619
0418
044
0195
0594
029
020
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11846
05026
04937
04798
04449
17علي الدميني*
لا نحتفي بمجموعة ” فهد الخليوي” الأولى، من خلال النص الماثل بين أيدينا وحسب، وإنما نستحضر البعد الزمني العميق الكامن خلف هذه الإطلالة المتأخرة، لأكثر من ربع قرن على الأقل، لنرى إلى كاتب وقاص عمل في سياق تطور مفهوم الكتابة الأدبية في بلادنا، منذ أوائل السبعينيات الميلادية، وحتى اليوم. ذلك أن الكاتب ومجايليه، المهمومين بقضايا الكتابة الواعية والمتجاوزة، كانوا من الأسماء المؤسِسة لحساسية كتابة مغايرة، ومغامِرة أيضاً، شهدت على أزمنة التحولات المفصلية في حياتنا الثقافية، فغدوا نصاً آخر اختط طريقه، وأثث بيته الأدبي وفق ما استدعته المرحلة من معادلات التحدي والاستجابة… التفاعل والتراكم… الحنين والإفاقة.
“فهد الخليوي ” اسم يحتلّ في الذاكرة مساحة أكثر غنى وتأثيراً من جماليات نصوصه التي استمتعت بقراءتها ضمن هذه المجموعة وخارجها، لأن كتابته الثقافية والإبداعية، التي احتفظ قراؤه ومجايلوه بفاعلية حضورها أكثر مما زهد الكاتب في الحفاظ على نصوصها الأصلية (حيث مزق الكثير منها)، تؤرخ لمرحلة انتقال من ذائقة إلى ضدها، ومن حساسية إلى بديلها، على الصعيدين الدلالي والجمالي معاً.
فهد الخليوي ” شكّل مع آخرين قنطرة للعبور ما بين حالين، وما بين مناخين، مشتبكين بجدل المبنى والمعني، و أخطوطة الرؤيا والتعبير، وشراسة البحث عن أفق دال على ذاته، إلى مدلول يبحث عن تحقق تلك الذات.
وتحفل قصته ” أجراس “، من خلال بطل النص الذي يضطر لحمل متاعه وكتبه ومغادرة بيته القديم في إحدى الحارات الشعبية، بما يدلنا على الكتابات المؤسسة لوعي السارد في تلك المرحلة التاريخية، حيث يقول ” أخذ يشحن الكتب ذات الحجم الأكبر.. (الوجود والعدم)، يحتاج بمفرده لكرتون (الحرية سابقة للوجود العدم خارج الوجود) سارتر أديب وفنان …. ،( تدهور حضارة الغرب) لاشبنغلر، ثلاثة أجزاء، تحتاج لأكثر من كرتون…… ستنتهي مهلة اليومين وأنت تقرأ قبل أن يجيبك هذا الموسوعي الجبار على سؤالك، أما (هكذا تكلم زاردشت) فأقل حجمًا، ويمكن شحنه مع بقية الكتب (على كل سائر أن يكون جسرًا للمتقدمين وقدوة للمتأخرين) نيتشه…..
ومنذ كتاباته المبكرة في الصحافة المحلية في مطلع السبعينيات، اختط ” فهد الخليوي ” لنفسه، مسارًا واضح المعالم، لا يركن إلى المهادنة أو استمراء مجانية الكلمة، كما لم ينخدع بما تعد به من مغانم زائفة. ولذلك ذهب إلى صومعة “الزهد” الفاضلة منذ مطلع التسعينات، بعد أن أسهم بشكل فاعل في الإشراف على الصفحات الثقافية في مجلة ” اقرأ “، و حفر اسمه خلالها كمثقف تنويري، ومبدع يعمل ضمن سياق الباحثين عن رؤى متسائلة، وآفاق ممكنة “لكتابة جديدة”.. يتبع.
*شاعر وروائي سعودي ت٢٠٢٢م
التعليقات