مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

سهام السعيد* إذا ما أردنا التقاط صورة واضحة المعالم لمفهوم الثّقافة وهي تجول موا …

الثّقافة في بوتقة مواقع التّواصل الاجتماعيّ

منذ 4 أيام

35

0

سهام السعيد*

إذا ما أردنا التقاط صورة واضحة المعالم لمفهوم الثّقافة وهي تجول مواقع التّواصل الاجتماعيّ وتتخلّق في رحابها، فهل نستطيع أخذ صورة مشرقة يحفّها النّور _من كلّ جوانبها_ لثقافتنا الّتي هي انعكاس لنا؟!

للأسف باتت السّطحيّة تطغى على الأفكار والاهتمامات والغايات.. بات توثيق تفاصيل الحياة اليوميّة والتّرويج لها بدل توثيق أحداثٍ مفصليّة في الحياة الإنسانيّة.
باتت الثّقافة الدّخيلة الأكثر رواجًا على مواقع التّواصل هي ثقافة التّباهي بالممتلكات.. والتّغنّي بالرّفاهيّات.. والاجتهاد لعرضها والتّسويق لها كما لو أنّها من أسمى الأهداف.. وهم بذلك يشغلون روّاد مواقع التّواصل بالقشور الّتي لا تبني الحضارات ولا ترتقي بالثّقافات.
بات الاهتمام بصورة غلاف الكتاب أكثر من مضمونه.. وبفخامة أثاث البيوت أكثر من مدى التّماسك والألفة بين ساكنيها.. حتّى الأطفال لم تسلم طفولتهم من جشع الوصوليّين الّذين تمادوا في استغلال براءتهم لتحقيق شهرة أو كسب مال. .هذه هي الثّقافة السّائدة، تمادى غيّها على محراب الأدب فشوّهت الكثير من معالمه السّامية.. فنرى من يدّعي الأدب وهو من العربيّة براء والعربية براءٌ منه.
لا يعلم إن كان محلّ المكتوب نصبًا أم جرًّا.. وهلمّ جرّا.
ونرى الصّورة البارزة الّتي تطغى على النّصّ الرديء، فتشغل القارئ بألوانها لينسى المرور على حروف النّصّ.
بات البصر هو المسيطر على الفكر. 
ربنا نرى جيلًا يشغله بهرج الشّكل دون أن يعرّج على المضمون.. 
يشغل بصره طوال الوقت أو أغلبه وقليلًا بل نادرًا ما يحرّك عقله. 
نعلم أنّ ارتقاء الشّعوب بثقافتها هو طريقها لبناء حضارتها..
ويبقى السّؤال الأكثر إلحاحًا:
هل يمكن لثقافة سطحيّة يروّج لها كثير من مواقع التّواصل الاجتماعي.. أن تبني إنسانًا قادرًا على مواجهة عدوّه واللّحاق بركب الحضارة الّذي لا ينتظر المتخلّفين… أصحاب الغلافات السّطحيّة… 

عسانا نستفيق! 

 

*كاتبة سورية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود