عندما تولَّى مانع بن ربيعة المريدي حكم المليبيد وغصيبة المجاورة للدرعية التي تنتسب في مسمَّاها لابن درع الحنفي من بني حنيفة، هنا انطلقت مرحلة التأسيس، وقد ساعده في ذلك بنو عمِّه حكام حجر اليمامة، حيث تشكَّلت الدولة السعودية الأولى من قريتي المليبيد و ضم غصيبة مع بلدة الدرعية لتأسيس الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى عام 1446م، وتعاقب أبناء مانع المريدي على حكمها، ثم أتى الإمام محمد بن سعود وثبّت دعائم الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ/ 1727م، وأصبحت تعبر من خلالها قوافل الحجيج والتجارة؛ لما تحقق فيها من أمن وأمان واستقرار، كما أن موقعها على وادي حنيفة جعل منها منطقة زراعية تصدِّر الفائض عن حاجتها للمناطق الأخرى، وكان الإمام محمد بن سعود مهتمًّا بالعلم والمعرفة وقريبًا من أهالي الدرعية بحنان الأبوة وحزم القيادة والحكم، وقاومت الدولة السعودية الأولى جيوش محمد علي باشا عام 1233هـ/ 1818م، واستعادها الإمام تركي بن عبد الله آل سعود وأسَّس الدولة السعودية الثانية عام 1235هـ/ 1820م، حتى استولى عليها ابن رشيد عام 1309هـ/1891م، واستعادها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيَّب الله ثراه- عام 1319هـ/1902م، وأسَّس الدولة السعودية الحديثة والمعاصرة، ومن مميزات الدول السعودية الثلاث أنها قامت على العدل وتطبيق الشريعة الإسلامية، ونبذ الخرافات والبدع، ورفع المستوى التعليمي للأمة، حتى أصبحت تزخر بالعلماء والمثقفين وأصحاب اللغة والفكر والسياسة، وفي عصرنا الحاضر عرّاب الثقافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مليكنا المثقَّف الذي أكَّد في مناسبات عدة على أن دولتنا دولة التوحيد، ودعوته للطموح المستمر وعدم التوقُّف عند نقطة معينة، لذلك سنكون شعبه الطموح والمحقِّق الإنجازات لبلدنا الغالي -بإذن الله-، ومما نلحظه جميعًا متابعة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لجميع الأعمال والمشاريع عن طريق الأرقام والنسب؛ لأنه يسابق الزمن لتحقيق الأهداف ومصالح الدولة والشعب، وهي أسرع وسيلة لقياس مدى الإنجاز، والوصول لأهداف رؤية 2030، وفَّق الله سموّه لتحقيق طموحاته وأمنيات شعبه، كما يجب علينا كمواطنين أن نتحلَّى بأرقى الأخلاق السامية، سواءً في التعامل مع الآخرين، أو طريقة الاحتفال بأي مناسبة؛ لأننا نمثِّل ولاة أمرنا وبلدنا، فيجب أن نلتزم بسمو الأخلاق وأناقة الأدب؛ حتى نكون قدوة للشعوب الأخرى.

حفظ الله ولاة أمرنا وبلادنا، ودامت الأفراح.

د.سلوم النفاعي.