نوال الرشيدي*

يُعاودني العبث، وينساب عبر الروح صراخ صامت، فتتهاوى قواي، فأبحث عن ذلك الهروب الذي يُبقيني معي جسد يبحث عن السكون عن اللاشئ، أتدثر بين الزوايا طيف مغموس باللحظة أطيل تأملي، أسترق دوي لحن هادئ يعاند الضجيج من حولي…

أغمسني هنا أُغادر بخيالاتي، أتوارى خلف أسوار عالية تُناطح حلمي يتراءى لي بأني سأُغمض عيناي وبأني سأمتطي قارب خشبي أنيق، أبقى أعلاه جسد مشع بالنور أنتصف بحيرة رائعة تُحيطني بساتين الورود أتأمل تلك البقعة الساحرة أنثر مشاعري ذرات حب تعانق الغيم…

وأنثر باقة ورد تتطاير أوراقها زوايا الكون للأطفال، للعابرين ولكل القلوب التي آلمها التعب لا وقت محدد لي ولا زمن لكني في أعماق تلك اللحظة تسرقني زوايا الإشراقات والحكايا القديمة وأجدني وسط بقعة ساحرة أهمس بي ولي حروف آسرة، تأسر وحدتي وتوحدي

أُطيل تأملي أترقب رحيل يرحل بي لجزيرة تسكُنها خيالاتي جزيرة حالمة تحوفها طيور حب وذلك المقهى الأنيق لا شئ عدا معطفي ومظلتي وعطري ونوته وردية صغيرة أدون بها حروف فرحي

أجري للبعيد أرادف السفوح اللامعة أغمسني بأعماق ذلك الشاطئ، يسترق سمعي دوي صوت جرس هادئ وتناديني الجموع….

ومنطاد هُناك بألوان الطيف بانتظاري ينتظر أن يتعالى بي يُبحر بي أعالى السماء

تلفحني ذرات الغيم الباردة تورد وجنتاي وخدي، أبتسم يُعيدني الكون طفلة تبحث عن المراجيح عن التحليق أن أتطاير تارة ثم أعود تارة أُخرى، طفلة يُداعبها ويتباهى بها كون شاسع يملأها فرح…

تُرى ما الذي سيثار هناك !؟

لا أعلم أي شيء عدا بأني سأحتضن حلمي أُخبئهُ بين الغيوم حتى وإن تاه يغمرهُ الغيم بزخات مطر

أُبقيه أعلى الإمتدادات البعيدة ليبقى مشعاً بالنور

أبقى هناك؛ أبعث أكواما من حب لكل القلوب التي آلمها التعب؛ للعيون المملوءة بالعبرات لكل الثكالى لكل البائسين الباحثين عن الحب أدون من هناك أعتراف أخط سطوره من أضواء الشمس ساعات الفجر الأولى، وسطور أُخرى ناعمة، دافئة براقة، قادمة من أضواء القمر

بأني باقية أُعاهد هذا الكون بأني سأهب الحب بلا حدود لا لشيء عدا أني قالب يحوي أكواما هائلة من الحب.

*قاصة من الكويت

تويتر / nawal_alrashidi