961
1915
101498
0143
1175
19
0116
0152
042
0256
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11782
04712
04363
174286
03948
0هند القثامي*
(تعدد الفصول من نعم الله علينا، فقد خُلق زهوقًا وهذا التغير الذي يحصل على سطح الأرض يتناسب وخلقته).
أيقنتُ هذا بعد أن كنتُ أمتعض لقدوم الشتاء، فلستُ من عشاقه كونه يقيّدني في التجوال وبالأخص الخروج لحديقتي المنزلية، بل وعند مشاهدة أوراقها المتساقطة التي طالما اعتنيتُ بها قبل حلول الخريف.
اصفرار أوراق الرمان والتين يدق أجراس الرحيل مجدداً وما أسرع عودته.
فاكهةٌ حمَلَتها تلك الأشجار سقطت قبل أن أجنيها.
اقتربتُ من ورقة رمّان صفراء توشك على السقوط طوقتها بيدي وأنا أنظر إلى الشجرة الأم وذكرياتي معلقة عليها كثمارها وهي تقول: إنه الخريف، ستحل ثلاث أشهرٍ برتقالية تتلوها أخرى بيضاء ينسكب الرمادي والأبيض والأسود على الطرقات وفي الشرفات وفي ألوان معطفك.
ستختفي ألوان الربيع من حولك حيث لا ورود ولا أوراق.
سيعود الشتاء بكل ما يحمله إليك من سباتٍ ممل وأغصانٍ خاوية.
كانت الأوراق بمثابة اللوح، أمارس عليه شغفي وأنقشها بألواني فتبقى معلقة على ذلك الغصن طيلة فصل الربيع.
كنتُ أقطف ما بقي من ورق على تلك الأغصان لأحتفظ بها بين طيات الكتب وفي البراويز، طريقة الطيبين التقليدية في حفظ
أوراقهم بأسرارها وذكرياتها، شبيهة بتحنيط الفراعنة لأرواحهم، طريقة تحتفظ برائحة المكان وملمسه، وتوقيته، وطقسه ومشاعره.
لا أنكر أن الخريف ساحر اللون لكنّ رائحة أزهار الربيع لها اشتياق ومشاهدة الثمار يدعو للأمل.
لكن لا أنسى أن هذا التساقط هو سبات للنبات لكي ينطلق في الربيع، وهجرة للطيور فتعود بصغارها ليمتلئ المكان بتغريدها.
لن تصبح حديقتي غنّاء حتى يسود الشتاء، خريف تذبل فيه الأوراق ليتسنى لها أن تنبثق ربيعاً.
بعض أعمال الفنانة التشكيلية هند القثامي
*كاتبة وفنانة تشكيلية
سلم اليراع … مقال جميل للغاية ولوحات خريفية مبدعة… شكرا لهذا الجمال