299
0394
0127
082
0277
0189
0118
0148
0169
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11769
04707
04351
174206
03818
0من البلاء في هذا الزمن أن الإنسان أصبح يصدر الأحكام والآراء، ويتحدث في كُلِّ شيءٍ، وهو يفتقد العلم في الشيء الذي أصدر فيه حكماً أو رأياً، وسبب تسرعه في الحكم يأتي من منطلق أنه أراد فقط الهجوم على شخص ما، أو الحديث في موضوع ما، قبل أن يقرأ عن ماهيته أو يبحث عنه جلياً حتى يصل إلى حكم مقنع يدافع عنه بحجة منطقية، ويبرهن بالدليلِ الشرعي أو العقلي صحة قوله.
ألاحظ هذا الأمر على رغم وجود جميع المصادر التي تستطيع أن تبحث فيها، لكن المتسرع – هداه الله – يصدر حكمه أو رأيه ويدلي بدلوه قبل أن يفكر في الأمر، فيتحدث من هوى قاده التسرع إلى ذلك.
لا أعلم ما السر في إقحام الإنسان نفسه في مثل هذه المواقف، حتى أصبحت العامة لا تحترم من تعب وسهر في سبيل القراءة والبحث؟ بل إنها تناقشه وتعارضه في موضوع ما وهي غير ملمة به، بل تعدى الأمر إلى أن أصبحت تعارضه في الرأي حتى في المجال الذي درس وتخصص فيه!
حرية النقد والاختلاف مكفولة للجميع، لكن ليس بهذه الطريقة، وخصوصاً عندما يأتي الحكم أو الرأي من إنسان لم يطلع على الموضوع ولم يقرأ فيه، وإنما أراد أن يتحدث ويبدي رأيه من دون أي خلفية عن الموضوع، وهنا يكون الرأي مستفزاً للآخر.
قيمة الإنسان في علمه وثقافته ووعيه، وعدوه الجهل الذي يجعله مندفعاً في كل أموره، والأسوأ عندما (يتثاقف) ويصدر الأحكام في أمور تحتاج منه إلى سبر أغوارها والقراءة عنها كثيراً، والبحث، والتأني، والتأمل، والتبصر، والتفكر، ثم يقول رأيه، هنا سيكون شخصاً آخر، وسوف يكتسب أشياء كثيرة جراء هذا الاطّلاع، وستنبثق عنه أفكار جديدة، وسوف يصبح الحكم الذي يصدره متزناً وسيملك الحجة الدامغة لإقناع الآخر.
*كاتب من السعودية
التعليقات