الأكثر مشاهدة

هند القثامي (الفرق بين الشعر والرواية، الشعر شفرة والرواية مذكرة، الشعر تلميح، و …

سندباد الشعر غازي القصيبي

منذ سنة واحدة

364

3

هند القثامي

(الفرق بين الشعر والرواية، الشعر شفرة والرواية مذكرة، الشعر تلميح، والرواية تصريح، الشعر ومضة، والرواية نور كاشف، الشعر موسيقى، والرواية كلام، الشعر ترف لعقول الخاصة، والرواية طعام دسم لعقول العامة).
هذا ما قاله المفوّه الدبلوماسي المحنك والوزير المخلص غازي عبد الرحمن القصيبي، سندباد الشعر السعودي الحديث،
صاحب القلم المنساب والدم الجديد الذي هتف بشعره في الستينات ولم يقف، بل جدد في أسلوب الشعر وألفاظه ومواضيعه.
لاقى شعره انتشاراً واسعاً بين قراء الإنجليزية حيث قام بترجمة بعض أشعاره وضمها في ديوان (الشرق والصحراء).
غازي القصيبي حمل في قلبه وطنه مذ كان وزيرا ثم سفيراً وهذا الحب الصادق ظهر جلياً في قصائده التي تميزت بالتقاط الصور وسكبها في أشعاره على هيئة لوحات فنية.
دافع عن وطنه وأشهر قلمه في إخراس العدو 
فكانت نقشاً خُلّد في سماء المملكة كيف لا وهو القائل: 
أجل نحن الحجاز ونحن نجد
هنا مجدٌ لنا وهناك مجدُ
ونحن جزيرة العرب افتداهـا
ويفديها غطارفةٌ وأُسدُ
وقال أيضاً :
مشرق النور و نورَ المشرقِ
اخفقي كالروح في الأرض اخفقي
و ارفعي أنوار هذا البيرقِ
بيرق التوحيد .. بين الخافقين
غازي السياسي المحنك الذي لامس قلمه شغاف القلوب وأثارت حروفه مشاعر القراء.  
الشاعر الرقيق الملهم الذي تميز بالكلمة الجزلة والبوح الصادق والإحساس الرقيق والأسلوب المشوّق، ويرجع جمال قصائده إلى ما تحتويه من أفكار راقية، وقيم ثابتة وهوية عربية أصيلة.
قال لربّه:
قصدتك، يا ربّاه، والأفقُ أغبرٌ وفوقيَ من بلوايَ قاصمة الظهرِ قصدتك، يا ربّاه، والعمرُ روضةٌ مُروَّعة الأطيار، واجمة الزهرِ
لابنته:
يا أجمل الحلوات.. يا واحتي عبر صحاري الظمأ الملهبِ أبوك مذ أظلم فجر النوى يعيش بين الصل و العقربِ يضحك.. لو تدرين كم ضحكة تنبع من قلب الأسى المتعبِ.
قال في الحب:
يا أعزَّ النساء.. همي ثقيلٌ
هل بعينيكِ مرتعٌ ومقيلُ؟
هل بعينيك.. حين آوي لعينيك
مروج خضر وظلٌ ظليلُ؟
هل بعينيك بعد زمجرة القفر 
غديرٌ… وخيمةٌ.. ونخيلُ؟
يا أعز النساء.. جئتك جوعان
طعامي كآبةٌ وذهولُ
يا أعز النساء.. جئتك حيران
فأين الحادي وأين الدليلُ؟
يا أعز النساء.. جئتك ظمآن
فأين الأكوابُ والسلسبيلُ؟
يا أعز النساء.. جئتُ حصاناً
مُثخناً هدَّه السباقُ الطويلُ
كُسرت ساقهُ فَجُنَّ إباءً
كيف يحبو هذا الجوادُ الأصيلُ
وها قد مرت السنون وهو يبحر في الشعر، يصوغ لنا من القصائد أندرها ويسكبها في أفئدتنا ترياقاً.
65 عاماً صاغ لنا فيها النفيس من الشعر وختمها بلؤلؤة الرحيل حيث ألقى في أسماعنا حزنه ووداعه، نتنقل بين أبيات (حديقة الغروب) حيث الصور الشعرية الملهمة والعبارات المتمكنة. 
القصيدة التي حملت عدة أبعاد تجلت في خطابه لنفسه حين سألها:
أما مللتَ من الأسفار ما هدأت
إلا وألقتكَ في وعثاء أسفار؟! 
واعترافه بأن الدنيا أنهكته وتسليمه للقدر:
بلى اكتفيت وأضناني السرى وشكا
قلبي العناء ولكن تلك أقداري
البعد العاطفي الذي خاطب فيه زوجته وعبّر عن حبه لها: 
إن ساءلوك فقولي كان يعشقني 
بكل ما فيه من عنف وإصرار
وانتقل من خلاله للبعد العائلي مخاطباً ابنته 
وأنت يا بنت فجر في تنفسه 
ما في الأنوثة من سحر وأسرار
وقد طلب منها: 
لا تتبعيني دعيني واقرئي كتبي
فبين أوراقها تلقاك أخباري
وخاطب وطنه بمشاعر الفخر والوداع وكم أفنى عمره في خدمته وقلمه في الدفاع عنه:
ويا بلاداً نذرت العمر زهرته 
لعزها دمت إني حان إبحاري 
 وختمها بالبعد الإلهي حين قال:
يا عالم الغيب ذنبي أنت تعرفه
وأنت تعلم إعلاني وإسراري
وأنت أدرى بإيمان مننت به 
علي ما خدشته كل أوزاري
أحببت لقياك حسن الظن يشفع لي
أيرتجى العفو إلا عند غفار !؟
ومن خلال الصور والتشابيه البيانية والبلاغية استشعرتُ مدى الحزن وقرأتُ بين سطورها الرحيل فكانت لوحتي التي جسدت ما قاله القصيبي بألوان المشاعر وخطوط السنين وصوت الذكريات. 
https://youtu.be/9Ca0TlVif6M
 اللوحة للفنانة التشكيلية هند القثامي

التعليقات

  1. يقول ماجدة الشريف:

    سلم قلمك هند إختيار موفق لشاعر مبدع ولوحة جميلة ومعبره دمتِ مبدعه 🌹

  2. يقول سلوى الأنصاري:

    الله الله الله امتعتينا وابدعتِ سلم البنان والبنيان

  3. يقول Fatimah Al-Sharif:

    جمال حرف وروعة لون لشاعر حقا نفتخر به … شكرا هند لهذا الجمال والمتعة التي عشناها في ثنايا المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود