مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

 بدر العوفي* في عام 2016 قام المفوض الأوروبي لملف البحث والعلوم والابتكار بتكريم …

وسائل التعليم الرقمية.. هل سينتهي عصر التعليم بالمدارس؟!

منذ 4 أشهر

113

0

 بدر العوفي*

في عام 2016 قام المفوض الأوروبي لملف البحث والعلوم والابتكار بتكريم أحد الناشئين بالثامنة عشرة من عمره، نظير (ابتكار) آلية لهندسة بذور الذرة بما يمكن أن ينتج محاصيل أكثر وفرة! الملفت للانتباه هو أن هذا الناشئ لم يرتد (الجامعة) بعد! وعند سؤاله عن وسائل جمع المعرفة، أفاد بالاكتفاء بمشاهدة ما نشر عن البذور بمنصة (اليوتيوب)! وتدعيمه لذلك بقراءة الأوراق المنشورة حول الموضوع بالمنصات المفتوحة.

مسافة أقصر! وزمن أطول!

لم يعد العلم حكرًا على أحد.. إذ يستطيع أي منا اليوم حضور محاضرات بالمنتديات الدولية المتخصصة عبر اليوتيوب أو منصة تيد، أو الالتحاق بمواد دراسية متقدمة بجامعة هارفارد أو جامعة ستانفورد عبر منصة كورسيرا (Coursera). كما أن منصات التعلم أصبحت متوفرة على الدوام (24/7ولا يقيدها سوى توقيت الرغبة بالعلم!

وإن كان اختصار المسافة ومد زمن التعلم هما أبرز ما يميّز (التعليم الرقمي) نظير (التعليم المدرسي)، إلا أن المتخصصين يعتقدون بمزية أخرى غير ظاهرة للتعليم الرقمي، تتلخص بسرعة تحديث المعلومة! ففي حين يتطلب تحديث معلومات التعليم النظامي سنوات عدة للإعداد، والمراجعة، والاعتماد، والنشر، فالمصادر الرقميّة تجسر هذه الفجوة، وتتيح تحديث المعلومة بوتيرة أسرع!

ويرى آخرون أيضًا بالتعليم الرقمي سبيلًا لمناهضة (التلقين)، ما يراه عدد من التربويين أحد قيود العملية التعليمية. فبطل وجود الهواتف الذكية لم نعد بحاجة لحفظ معلقة عمرو ابن كلثوم أو معادلة نيوتن الثانية بالحركة، بل الأهم من ذلك هو امتلاك المهارة اللغوية لتذوق أبيات المعلقة، أو المهارة العقلية لتطبيق نظريات نيوتن بالحركة. فما هو أهم من المعلومة هو امتلاك المهارة للاستفادة منها.

التلقين بزمن توفر المعلومة!

يرى يوفال نوح هراري في كتابه الأكثر مبيعًا بالأسواق العالمية (21 درسًا للقرن 21أنه ومنذ سالف العصور كان النظام التعليمي يميل إلى التركيز بشدة على تزويد الطلاب بأكبر قدر من المعلومات بمختلف العلوم. وحتى القرن العشرين، كان هذا النهج يشكل منهجًا منطقيًا حيث كانت المعلومات “سلعة نادرة”! لكن بحلول القرن الواحد والعشرين، وتطور وسائل المعلومات، فقد أصبح هذا النهج لا يشكل أي إضافة مهمة لتطوير الإنسان وصقل مهارته للمستقبل. ففي يومنا هذا نحن غارقون بكم هائل من المعلومات، التي تصلنا بكل سهولة من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الجوال دون عناء تلقينها بالمدارس! وعلى النقيض من العصور السابقة، فالتحدي الذي نواجهه اليوم ليس في ندرة المعلومات، بل بالتحقق من صحة المعلومات التي نحصل عليها. يوجز هراري هذه الفكرة بقوله: “يحتاج النظام المدرسي اليوم إلى تعليم الطلاب قدر أقل من المعلومات، وقدر أكبر من مهارات التفكير الناقد”. فلسنا اليوم بزمن نقص المعلومات، بل بزمن نقص المهارات![2] [3]

ويتفق مع هذا الرأي الكاتب السعودي إبراهيم البليهي، الذي يعتقد أن النظام التعليمي الحالي يصنع بالتلقين قيودًا للتعلم، وبالتخصص قولبة للعقل. والأولى من ذلك أن يتم تعلم مهارات تحديث المعلومات، ومهارات التفكير الناقد للتحقق المستمر من صحة وجودة المعلومات![4] [5] [6].

العلم والتخصص والمهارة:

عكف طلاب العلم منذ سالف العصور على الاستزادة من كل العلوم المتوفرة. وقد كان هذا الطلب ميسورًا بعصور “ندرة المعلومات. فنجد لابن سينا –مثلًا– مؤلفات عدة بالطب والرياضيات والفلسفة واللغة[7] [8]، كذا الحال مع علماء تلك الفترة، الذين تأثروا بالفلسفة اليونانية التي تعتقد أن المعرفة البشرية كلها يمكن أن تتكشف لعقلٍ واحد [9]. غير أنه ومع مطلع القرن التاسع عشر وبداية عصر الثورات الصناعية، فقد تفجرت العلوم ولم يعد بالإمكان طلب وإتقان كافة العلوم. فأصبح العلم مصنفاً، بما يوجب لطالب العلم (التخصص)بعلمٍ محدد، لمتابعة طلبه والاشتغال به.

أما اليوم فقد اختلفت قواعد اللعبة، نتيجة لثورة المعلومات التي جاءت بها المصادر الرقمية. ولم يعد بالإمكان التخصص بأحد العلوم وسبر أغواره. بل نحن اليوم بزمن يتطلب إتقان (مهارة) محددة (بتخصص) محدد، واستخدام الوسائل المتاحة لصقل هذه المهارة وتنميتها. وهو ما سيشكل قيمة (الفرد) بين أقرانه بالمستقبل القريب.

وفقًا لذلك، فقد شاع مؤخرًا منهج (التعلم للكسب) أو (Learn to Earn) الذي يسعى لصنع قيم قابلة للقياس لمهارات الأفراد. ما أسفر عن ظهور بعض المقترحات لحوكمة المهارات، كنموذج (Ledger) المبتكر من (معهد المستقبل الأمريكي). حيث يهدف هذا النموذج لتتبع عملية التعليم الحر (بمهارة) محددة، ومنح (قيم) لكل وسائل تنميتها واحترافها، بما يتيح للأفراد امتلاك (إثبات) لإتقان المهارات بآلية أكثر موضوعية (للنظر: [10] [11]).

وتعزيزًا لأهمية (المهارات) فقد وقع الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب عام 2020 مذكرة تنفيذية تقضي بمنح أولوية التوظيف الحكومي بالولايات المتحدة لحاملي (المهارات) بدلًا من حاملي (الشهادات الجامعية). بإشارة واضحة لإيمان الإدارة الأمريكية بمتطلبات هذا العصر، إضافة إلى الإقرار الضمني بقصور مخرجات التعليم الجامعي، وضعف المنافسة بمتطلبات سوق العمل [12] [13].

الجامعات بعصر التعليم الرقمي

“التعليم الجامعي ليس ذا أهمية” وفق رأي إيلون ماسك –مؤسس شركة تيسلا وشركة سبيس إكس- الذي أشار بعدة ملتقيات أن الحصول على مهنة بشركتيه لا يشترط (شهادة جامعية) بل يتطلب وجود (مهارة استثنائية) لمتطلبات الوظيفة! كما أشار لكون “بيل غيتس -مؤسس مايكروسوت– وستيف جوبز -مؤسس أبل- ولاري إليسون -مؤسس أوراكل- لا يحملون شهادات جامعية، وهو ما لا يقلل من مهاراتهم الاستثنائية” [14] [15] [16].

ورأي ماسك بهذا الشأن هو انعكاس لوجهة نظر يتبناها عدد من المؤثرين والتربويين [17] [18]، ممن يعتقدون بأهمية (التعليم) لا بأهمية (المؤسسات التعليمية). فبظل توفر (التعليم المجاني) الذي أنتجته الثورة الرقمية، سيكون باستطاعة الجميع صقل مهارات وقدرات تتلاءم مع سوق العمل الحديث.

لا شك أن عددًا من الأفراد بسوق العمل اليوم يشاركون الاعتقاد بعدم كفاية (التعليم الجامعي)، لكن هذا التعليم لا يزال هو الوسيلة الوحيدة التي تمنح (إثبات التأهيلما يجلب ثقة أصحاب العمل. ولحين توفر بديلًا لهذا الإثبات من (التعليم الرقمي)، سيتطلب الأمر مزيدًا من الوقت. لكن لنا أن ندرك أن (التميز) -كما هو دومًا- قرينًا للمعرفة والمهارة، وبابها الأوسع بعالم اليوم هو (التعليم الرقمي). وقريبًا ستزن قيمة مبرمجًا محترفًا بلا تعليم جامعي –مثلًا– أضعاف ما يزنه المئات من حاملي الشهادات العليا بعلوم الحاسب. وسنعود لعهد ما قبل (الجامعات) لتصبح (قيمة الفرد بما يتقن).

وحيث إن الشريحة المستهدفة بهذه المقالة هم غالبًا من ذوي التعليم الجامعي، فلنا وفق ما أرى، أن نحدد بعناية (مهارة) ذات صلة بشغفنا العلمي، وأن نحرص بعد ذلك على تنمية هذه (المهارة) من خلال وسائل التعليم الرقمي المتوفرة. إذا أردنا أن نصنع لذواتنا التميز، “فصاحب السبع صنعات لا يتقن إحداهن” كما أشار المثل العربي بهذا السياق، كما أن “Jack of all trades; master of none وأشار المثل الإنجليزي بذات السياق أيضًا. 

منصات التعليم الرقمي المفتوحة

قاد التحدي الذي واجهته الجامعات في استيعاب الأعداد الهائلة للراغبين بالتعلم من جانب، والفرصة بالنمو المتسارع بشبكات الاتصال من جانب آخر، إلى شيوع ودعم نوع جديد من المؤسسات التعليمية، وهي منصات التعليم الرقمي (MOOCs) [19]. ففي عام ٢٠١٢، قامت جامعة ستانفورد بالمساهمة بإنشاء منصة (Courseraكما قامت جامعة هارفارد وجامعة MIT بدعم إنشاء منصة (edX). أما اليوم، فتضم هذه المنصات ملايين المتعلمين، ممن يتلقون تعليمًا مجانيًا في عدد من الجامعات العالمية ذات الريادة الأكاديمية. 

وعلى الرغم من أن هذه المنصات قد أنشئت لدعم عملية التحصيل الأكاديمي، فإنها أصبحت ذات أثر أكبر في دعم (مهارات) سوق العمل، كما أشار ريك ليفين -رئيس جامعة ييل والرئيس التنفيذي الأسبق لكورسيرا. حيث أظهرت بيانات المنصة أن ٥٢٪ من المنتسبين يرغبون بتطوير مهاراتهم المهنية، أمام ٢٨٪ ممن يرغبون بدعم تحصيلهم الأكاديمي. وأشار ليفين أن ٦٦٪ من المنتسبين للمنصة تتراوح أعمارهم بين ٢٢-٤٥ عام [20]. كما أظهرت دراسة في هارفارد بزنس ريفيو أن ٨٧٪ من المنتسبين للمنصات الرقمية قد حققوا تطوراً مهنياً، و٣٣٪ أحرزوا ترقيًا مهنيًا تمثل في الحصول على مهنة، أو ترقية مهنية، أو إنشاء نشاط تجاري [21].

واقع التعليم الرقمي في السعودية

وفقًا لتقرير صادر عن منصة Coursera في عام ٢٠٢٣، بلغ عدد السعوديين المنتسبين للمنصة مليون منتسب، وهو ما جعل السعودية تحتل المرتبة الثانية في قائمة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما أظهر التقرير أن نسبة ٨٢٪ من المنتسبين أكدوا حصولهم على ترقي مهني جراء انتسابهم للمواد التعليمية بالمنصة [22]. وفي هذا السياق، اظهرت دراسة حديثة إسهام منصات التعليم الرقمي بتحسين مخرجات التعليم العالي السعودي بنسبة ٦٥٪ [23]. وفي دراسة أخرى أكد ٨٠٪ من المشاركين (٣١٩ عضو هيئة تدريس سعودي) قدرة التعليم الرقمي على إحداث تطوير مهني للمنتسبين لسوق العمل السعودي [24].

أمام ذلك، قامت الأكاديمية السعودية الرقمية مؤخرًا، بإقامة شراكة تعليمية مع منصة UDACITY، بهدف تقديم منح تعليمية للسعوديين للحصول على درجات مصغرة (Nano-degree) بالتخصصات الرقمية [25]. كما أطلقت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في عام ٢٠٢١ برنامج رقمي لمدة ١٠ أسابيع في ريادة الأعمال، بالتعاون مع منصة edX. استهدف البرنامج في عامه الأول ١٧ ألف منتسب، بلغت نسبة السعوديين منهم ٨١٪ [26]. كما بلغ اجمالي المنتسبين في البرنامج حتى الآن ما يزيد على ٥٥ ألف منتسب [27].

عودة على بدء.. لإثبات المبدأ

تم الحرص عند إعداد هذه المقالة الاعتماد فقط على منصة (اليوتيوب) لجمع المعلومات، مع اشتراط التحقق من (موثوقية) المعلومات بمصدر آخر. ووفق التجربة، أعتقد أن هذه (المنصة) كانت كافية بمنح تصور مناسب لكل عناصر المقالة! فلا غرابة إذن أن يعتمد أحد الباحثين على مواد هذه المنصة ليخرج بابتكار يستحق الاحتفاء والتكريم، وفق ما تمت الإشارة إليه بمقدمة المقالة.

_______________________________

المراجع:

[1]

World Economic Forum, “The Fourth Industrial Revolution,” YouTube, 13 04 2016. [Online]. Available: https://www.youtube.com/watch?v=6Pv4VKMMvdE.

[2]

منصة خير جليس, “Twenty One Lessons For The 21 Century,” YouTube, 23 02 2019. [Online]. Available: https://www.youtube.com/watch?v=wveC4JJo-mU.

[3]

Yuval Noah Harari , 21 Lessons for the 21st Century, Random House, 2018.

[4]

إبراهيم البليهي، “تأسيس علم الجهل لتحرير العقل” YouTube, 15 06 2018. [Online]. Available: https://www.youtube.com/watch?v=STqDDbQ5dEI.

[5]

إبراهيم البليهي، “التخصُّص قولبة للعقل وليس حافزًا له” جريدة الرياض، 2015.

[6]

إبراهيم البليهي، الإنسان كائن تلقائي: نظرية جذرية تؤسس لرؤية شاملة عن الإنسان والإنسانية، بيروت، لبنان: دار الروافد الثقافية، 2020.

[7]

المختصر, برنامج, “علماء مسلمون – ابن سينا,” YouTube, 17 04 2022. [Online]. Available: https://www.youtube.com/watch?v=vTaah7OTr7U.

[8]

محمد فارس، موسوعة علماء العرب والمسلمين، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1993.

[9]

فؤاد زكريا، التفكير العلمي، مؤسسة هنداوي، ٢٠٢٣.

[10]

Institute for the Future, “Learning is Earning 2026 – A partnership between ACT Foundation & IFTF,” YouTube, 08 03 2016. [Online]. Available: https://www.youtube.com/watch?v=Zssd6eBVfwc.

[11]

Institute for the Future, “Learning is Earning 2026,” IFTF, 2016.

[12]

Associated Press, “Trump: Fed hiring to focus on skills over degrees,” YouTube, 27 06 2020. [Online]. Available: https://www.youtube.com/watch?v=rGU_VeazjO0.

[13]

Michael Collins, “Trump signs order prioritizing job skills over college degree in government hiring,” USA Today, 27 06 2020.

[14]

Elon Musk Viral Videos, “Elon Musk ‘I Don’t Give A Damn About Your Degree’,” YouTube, 2018. [Online]. Available: https://www.youtube.com/watch?v=CQbKctnnA-Y.

[15]

Space Policy and Politics, “Elon Musk, Satellite 2020 Conference, Washington DC, March 9, 2020,” YouTube, 24 03 2020. [Online]. Available: https://www.youtube.com/watch?v=ywPqLCc9zBU.[16]

Lauren Aratani, “Elon Musk says college is ‘basically for fun and not for learning’,” The Guardian, 10 03 2020.

[17]

Motivation Madness, “The Most Successful People Explain Why a College Degree is USELESS,” YouTube, 12 10 2017. [Online]. Available: https://www.youtube.com/watch?v=e8QY0NDWqzk.

[18]

Team The WisdomPost & Sophia in Education, “Billionaires Explaining To You Why A College Degree Is Useless,” The Wisdom Post.

[19]

GATES J, MUNDIE C, JACKSON S, “PCAST Considers Massive Open Online Courses (MOOCs) and Related Technologies in Higher Education,” The White House President Barak Obama, 2013.

[20]

Rick Levin, “MOOCs and the Future of Higher Education,” University of California Television (UCTV) , 2017. [Online]. Available: https://www.youtube.com/watch?v=ROp3fOtpEdI.

[21]

Zhenghao C, Alcorn B, Christensen G, et al, “Who’s Benefiting from MOOCs, and Why,” Harvard Business Review, 2015.

[22]

“Coursera Translates 4,000 Courses into Arabic and Launches New AI Features to Serve Arab Learners,” Riyadh Daily, 2023.

[23]

Alhazzani N, “MOOC’s impact on higher education,” Social Sciences & Humanities Open, vol. 2, no. 1, 2020.

[24]

تغريد الرحيلي، “منصات التعليم ذات المقررات الإلكترونية المفتوحة الهائلة الالتحاق MOOCs في مؤسسات التعليم العالي السعودية: الفرص والتحديات” التعليم الإبداعي في العصر الرقمي: المؤتمر الدولي الثالث للتعليم الإلكتروني،٢٠١٦.

[25]

“RISE: A fully funded scholarship program under the Saudi Digital Academy,” Saudi Digital Academy, 2023.

[26]

KAUST Innovation, “17,000 Saudi youth attend world’s first online Arabic MOOC in entrepreneurship,” KAUST.

[27]

“KAUST: Entrepreneurship Adventures – مغامرات ريادة الأعمال,” KAUST-edX.

*كاتب سعودي

الكلمات المفتاحية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود