مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

أفرزت انتخابات الأندية الأدبية حركة ثقافية متميزة متنوعة منفتحة لم تعهدها الأندي …

بعد التجربة الفريدة الأندية الأدبية إلى أين ؟

منذ 3 سنوات

209

0

أفرزت انتخابات الأندية الأدبية حركة ثقافية متميزة متنوعة منفتحة لم تعهدها الأندية طوال العقود الماضية منذ تأسيسها.
حيث أتت بلوائح جديدة غير معهودة لم تنتظر وقتاً طويلاً لتنفيذها ومتابعتها من قبل الجمعيات العمومية واتضح نتاج أعمال الأندية خلال العام الأول بنجاح كبير ومع ذلك كان لا بد أن يصحبها بعض السلبيات كأي نظام جديد يطرأ عليه خلل ما في التطبيق نتيجة التجربة الأولى غير أن آليات العمل الإيجابية والتنوع الفكري والعلمي تغلبت على هذه السلبيات وحولتها إلى محفزات كبيرة وجهت دفة العمل للإنجاز السريع والفعاليات المتميزة المدهشة للمتابع المنصف.
لقد أفرزت الانتخابات عقولاً شابة متحركة في مجالس الإدارات من أساتذة جامعات وشعراء وأدباء حقيقيين ومهتمين بالشأن الثقافي يعشقون الأدب لذاته رغم اختلاف ميولهم وتعدد مشاربهم.
واستقطبت أعضاءً متطوعين تنوعت تخصصاتهم يعملون كفريق واحد كل فيما يخصه في ملتقيات و صوالين ونشاطات النادي المختلفة.
وأخذت هذه الأفكار تستعين بكل ما أتيح لها من أجل نجاح المرحلة وتفوقها ، قدمت رؤى مختلفة من خلال نظرتها الواعية للمشهد الثقافي الذي تعايشه، اهتمت بالشباب وقدمتهم لخوض التجربة الأدبية .
ورغم تخلي من يسمون أنفسهم نخباً ثقافية كانوا يسيطرون على أبواب الأندية وشبابيكها المغلقة سابقاً وهروبهم من المشهد الجديد إلى أسبوعيات أدبية خارج أسوار النادي وندوات وحلقات هامشية وبرغم أنها روافد قد تكون جيدة لكنها لم تستطع منافسة النادي كمركز ثقافي يتحرك وفق برامج أعدتها عقول نظرت للماضي وسلبياته وعالجتها بأسلوب جديد واستبعدت فكرة التمييز بين الأسماء إلا بمقدار تميز العطاء والحضور وكان هدفها الوحيد خدمة الثقافة والحرف والكلمة لا خدمة الأسماء والشخوص.
ولعلني هنا أتحدث على مستوى منطقة مكة المكرمة وأنديتها العريقة لنجد كأمثلة حية تطور جائزة محمد الثبيتي في نادي الطائف الأدبي حيث أصبحت على مستوى الوطن العربي.
كذلك تطور ملتقى النص في نادي جدة الأدبي بشكل كبير جداً وأصبح له رعاته وآلياته العلمية والإدارية التي تم توظيفها لخدمة النصوص والمؤلفين وتفعيل دور النادي ولوائحه ونهجه الثقافي وتكريم الرواد الذين أسهموا في تاريخه مثل محمد حسن عواد وعبد الفتاح أبو مدين وعبدالله الغذامي.
كما نشأت جماعات ومنتديات لأول مرة في الأندية الأدبية مثل منتدى عبقر بنادي جدة والذي أصبح علامة فارقة في المشهد الشعري السعودي وكذلك جماعة شعر بنادي مكة الثقافي، وجماعة فرقد بنادي الطائف التي أسهمت في توهج النادي الطائفي العريق وانبثق منها مجلة فرقد الإبداعية حيث أصبحت في فترة وجيزة علامة بارزة في الساحة الثقافية السعودية بل قد تكون الوحيدة في هذا الشأن ، وقس على ذلك في الأندية الأدبية في كافة مناطق المملكة من تنوع المناشط والفعاليات والملتقيات والجوائز.
ولكن بعد كل هذه الإنجازات التي أفرزتها الانتخابات وهذا الأنشطة المتميزة يأتي السؤال الأهم :
إلى أين تتجه الأندية الأدبية في ظل تجميد الانتخابات وقلة الدعم المالي للأندية.
هل نرى تكراراً للإنتخابات، أم ستعود الأندية مع مرور الوقت إلى نظام التعيين وإعادة إنتاج حالة نخبوية جديدة تعطل الحركة الإبداعية والفكرية ويكون الإبداع صناعة إعلامية محصورة في عدة أسماء لا تتغير يُضفى عليها قداسة أدبية ويحوم حولها المتأملون ليروا من خلالهم، أم أن الأندية ستكون ضمن مراكز ثقافية أشمل وأكبر .
وإنَّ غداً لناظِرهِ قريبُ.

*شاعر وكاتب سعودي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود