افتتاحية العدد 121

ابتهج السعوديون بالذكرى الخامسة والتسعين لليوم الوطني السعودي، ولونوا كل شيء باللون الأخضر الأثير، حتى خدود الأطفال والصبايا، ومن جماليات هذا الابتهاج أنه لم يعد مقصورًا على المؤسسات الحكومية والأهلية، ولا على الشوارع والميادين والمتنزهات العامة، بل بات يلون المنازل من الداخل، والمواطنون والمقيمون يحتفلون في مساكنهم واستراحاتهم بالذكرى الغالية، ثم يلونون ببهجتهم حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتبادلون التهاني مع المحيطين بهم من كل أرجاء العالم، واحتفلت معهم مجلة فرقد بإطلاق الملحق الثقافي المخصص لهذه المناسبة بمشاركات المبدعين والكتاب من مختلف أنحاء العالم العربي، ولونت جمعية أدبي الطائف بالشراكة مع جمعية الثقافة والفنون مساء الوطن، بخضرة احتفائه الحميم ليالي الطائف الشاعرة، ولا تزال البهجة متصلة، وقد توشح هذا العدد أيضًا بمشاركات متصلة بالمناسبة الغالية على قلوب العرب والمسلمين.

كما ينطلق هذا العدد في وقت تتويج جهود الدبلوماسية السعودية باستجابة عدد من الدول الكبرى وانضمامها إلى قائمة الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، ودفعت مسيرة الحل السلمي باتجاه حل الدولتين الذي يأمل العالم أن يكون حلًّا جذريًّا لقضية فلسطين المحتلة، ولا تزال الجهود السعودية بمساندة الدول العربية والإسلامية والصديقة مستمرة لإنهاء هذا الصراع الدامي.

وكما هو دأب أعداد المجلة، فقد حظي هذا العدد باستضافة الإعلامي السعودي اللامع الدكتور علي الرباعي، في حوار شيّق أجرته الأستاذة أحلام الجهني، وجالت معه في منحنيات حياته الاجتماعية والثقافية، فبسط رؤاه وإجاباته الصريحة، وبعض الإجابات المقتضبة الغامضة عن أسئلتها حول عدد من القضايا الشخصية والفكرية والثقافية وحول المشهدين الإعلامي والثقافي، نرجو أن يجد فيه القراء بغيتهم.

أما قضية العدد، فقد بسطت محاورها تحت عنوان (الفن السعودي.. من أعماق المحلية إلى آفاق العالمية) على مائدة الرأي أمام عدد من الفنانين والنقاد والمهتمين، فأسهموا في إثرائها برؤاهم وآرائهم المثرية، من زاويا نظر مختلفة، ولا تزال القضية مفتوحة لإسهامات القراء والمهتمين في حاشية الموضوع.

هذا العدد حلقة في سلسلة أعداد المجلة، ينضاف إلى صوامع غلال الأقسام المختلفة في النقد والآداب والفنون والفكر، وينضاف إلى رصيد أسرة التحرير الدائبة في إثراء المحتوى الثقافي العربي الرقمي، والدعوة مفتوحة لكل مبدعي ومبدعات الوطن العربي في الإسهام من خلال مجلتكم بما يثري ويفيد، وكل عام وأنتم بخير وسعادة والأوطان برفاه وسلام.

رئيس التحرير

أ.د. أحمد بن عيسى الهلالي