448
0
500
0582
0
901
1
432
0
77
0
الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
12018
0
10894
0
10367
0
9243
5
7833
0

محمد زريق*
في كل لمحة
ضياء منك…
فنجان القهوة السوداء
السيجارة تحترق
ديوان أنشودة المطر…
تتزاحم في الرأس آلاف الأفكار والمشاكل، يصارع الهموم، تتكالب المصائب، يعيد نظره في المارة، يحدث نفسه مُواسياً: «اُنظر لكل منهم همّه، فيهم الملياردير، والفقير الذي يتغذى بالدعاء…»
يطرق مُتأملاً حياته، كراء المنزل يلوح كأول بادرة، فاتورتا الماء والكهرباء، الدروس الخصوصية، نادي الرشاقة التي ترتاده زوجته، لم ير الرشاقة ! فقط البدانة في الجسم والعقل.
الفواتير …
فواتير…
الكثير منها.
يرتشف رشفة من القهوة المُمقرة، إنّه يكرهه، لكنه اعتاد عليها، يقرأ بعض الأبيات، لا تلبث أن تعود بنات الدهر، تلح عليه، يشعل سيجارة ثانية…
القهوة سوداء
السيجارة الأولى ماتت
والقلب امتلأ.
لربّما إذا طلب من مديره قَرضاً، سيسدد كل الديون، فيرتاح. لكن هيهات!، فمن يأخذ من البخيل درهماً، سيسرق: «أعلى كبرك تصبح لصاً؟ أيعقل ذلك في حقكَ؟ أين قصة “بلد العميان“ فيكَ؟ وماذا عن وعدك الذي قطعته، حين قرأتَ قصيدة “إذا“؟ أين ذهب الثبات على المبدأ؟»، الحلُ
بعيد جدًا…
قهوة ثانية
سيجارة فانية
السياب يعود
فأملٌ جديدٌ
يحدث أن تنطفئ الدنيا في وجهك، وتدلهم عليك الهموم، فتسود القلوب في محياك، وتتحجر العقول عليك، ثم تجلس جلسته، تندب الحظ… السيجارة الثانية تختنق، كتم أنفاسها بيده، لم تؤلمه، لم يرفق بها، أخفاها، دسها، كأنها جرمٌ. فقد أطل عليه القمر، أوَ يأتِ القمر بالنهار؟
السندباد يرسو
والأجواء
تصفو
شخصت عيناه، قلبه أصبح عداءً، العين تنظر، والقلب ينكر، وبينهما ثوانٍ مرت، وهو لا يصدق، «هل هي؟، مست..يل؟، أبعد السواد يأتي البياض؟»، حبّ الطفولة، حبّ! نعم، فلتذهب الهرمونات إلى الجحيم، فقد أحبها بلا تأثيرٍ، بلا تفكيرٍ، فقط هي! النظرة التي أخذها، فاصابته في مقتلٍ، أخذتَ معها الحبّ والقلب.
يتذكر… ترجع به الذاكرة، لأيام الابتدائي والنظر من بعيدٍ، فهو لا يجرؤ على الدنو، وإلا احترق جناحاه، فالنورُ مكلفٌ، والحبّ مُضنٍ.
نسي القهوة
المشكلة
والسيجارة تعلن غيرتها
حزنها، عن بعثها
رأته، فاوقعته من سابع سماء، ثم تبسمتَ، فرفعته إلى سابع سماء، فبعد كلّ هذه السنين تعرفه، بل وتتبسم له، إنّه محظوظ!، لقد توقف العالم، إن الوقت متوقفٌ لأجلهما، احترامًا لحبّ لم يبدأ لينتهي، لعشق لم يعرفا فيه، لا أسماء، ولا أوصاف، ولا أغانٍ، ولا رسائل… إنّه حبٌّ بريء براءة طفل، ملتهب كجمرة، متقد كنار المجوس.
آخر مرة رآها، كانت يوم تسليم الجوائز في عامه الأخير، من الابتدائي، كان الأول، لم يهتم بالجائزة، فرحته لا تكتمل إلا بوجودها، فاجتهاده لأجلها، لأجل نظرة تصحبه العمر كلّه، تدفنه، يموت معها، لا ينهض… تأخرت يومها، فرفض الجائزة رماها، كسرها، ثم بكى، بكى على نفسه، عليها، عليهما، بحرقةٍ ولوعةٍ، حتى ابتلت وجنتاه، فارتوت التربة، ونبتت زهرة البين.
ولما يئس منها، خلص نجيًا، فجلس على سور المدرسة، يودع الساحة التي جرت فيها، والمقعد الذي احتضنها، والتربة التي لعبت بها، وهو كذلك؛ إذ سمع صوتها، وهي تلهث من فرط العدو، انبعث من دموعه، وُلدَ من أوجاعه، سألته:
– الجائزة… أنتَ… أخذتها؟!
رغم بعثرة الكلمات فهمها، ورغم المسافات رآها، ورغم الشجون ابتسم لها. علت صفحة وجهه الأبيض حمرة الخجل، فقال:
– إنّهم ينتظرونكِ.
ردت:
– شكراً لكَ. لمحت جائزته محطمة، والدماء تنزف من يديه، وآثار الدموع تشي به، عندها عرفت، بل تيقنت!
هكذا يتذكرها، بالاجتهاد اتسمت، وبالتفوق نهجت، كان يحدث أن ينساها، في زحمة الحياة، وإلا ما كل تلك الدموع التي تبلل الوسادة عندما يتذكرها؟
وذهبت
كأنّها حلمٌ في غفوةٍ
نسمة ريح في هَاجِرةٍ
احتار، أيذهب إليها أم يملي عينه بها لآخر مرة؟، «أينبض القلب من جديد؟ أيبعث قيس؟ أيجتمعان؟»، أسئلة كثيرة، أكوام منها، تقرع رأسه، حسم القلبُ الصراعَ، والعقل يذكر بالقيود والعهود…
السندبادُ
يذهب
فهذه المرة، وجد ضالته المنشودة…
قالتْ العرافة السبيلّينية: إنّ زوجكِ ذهب مع امرأة تلبس الأسود، لكن قلبها أبيض، لقد طارا بعيداً، فقد وجدته جريحًا فأغاثته، ووجدته فقيراً فاغنته، فوجدته ميتاً فأحيته، ثم وجدته ضالاً فهدته…
وقال الدجال: بل، هو جالسٌ في المقهى، يدخن ويفكر، ويقرأ للسياب، فقط ولّى زمن السفر…
*كاتب من المغرب
دمت متألقا سي زريق، يبدو أن هذه الفتاة كانت تارة ضميرا مستترا وتارة أخرى ضميرا متصلا *ه*، أم قد بكون اسمها *رؤيا* وقد كانت رؤيا.
دام لك الإبداع
ي.ق