا بسقوطها وزوالها.
*كنتُ أُعدّ نفسي للمحاماة.. لكن!
*لحسن الحظ أن الصحافة اختارتني.
*الفضل للأستاذ قينان الغامدي.
– حوار/ أحلام الجهني
الدكتور علي بن محمد الرباعي، صوت ثقافي سعودي جمع بين التعليم والدعوة، والصحافة، والفكر والأدب. من قاعات التدريس والمنابر إلى مكاتب الصحف الكبرى، ومن الكتب الفكرية المثيرة للجدل مثل «القرآن ليس دستورًا» إلى دواوين الشعر ومجموعة «هس» القصصية، ظل الرباعي حاضرًا بجرأته ووعيه النقدي. في هذا الحوار، نقترب من محطاته المتنوعة ورؤيته للتحولات الثقافية والفكرية اليوم.
حاصل على دكتوراه في الفقه والقانون من جامعة الزيتونة عام 2001م.
عمل مدرّسًا في المعاهد العلمية لمدة تقارب 27 عامًا، وإمامًا وخطيبًا لأكثر من 15 عامًا.
محرر في صحيفة الحياة اللندنية.
مدير مكتب صحيفة الشرق في منطقة الباحة.
مدير مكتب صحيفة عكاظ في الباحة، ثم مستشارًا ثقافيًا للصحيفة.
شغل منصب مدير فرع هيئة الصحفيين السعوديين في منطقة الباحة.
صدر له سبعة كتب، منها:
فاز بجائزة وزارة الإعلام للصحافة الاستقصائية عام 2011م.
* أعدّ نفسي محظوظًا، بعودتي مُعلّمًا مع أساتذتي الذين درستُ على أيديهم ستة أعوام، ولا أُبالغ إن قلتُ: إنني كنتُ التلميذ مُجددًا بين نخبة من مخضرمين كان لهم وجه آخر من الطيب والإنسانية والدهاء والحكمة، ورُقي الأخلاق، إضافةً إلى طلاب كانوا نموذجيين في أدبهم ومستوى وعيهم ومهاراتهم الحياتية؛ وبذلك كنتُ في معهدي سبت العلايا ومعهد الباحة، طالبًا كل يوم أتعلّم وأقرأ في مكتبة المعهدين؛ وأزعم أن ما تعلمته في المعاهد وأنا مدرّس لا يقل أهمية عما سبق وتعلمته وأنا طالب، فالحياة الوظيفية رديف موازٍ لبناء الشخصية والارتقاء بالسلوك، وما زلتُ أحرص إلى يومي هذا، على أن أكون طالبًا وتلميذًا؛ لتكون المؤاخذة أقلّ والوزر أخفّ.
* المسجد مدرسة تعلمنا فيها الأدب مع الله ومع الناس.
* للخطابة المنبريّة أثر على الخطيب، فهي تدريب أسبوعي على الإلقاء والتحضير، والعودة لكتب التفسير والحديث والتاريخ واللغة والأدب، فالخطابة موهبة ومهارة يمكن تطويرها، والمسجد مدرسة تعلمنا فيها الأدب مع الله ومع الناس، وخطابية المنبر وخطابة الصحافة ما كان منها مُخلصًا ومعدًا إعدادًا جيدًا يترك أثره وإن كانت الصحافة لا تحتاج إلى عباءة، إلا أنها عبء.. فالكلمة أمانة ومسؤولية والتزام.
* آثرتُ الخروج من جلباب الصحوة.. استشرافًا بسقوطها وزوالها.
* لحسنّ الحظّ أن الصحافة اختارتني بعدما آثرتُ الخروج من جلباب الصحوة اختيارًا لاستشراف الحدس أن خطاب الصحوة سامّ وأنها إلى زوال، وما أدهشني أن رئيس تحرير صحيفة الحياة في المملكة والخليج الأستاذ جميل الذيابي، راهن عليّ بحكم متابعته لبعض مقالاتي التي بدأتها منذ عام 1994، وحواراتي التي أنجزتها لصحيفة عكاظ وأنا ما زلتُ إمامًا وخطيبًا، لذا اتصل بي عام 2003، وقال لي: أنت مراسل الحياة في الباحة و لعلّ رهانه لم يكن خاسرًا. فالصحافة تحتاج قراءة موسعة واطلاع ومعرفة بالنخب وجرأة في الطرح وشجاعة للتواصل؛ وكل هذه الينابيع صبّت في محيط الشغف وأثرت التجربة.
* كنتُ أُعدّ نفسي للمحاماة.. لكن!
* كانت تجربة ثريّة، فالفضاء المعرفي والفكري والفلسفي في تونس لا حدود له، ونمط التدريس مختلف، وهناك اكتشفت التعددية واحترام الرأي المختلف والمُخالف، وكنتُ أُعدّ نفسي للمحاماة.. لكنّ الله يفعل بنا ما يشاء.
* هذه المرحلة تشعرني بسعادة بالغة.
* كنتُ من المُتطلعين والحالمين لهذه المرحلة؛ لذا كانت سعادتي بالغة، شأن كل التنويريين في وطني السعودي. فالتحولات دليل حياة وتطوّر ومواكبة؛ وهذا ما أستشعره من فضل الله وفضل دولتنا في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
* الفضل للأستاذ قينان الغامدي.
* كان عن متابعتي لمحاكمة المتهمين في صكوك الباحة التي غدت قضية رأي عام، وكان لرئيس تحرير صحيفة الشرق الأستاذ قينان الغامدي الفضل في منحي مساحة للتغطية والكتابة المقالية وتحرير مواد ثقافية من المحيط إلى الخليج.
* الصحافة منبر نخبوي، وشرط التميّز: الإخلاص والتعب.
* الصحافة منبر نخبوي، ومصدر معلومات، ومتابعة لما وراء الخبر، وشرط التميّز: الإخلاص والتعب على المادة، اليوم الصحفي يريد أن ينتسب للمهنة بأقل تكلفة، وهذا يتنافى مع أدبياتها العريقة.
* ربما وُفقت بحسن ظني واحترامي لذاتي.
* هي اجتهاد، وما كل مجتهد مصيب، والتوفيق بيد الله؛ لكن من يحب وطنه، وينتمي لأرضه، ويعشق مهنته، ولديه ولاء لقيادته؛ لا يُنظر إليه بسوء ظنّ، وربما وُفقتُ بحُسن ظني، واحترامي لرقيبي الذاتي.
* الفرص تأتي بتحدياتها، والذي لا يتعب لا يشعر بلذة الإنتاج.
* كتابي كان من أول المسامير التي دُقّتْ في نعش الصحوة.
* أفخرُ أن كتابي (الصحوة في ميزان الإسلام) من أول المسامير التي دُقّتْ في نعش الصحوة، وكتابي (الوطن سادس الضرورات الخمس) من أهم كتبي التي انتصرت لوطني السعودي، والغاية ليست الجدل، بل تناول المسكوت عنه، والقرآن ذمّ الجدل (بل هم قوم خصِمون).
* الوطن قيمة عليا، لكن الصحوة.
* من عايش فترة الصحوة وعاشها، يلاحظ أن الوطن لم يكن يتعامل معه خطاب الصحوة بأمانة ونزاهة واعتراف بالفضل، وهو قيمة عليا حاولت الصحوة التهوين من شأنها.
* ما دامت حقول أنغام وألغام؛ فالعشق للوطن، والوعي بدور الصحفي الكاتب، والصدق في العمل؛ يجسّر كل المسافات بين الحقول، دون اضطرار للنطنطة التي تقلل قيمة ومكانة المنطنط.
* والله الموضوع صعب وشاق، وربنا يستر.
* اللي يشوف نفسه ينقص ما يزيد، لذا أستأنس بقول الذين يرونني من الثقات.
* المبدع ابن بيئته، وأنا مزارع سابق.
* أنا ابن بيئة قروية، ومزارع سابق، وراعي أغنام، وصياد طيور، وحافظ موروث.
* لا أعرف، لستُ أدري.
بين قاعة الدرس ومنبر الخطابة، ومن مكاتب التحرير إلى صفحات الكتب، نسج الدكتور علي بن محمد الرباعي مسيرة تتقاطع فيها التجربة مع الرؤية، والجرأة مع الوعي.. حواره معنا لم يكن استرجاعًا لسيرة ماضية بقدر ما كان نافذة على فكر لا يزال يتجدد، ويطرح الأسئلة، ويؤمن أن الكلمة مسؤولية قبل أن تكون حضورًا.
يبقى الرباعي شاهدًا على تحولات الثقافة السعودية، وفاعلًا في صياغة خطابها النقدي والإبداعي، وصوته يظل واحدًا من الأصوات التي لا تبحث عن الإجابات السهلة، بل تضيء الدروب بالسؤال والوعي.
التعليقات