هند إبراهيم السعوي*

القرآن الكريم مليء بالقصص، وقصص القرآن الكريم مختلفة عن أي قصة؛ لأنها رحلة عبر الزمن والحكمة، وإثراء وتوجيه.
فتأخذنا في دروب المعرفة والعبرة، وتُثري العقول وتُنير القلوب.
والقرآن الكريم هو كلام الله عز وجل، بديع السموات والأرض وخالق الكون ومنشئه. 
وهو كلام مُنزّل من السماء، مُحكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، هدىً ونورًا ورحمةً للعالمين.
كما أنه المصدر الأول للمعرفة: يزخر بشتى أنواع المعرفة، من العقيدة والأخلاق إلى التاريخ والعلوم، وهو ينبوع الحكمة والتشريع.
وفي آياته التأثير العميق الذي يلامس القلوب وينعش الروح، ويلهم الإيمان والتقوى، ويشجع على العمل الصالح.
لذلك هو أعلى مراتب القصص، أما القصيرة للطفل تختلف عن قصص القرآن بلا شك.

وفي الأمسيات القصصية:
تنوع في المواضيع؛ تُقدم الجلسات القصصية مواضيع مُتنوعة من التاريخ والأساطير والأدب، ما يُثري المعرفة ويُوسّع مدارك التفكير.
وفيها التفاعل والمشاركة التي تُتيح فرصة التفاعل والمشاركة بين الحاضرين، ما يُضفي عليها جوًا من المتعة والتشويق.
وفيها تنمية مهارات التواصل: تُساعد في تنمية مهارات التواصل والتعبير لدى الأفراد، وتُشجع على الإبداع والابتكار.

بالتالي إن حدث الأمسية القصصية ينم عن:
ثراء الثقافة العربية: وتُعدّ القصص والحكايات جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العربية، وتُجسّد قيمها وعاداتها وتقاليدها.
رغبة الإنسان في الفهم: يسعى الإنسان منذ القدم لفهم العالم من حوله، والقصص والحكايات تُساعده في ذلك من خلال تقديم نماذج وخبرات وتجارب متنوعة ومُختلفة في مجالات عدة.
وأهمية الحكاية تتجلى في التربية: تُستخدم القصص والحكايات كأداة فعّالة في تربية الأطفال ونقل القيم والمبادئ الأخلاقية إليهم، والدليل تأثرهم بما يحدث في حكايات الأم قبل للنوم، والأفلام الكرتونية ما هي إلا حكايات وتجسيد للواقع المجتمعي.
والحق أن قراءة القرآن الكريم والأمسيات القصصية رافد مهم لثقافتنا ومعرفتنا، وتُساهم في تنمية مهاراتنا وصقل شخصياتنا.
فلا غنى لنا عن كليهما، فكلٌّ يُكمل الآخر ويُثريه.

ولا غرو أن أدب الطفل عالم واسع وجميل مليء بالقصص والصور التي تشكل عقول وأرواح الأطفال. هو ذلك الفن الأدبي الموجه خصيصًا للأطفال، والذي يأخذ أشكالًا عدة؛ مثل القصص والمسرحيات والأناشيد والكتب المصورة.

ما أهمية أدب الطفل؟
– التعليم والتثقيف: يساعد الأطفال في اكتساب معلومات جديدة وتوسيع مداركهم حول العالم من حولهم.
– تنمية الخيال والإبداع: يشجع الأطفال على التفكير الإبداعي وحل المشكلات وتطوير مهاراتهم اللغوية.
– التنشئة الاجتماعية: يعلم الأطفال القيم والأخلاق الحميدة ويعزز لديهم الشعور بالانتماء إلى مجتمعهم.
– التسلية والترفيه: يوفر للأطفال ساعات من المتعة والمرح ويخفف عنهم الضغوط اليومية.

ما خصائص أدب الطفل الجيد؟
لغة بسيطة ومناسبة لعمر الطفل: يجب أن تكون اللغة سهلة الفهم ومليئة بالكلمات والعبارات التي يتعرف عليها الطفل.
قصص مشوقة وممتعة: يجب أن تكون القصص مليئة بالمغامرات والشخصيات المحببة التي تجذب انتباه الطفل.
رسائل إيجابية: يجب أن تحمل القصص رسائل إيجابية تعزز الثقة بالنفس والتفاؤل.
صور جذابة: يجب أن تكون الصور ملونة وجذابة وتساعد في فهم القصة بشكل أفضل.

أمثلة على أنواع أدب الطفل:
القصص الخيالية: مثل قصص الأميرات والسحرة والوحوش.
القصص الواقعية: مثل القصص التي تتحدث عن حياة الأطفال اليومية ومشاكلهم.
القصص التاريخية: مثل القصص التي تحكي عن أحداث تاريخية مهمة.. كقصص الأنبياء والقادة. 
القصص العلمية: مثل القصص التي تشرح مفاهيم علمية بطريقة مبسطة.

لماذا يجب أن يهتم الآباء بقراءة أدب الطفل لأطفالهم؟
– تقوية العلاقة بين الوالدين والأطفال: قراءة القصص مع الأطفال تقوي الروابط العائلية وتساهم في بناء ذكريات جميلة.
– تطوير مهارات القراءة لدى الأطفال: تشجيع الأطفال على القراءة منذ الصغر يساعدهم في تطوير مهارات القراءة والكتابة.
– فتح آفاق جديدة للأطفال: تساعد القراءة الأطفال في اكتشاف عالم جديد مليء بالمعرفة والمعلومات.

ومن القصص الموجودة في القرآن الكريم التي تصلح لأطفالنا تقدم بصياغة مبسطة كثيرة جدًا، ومنها قصة آدم عليه السلام ومعظم قصص الأنبياء والمرسلين عليهم السلام؛ مثل نوح وهود ويونس وموسى وعيسى عليهم السلام، وفي القرآن كذلك قصة إبليس وقصة فرعون وأصحاب الكهف والأحزاب والكثير الكثير بطريقة ملهمة وجاذبة…
وهناك قصص أخرى مطبوعة في المكاتب العربية ومعظمها هادف ومشوق.

ختامًا، أدب الطفل هدية ثمينة نقدمها لأطفالنا. فهو يساهم في بناء شخصياتهم المتكاملة ويساعدهم في النمو الفكري والعاطفي.

*كاتبة ومدققة _ سعودية
@Hazy6006