د.محمد اللواتي*

ما همَّني إن غابَ زيدٌ أو حضرْ
أو جارتِ الدنيا علىَّ أو البشر

مِن بعد أن أدْركْتُ سرَّ جنونها
هذي الحياةُ جميعها خطرٌ، خطرْ

الزهد فيها جنةٌ والبعد عنها
راحةٌ، ويفوز فيها مَنْ صبرْ

عِشْ وحدك الأيامَ لا تلوي على
أحدٍ، لعمرك ذا الكلامُ المختصرْ

مِن بعد أن بانت تفاهتها لنا
أنا لن أصبَّ مدامعي مثل المطرْ

َولسوف أنزع ذا الذي في أضلعي
ولسوف أُبْدِلهُ فؤادا من حجرْ

أنا لن أحنَّ الي حبيبٍ باعَنِي
مهما استبدَّ بىَ الحنينُ أو استعرْ

فليذْهب القلب الذي قد ذلَّني
ومِن الذي يوما تعشَّقهُ انكسرْ

قلبا زجاجيَّا بُليتُ به، إذا
ما مسّهُ رمشٌ تهشّمَ وانفطرْ

إن الذي خلق الجمال لَعَالمٌ
أنُّي لذو قلبٍ أرق من الوترْ

إنَّ المشاعر لابنِ آدمَ زينةٌ
وبهذه الدنيا قليلٌ مَنْ شعرْ

أخْلصْتُ حبي للتي جاد الزمانُ
بها، هي الشمسُ البهيةُ والقمرْ

ولأجلها أفْرغْتُ قلبي من هوى
كل النساء، فما لهنَّ به أثرْ

وفطمتُ طفل مشاعري عن دونها
وحفظتُ عمَّا دون عينيها النظرْ

تعبٌ وإرهاقٌ أقضَّ مضاجعي
في غربةٍ، والروح أنهكها السفرْ

وسترتُ عن كل الأنام تلوّعي
لكن دموعي كاشفاتُ المستترْ

كم تخطرينَ وتشرقينَ بخاطري
وسواكِ يا شريان قلبي ما خطرْ

أوليس في وجع البعادِ شفاعةٌ
أوليس في هذا النوى لكِ مزدجرْ؟

* شاعر مصري_جامعة الطائف