225
0617
0258
090
0700
044
069
074
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11890
05623
05593
05250
04860
0وداد الإسطنبولي
صورة ذهنية مشوشة، لا أذكر سوى أني كنت أجيد البكاء؛ عندما مد يده ووضع على راحتي اليسرى قطعة شوكولاتة، فهذا الجانب غير المضيء في ذاكرتي يزيدني ولعًا بالأشياء، نظرت إليها طويلًا ولا أذكر كم ثانية أو دقيقة وربما مر وقت طويل وأنا أنظر إليها…
آلمني ضرسي الأيسر؛ فقد كانت عملية إقلاعه صعبة، نتج على إثرها تورم واضح على وجهي، تأملته بالمرآة وأنا أشيح بنظراتي عنه كيلا أراه بصورة واضحة، أخذتني خطواتي إلى السرير، فسبقني ذلك الظل الذي يقبع أمامي كلما تحركت بي الخطوات، وتذكرت مقولة مشهورة: “إذا مرضت الأسنان فهو شؤم على أهل الدار”.
ربما أنا أهلوس الآن من شدة الألم، لكني أشعر بها جيدًا، تربت بيدها على كتفي اليسرى، وتبتسم لي بحنان وارف، شعرت كأني لا أطيق على النهوض بفقد ضرسي، ذهبت أمي عني فذكرتني بذلك الظل المشروخ المغتصب من طفولتي.
أرخيت عيني للنعاس وظلت عيني اليسرى تتفقد ما تبقى من ظلام ينتشر على السرير، شعرت كأن أفكاري بدت بليدة وهشة.. مثل أنفاسي اللاهثة، ثوبي الرفيع أراه يرتفع من دقات قلبي الصغيرة المتسارعة. راودتني ابتسامة حالمة، بماذا يا ترى؟ فهل هو حلم الطفولة؟ وما حلم الطفولة إلا طيران بحریة، وسماع زقزقة العصافير، وحافلة المدرسة، واللعب مع الأصدقاء، أما هي فحافلتها سیارة جیب تخفي نفسها فيها، وحريتها كفجوة ضرسها في فم خاوية.
أتقلب الآن على جانبيّ، ويستقر بي المقام على الجانب الأيسر ، فينكمش نفسي من الألم، وأشرد بنظراتي بعيدًا تحت ظل صوت ضئيل مسموع:
“لقد لمحت بعيني اليسرى في ذاك الحلم، معلمة التاريخ تخط بيدها، فهل كانت تسطر شيئًا؟ أم كنت ألعب مع الأموات؟!
عدت مجددًا إلى راحتي اليسرى متأملًا قطعة الشوكولاتة، نظرت إليها طويلًا، ولا أذكر كم ثانية أو دقيقة مرت، وربما مر وقت طويل وأنا أنظر إليها، لكني أذكر أني أطلقت ساقي اليسرى وأخيرًا قذفتها بعيدًا.. بعيدًا، ومرغت راحتي بالتراب مخافة من اللعق!
* كاتبة من عمان
التعليقات