الأكثر مشاهدة

‏ حمد العمار* تقتات قلبي الذكريات ..كأنه ‏مرعي خريفيٌّ .. وهن شياهُ ‏للحضن أدْنت …

خطيئة الذكريات

منذ سنتين

277

1

حمد العمار*

تقتات قلبي الذكريات ..كأنه
‏مرعي خريفيٌّ .. وهن شياهُ

‏للحضن أدْنته .. فهل تسعى إلى
‏سراه أم تسعى إلى ضراه ؟

‏تقتصّ من أخراه حزنا قدر ما
‏جلبت له الأفراح في أولاه

‏أضحى أسير شريطها .. وهي التي
‏كانت قبيل البين من أسراه

‏شرعت له بابًا إلى جناته
‏ليفيض عبرات على مثواه

‏وكحائط .. مدت له ( أرشيفه)
‏ليكون – من بعد النوى – مبكاه

‏ما بين أسطره سيُكشف منجم
‏- من أدفأ اللحظات – قد واراه

‏صور من العهد الجميل تكفلت
‏بهطول دمعته ونزف دماه

‏ما اعشوشبتْ بالحب.. لولا أنها
‏ قد أمطرتها أعين وشفاه

‏تستوقف المجنون في لقطاتها
‏متسائلا : أين اختفت ليلاه؟

‏قلبان ساميان تاها في الهوى
‏- في غفلة الأيام – مع من تاهوا

‏نطقا الشهادة صادقبن ..فإن يكن
‏في الود إياها تكن إياه

‏ما جف سحرهما الحلال ..فإن تجد
‏بعطائها – فضلا – يجد بعطاه

‏كانا صدى .. فسؤاله وجوابها
‏- لا فرق – يا رباه يا رباه

‏يتمارضان تصنعا .. فدواؤه
‏ودواؤها : إن مس فوهها فاه

‏لم يعرفا الإعراب إلا حينما
‏وقعا على ( أشغاله) و( نِداه)

‏أواه ما أقسى الوداع إذا دنا
‏متجهم العينين .. ما أقساه

‏أرخت يديها عن يديه تجنيا
‏وتقاصرت عن كفها كفاه

‏ما أفلحت في هز جذع وصالها
‏كرما ولا ألقت يداه عصاه

‏من بعد أن مات الرماد من الذي
‏بأنامل بلهاء قد أحياه

‏لا سر إلا أن سرًا فاتكا
‏أمر الفؤاد بأمره ونهاه

‏لم يستفق إلا أمام هنيهة
‏ساقته معتقلاً إلى ذكراه

‏من أين يلقاها ؟ وأول زفرة
‏آهٍ وآخر شهقة أواه

‏قد كان ينعم بالسلام فلم يجد
‏وطنا يواريه سوى منفاه

‏أهو الملام ؟ وفوه لم ينفخ ولا
‏أوكت تعاويذ الغرام يداه

‏الذكريات – بطبعها – صوفية
‏تجلو لكل متيم تقواه

‏ستظل بينة لكل من ادعى
‏حتى يمحص في الهوى دعواه

‏فدموعها أغلى – إذا احتدم النوى –
‏من كل ما قد أنجبت عيناه

‏لم يكتمل وجه الهوى إلا بها
‏حسنا فسبحان الذي سواه

‏هل كان لولاهن شيئًا رائعاً
‏هل كن شيئاً رائعاً لولاه

‏تقتات قلبي الذكريات ..أأفلحت
‏قواته في الذود عن مرماه

‏كيف استحال عيادتين ..ولم أزل
‏متنقلاً من دائه لدواه

‏لا بأس من بعض انفصام ربما
‏داواه حين اعتل ما أضناه

‏يا للتوتر هب بأني صرت من
‏وجعي سواي ..فهل يكون سواه

‏يوما فيوما لا جديد فكل أيا …
‏ مي هباء كلها أشباه

‏لا شيء يمنحني الرضا مما انطوى
‏في القلب غير تمسكي بعساه

‏أألوذ بالجوديّ حسبي حسرة
‏أني أرى الطوفان قد غطاه

‏تتصاعد الأمواج هل لي منقذ
‏من حتفي المحتوم إلا الله

*شاعر سعودي

التعليقات

  1. يقول ذكريات:

    من بعد أن مات الرماد من الذي
    ‏بأنامل بلهاء قد أحياه
    ونحن نتساءل أيضاً من أحياه؟
    لكن لولا هذه الأنامل البلهاء ما قرأنا شعراً بهذا الجمال وبهذا العمق!
    أألوذ بالجودي حسبي حسرةً
    أني أرى الطوفان قد غطاه
    ليتني فقط أعرف الجودي هنا هل هو النسيان؟
    هل هو الرحيل، الإهمال…؟
    المهم أنه يمثل الأمان من طوفان الحب أو طوفان الألم
    الأمان هو الملجأ الذي لم يستطع الشاعر الوصول إليه
    ونتمنى أن يبقى الشاعر في هذا البحر يصارع الأمواج ولا ينجو لنحصل على نص جميل كهذا النص.
    أنت تستحق فعلاً أن يُقال لك : ( لا فُض فوك )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود