الأكثر مشاهدة

  مضاوي بنت دهام القويضي* إن الطفولة بزوغ لفجر الحياة، حيث يولد الإنسان على فطرت …

بين طفولة الأجداد وجيل الأيباد

منذ شهر واحد

315

1

  مضاوي بنت دهام القويضي*

إن الطفولة بزوغ لفجر الحياة، حيث يولد الإنسان على فطرته النقية الأولى؛ ليتعلم فيما بعد ويكتسب المهارات الحياتية المختلفة، وهكذا تمضي سنوات العمر سراعًا دون أن نشعر، ثم نكبر ونختبر الحياة، نعيش ونجتهد لترك بصمة خاصة
{وَٱللَّهُ أَخۡرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ}
{ثُمَّ نُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلٗا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوٓاْ أَشُدَّكُمۡۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖ شَيۡـٔٗاۚ}
فيولد المرء بداية بلا تجارب ولا معارف ولا خبرات، وتتلقفه يد السنين ثم تصقله بكل هذه الأمور، حتى يتشكل جوهره الحقيقي؛ لذلك فإن مرحلة الطفولة مرحلة عمرية جد خطيرة إذ تتضح فيها معالم الخطوط العريضة لشخصية الإنسان تحديدًا الطفولة المبكرة (سني المهد) أي الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل.
هنا تلجأ الأم الصغيرة التي تختبر الأمومة لأول مرة إلى إسكات صغيرها والتخلص من إزعاجه بإعطائه الجهاز اللوحي، فيتسمر أمامه الساعات الطوال بلا نشاط حركي ولا لعب ولا استمتاع بالوقت الذي يمضي غالبًا بلا جدوى، فينشأ طفل ضحل التفكير هش نفسيًّا وجسديًّا، حتى أنه يغدو ضعيف البنية، ولنعد بالذاكرة لعقود مضت.

حينما كنا صغارًا حتى قبل أن نولد، حين كان آباؤنا وأجدادنا أطفالًا في عمر أحفادهم وأسباطهم، لما كان هناك ألعاب وأنشطة حركية منها القفز على الحبال وشد الحبل وركوب الدراجات الهوائية واللعب بالرمل والأحجار والأصداف على الشواطئ والرسم واللعب بالصلصال، ولنمسك العصا من المنتصف ولا نتباكى على أطلال الماضي البعيد، أقول إن ثمة مسلسلات هادفة تعرض اليوم لتعليم الأطفال القرآن الكريم وتقويم ألسنتهم بلغة القرآن؛ مثل مسلسل الأطفال على اليوتيوب بعنوان سارة وسعود في روضة القرآن.. مثل هذه الجهود تعيد الأمل بطفل عربي سعودي يحب اللغة العربية الفصحى ويقرأ ويتعلم كل جديد كصغيرتنا الحلوة التي مثلت بلادنا المملكة العربية السعودية في تحدي القراءة العربي وفازت بالمركز الأول الطالبة المجتهدة كادي الخثعمي، فمبارك لنا هذا النشء المثقف ومبارك لها هذا التفوق، ولوالديها أنعم وأكرم بكما، لقد أحسنتما صنعًا فلله دركما.

*كاتبة صحفية_ سعودية
@madawidaham

التعليقات

  1. يقول د. فيصل بن محمد النعيم:

    ‎براءة الأطفال هي ذلك النقاء الذي ينعكس في أعينهم البريئة، الابتسامة الصافية التي تنبع من قلوبهم الطاهرة، والضحكات العفوية التي تتدفق كأنغام الطبيعة. في عالمهم، لا مكان للتعقيدات ولا وجود للخبث أو الرياء. يعيشون اللحظة بحب وبلا خوف من الغد، ينظرون إلى العالم بفضول وإعجاب، يبحثون عن الجمال في أبسط الأشياء، ويبنون قصورًا من الأحلام فوق الرمال دون أن يعرفوا معنى المستحيل.
    ‎نشعر بالحنين لتلك الأيام لأنها تذكرنا بالجزء الأنقى من أرواحنا، الجزء الذي لم تلوثه مشاغل الحياة ومآسيها.
    ‎تلك البراءة تجعلنا نتمنى لو أن الزمن توقف عند تلك اللحظات، حين كانت قلوبنا صغيرة ومفعمة بالفرح النقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود