662
0373
0225
0249
0351
110
0103
0121
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11784
04713
04364
174302
03998
0
د. شاهيناز العقباوى*
كانت الأساطير هي المحور الرئيسي الذي يرتكز عليه أدب الأطفال قديمًا، وبنيت عليها القصص التي كانت تروى شفويًّا، وعقب ذلك تقدمت ليصبح لها تأثير على الجماعة؛ مثل الولاء للقبيلة والحفاظ على التقاليد، وكان الهدف منها هو غرس السلوك السوى في نفوس الأطفال وقتها، أما أول القصص المكتوبة التي عرفتها البشرية فهي المكتوبة على الورق البردي. وظلت عبارة عن حكايات وأساطير، إلى أن جاء الإسلام وظهرت القصص الدينية المتمثلة بأخبار الرسول “صلى الله عليه وسلم” وأعماله وأخبار المسلمين والغزوات والانتصارات، وقصص الأنبياء وقصص الأمم والشعوب التي وردت في “القرآن الكريم”، كما أدت الفتوحات الإسلامية إلى دخول قصص كثيرة من الشعوب والأمم غير العربية مثل الفارسية والرومانية واليونانية والهندية والإسبانية، وكان معظمها أساطير وخرافات وقصص حيوانات، ثم بدأت الترجمة فترجم كتاب كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة، مع إضافات جديدة تابعة من الخيال العربي، مثل قصة حي بن يقظان وسيف بن ذي يزن و عنترة بن شداد. وعندما بدأ العرب يكتبون قصصهم وأخبارهم في أواخر العصر الأموي وأوائل العصر العباسي، دونوا وكتبوا كل شيء؛ ما جعلها من أغنى مصادر أدب الأطفال العربي في ذلك العصر.
كما بدأ ظهور أدب الأطفال حديثًا في البلاد العربية في زمن محمد علي باشا في مصر عن طريق الترجمة، وكان أول من ترجم كتابًا للأطفال عن الإنجليزية هو رفاعة الطهطاوي، وكان وقتها مسؤولًا عن التعليم. ثم أخذ بترجمة قصص وحكايات كثيرة عن الغرب للأطفال، ثم أدخل قراءات القصص في المناهج المدرسية.
الاهتمام بأدب الأطفال في العالم العربي بدأ فعليًّا في أوائل عام 1875، حيث كانت أدبيات الطفل يومئذ مَلا تزال مقرونة بالتربية في سياقها التعليمي.. حيث قام رفاعة الطهطاوي بغرس البذور الأولى في تربية أدب الطفل العربي الحديث، عندما أصدر كتابه “المرشد الأمين للبنات والبنين” الذى يعتبر النواة الأولى لكتاب الطفل رغم توجهاته التربوية الواضحة.
لكن الخطوة الكبيرة في كتابة أدب الأطفال في العالم العربي الحديث، كانت على يد الشاعر المبدع أحمد شوقي؛ لأنه كان أول من ألف أدبًا للأطفال باللغة العربية، واستفاد فيما كتبه للأطفال من قراءاته في الفرنسية، لاسيما حكايات لافونتين، حيث أدرك أهمية تربية وتهذيب وتعليم الطفل المبادئ الأخلاقية والسلوك القويم؛ لذلك قام بكتابة أشعار بسيطة سهلة وجذابة للأطفال، ولأنه كان يعلم مدى حب الأطفال للحكايات؛ لجأ إلى قصص الحيوان عبر سردها على ألسنة الحيوانات بطريقة يحبها الأطفال ويستمتعون بالاستماع إلى حكايتها الخيالية. بدأ شوقي هذا النوع من أدب الأطفال منذ أن كان طالبًا في فرنسا، كوسيلة فنية للتعبير عن رغبته في كتابة هذا النوع المهم من الأدب العربي.. وكتب ما يزيد على خمسين قصة شعرية للأطفال، ونظم أكثر من عشرة أناشيد أو أغنيات، اتسمت كلها بسهولة الأسلوب وتسلسل الأحداث ووضوح الهدف التربوي، إلى جانب التسلية والترفيه.
ثم جاء كامل الكيلاني الذي يعد الأب الشرعي لأدب الأطفال في اللغة العربية، والذى اهتم بتحبيب اللغة العربية للأطفال، وكان يتدرج في الكتابة حسب سنوات العمر، وحاول من خلالها إيقاظ مواهبهم واستعداداتهم وتقوية ميولهم وطموحهم، وينتهي بهم إلى حب القراءة والمثابرة عليها. وترك سلاسل تضم أكثر من مائتي قصة، وأخذ من التراث العربي والإسلامي، ومن الثقافات الأخرى الغربية والشرقية، وكتب في السيرة النبوية مجموعة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.. تبعته سلسلة من كتاب الأطفال فى مختلف الدول العربية، وصولًا إلى عصرنا الحالي.
*كاتبة_مصرية
@EsmailShah74540
التعليقات