36
041
0104
053
078
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11903
05711
05652
05378
04865
0سلوى الأنصاري
بعيد عن الضجيج والضوضاء وتحت سماء قرمزية يلونها بفرشاته متى ما يشاء، وبين بهاء اللون وجمال الفلكلور الشعبي وتفاصيل الرواشين امتهن التحليق في سماء الإبداع وتحالف مع التعبيرية تارة والانطباعية تارة اخرى، متمسكًا بالمدرسة الأم (الواقعية) فهي تجري كدماء في عروقه، ومضى في ساحة الفن التشكيلي بكل جدارة.
اعتاد الهدوء على طاولات الأناقة واللجوء إلى اللون وإعطاء الحياة من حوله الجمال دون رتابة؛ فنال الإجماع على إتقان العمل والتفرد في إخراج فن مختلف متآلف مع المحيط الذي يعيش فيه، ومن قبلة الدنيا انطلق وسطع نجمة عاليًا في مجرة الفنون التشكيلية.
وصف الناقد التشكيلي خالد ربيع السيد لوحاته وفنه الراقي ويقول: «يستلهم المرأة بلباسها الفلكلوري والرواشين بزخارفها الإسلامية والبحر في تكوينه البصري التجريدي، ويعمل على تأمل المباني المتميزة بطرز المعمار في الحجاز مظهرًا العلاقات الهندسية في تشكيلات انطباعية تغلب عليها القتامة وخفوت الضوء» إنه صاحب البصمة المميزة للزي الفلكلوري والرواشين، صديق الفرشاة واللون، الأب الروحي لفنانين المنطقة الغربية الفنان التشكيلي عبدالله نواوي.
بوجه حنطي اللون مستدير عريض الوجنتين يسكنه الفن والريادة مع تقاسيم حجازية مألوفة يسطع منها الوقار ويشع منها الإبداع وبعينين لامعتين يسكنهما بؤبؤ شديد السواد تلمعان من خلف عدسات طبية أنيقة استلقت عليهما، وبكاريزما يتقاطر منها التواضع ويتسطر عليها فنه الرائع المكتظ بالجمال ورسم الواقع، قضى نواوي من عمره عقودًا وهو يملأ ساحة الفن التشكيلي بالجمال موجه بوصلة أحلامه نحو العالمية ونالها بروعة فنه الرشيق المتناسق.
في أحياء مكة الزاخرة بقصص الملهمين وفي جرول بالتحديد ولد وسط أسرة ملهمة يرعاها أب تميز بالحكمة والوقار وأم رقيقة كريمة امتلأت نفسها بالبساطة، إخوته كمال، زكي، رضى، غازي، منصور وعبد المنان. لطالما كانوا له السند، وأختاه حنان ونهى كانتا له المتكأ.
ركض برفقة أقرانه بين أزقة مكة وأحيائها، ولعب معهم الكثير من الألعاب وحُفرت بأعماقه التفاصيل التي تجسدت مستقبلًا في لوحاته وألوانه وأقلامه، ثم دخلت إلى حياته ابتسام فنشرت البسمة وكانت لحياته نعم الزوجة والصديقة والمبتدأ، أنجبت له معتصم، أروى، روتانا وجمانة. فأصبحت حياته بهم جنة الدنيا وأصبحوا خبرًا لذلك المبتدأ.
عاش حياته مابين زينة الحياة وهمومها ولكنه بإيجابية يتغلب على كل الهموم وينتصر.
ولادته:
ولد في مكة المكرمة ١٩٤٦م وعاش فيها وتأثر بمبانيها وطرقاتها وأزيائها التي انعكست على لوحاته التي أبهرت الساحة الفنية.
“تلقّى تعليمه الابتدائي في مدارس السعدية بمكة المكرمة، أما المتوسط فقد درس في معهد المعلمين بمكة المكرمة، ثم أكمل دراسته الثانوية بمعهد التربية الفنية بالرياض، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية، والماجستير في التربية الفنية من جامعة كلورادو 1980”
شغل رئاسة قسم التربية الفنية بـ«تعليم جدة» لعدة سنوات، وعمل كذلك رئيسًا للجنة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بجدة، وكان نائبًا لرئيس بيت الفنانين التشكيليين بجدة، ومستشارًا ومنظمًا للمعارض الدولية بوزارة الثقافة والإعلام لعدة سنوات، استطاع بفنه الجميل وأسلوبه المتفرد أن يقيم أكثر من عشرة معارض شخصية، وشارك في العديد من المعارض الدولية في بنغلاديش، وبغداد، وبيروت، والقاهرة وأمريكا. وحملت لوحاته من الجمال ما جعل منه رائدًا من رواد الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية.
عمل ممثلًا دائمًا للمملكة العربية السعودية باتحاد الفنانين العرب من عام 1981م إلى عام 1989م”
من معارضة الشخصية:
معرض (ألحان) عام 2022 في الرياض
من بين المعارض التي شارك:
– شارك في معرض (البنفسج) في جمعية جسفت مكة المكرمة عام 2022
– شارك في معرض (أوائل) في جاليري سين في جدة عام 2019
– شارك في معرض (الفن السعودي الرابع والعشرين) بجده عام 2018
– شارك في معرض (نجوم) في الصالة جاليري للفنون الجميلة في جدة عام 2008
– شارك في بينالي القاهرة، وبينالي بنجلاديش
ما لاتعرفه عن نواوي:
أحب القلم كما أحب الفراشة فكتب الخواطر وجال في المساحات البيضاء فملأها بحروفه العذبة وكلماته النقية، أتقن العزف على أوتار الكلم ودندن بصوته الشجي وهو يرسم، وداعب لوحاته بروحه المرحة التي تسكنه فقد كان صاحب فكاهه وظل خفيف، كتب لابنته ذات يوم “جوهرة من صدف الكنز المكنون، ظهرت فنانة في عصر الفنون، عملت على الفن بجنون، ظهرت بفنها الراقي العالمي ابنتي أروى:
“بعلمك وموهبتك تمكنتِ من إثبات رؤيتك باقتدار وأشعر ان اسمك سيفوق المليون، ساطع وليس من السهل أن يكون، أنا أعتز بابنتي الحنون، وورثت مني شيئًا أحببته في عالم الشهرة وأنا ممنون، وفقك رب الكون”
رسائل إليه:
من زوجتة ابتسام: “صبرًا على حياة تمر وهي خالية منك رحمك الله يا حبي الوحيد وجمعني بك في جناته”.
تفاعلت الفنانة التشكيلية أروى نواوي في مواقع التواصل الاجتماعي بعد وفاة والدها وانتشار خبر وفاته في المواقع -كالنار في الهشيم -بقولها: “كنت وستظل أكبر فخر لي في الحياة، نلت التكريم لآخر يوم في حياتك أسأل الله أن يجعل ما أصابك كفارة ويرزقني برك بعد مماتك، كنت الأب الحنون، والأخ، والصديق والرفيق لي في حياتي، يا رب اجبر قلبي على فراق أبي وارزقني حب الناس كما أحبوه، ذكراك العطرة في قلبي يا أبي”
وكتبت أيضا:
“أبي علمتني أن أضحك وأحب الناس، علمتني العطاء بدون مقابل، علمتني أن السعادة في سعادة من حولي، علمتني الخير يا وجه الخير، أفتقدك يا أبي”
أما أبنائه جمانة روتانا ومعتصم فقد أرسلوا له رسائل تعبر عن فقدهم العظيم له وشكرهم وامتنانهم على حسن تربيه لهم وقالوا:
جمانة:
“لطالما عجز لساني عن وصف أبي، مافي قلبي أكبر من أن أوفيه حقّه بالكلام ولو كتبته دهراً، ما من خير قدمته في حياتي إلا وكان حصاد تربية أبي لي”
روتانا:
“إليك أبي الحبيب، إلى قدوتي الأولى، ونبراسي الذي ينير دربي، إلى من علّمني أن أصمد أمام أمواج البحر الثائرة، إلى من رفعت رأسي عاليًا افتخارًا به وإن كان حبر قلمي لا يستطيع التعبير عن مَشاعري نحوك، فمشاعري أكبر من أسطرها على الورق أبي.”
معتصم:
“أبي أردت أن يَصلك إحساس بعدك، خلال ما زفرته أنفاسي، أردت أن تصل كَلمتي إلى قلبك، فأنا لا أتأمّل حياةً بعدك، أردت أن تصل إليك كلمة خرجت من أعماقي مُقحمة، كلمتي إليك أبي هي أحبك”
أما الفنانة التشكيلية: سلوى حجر فقد سطرت مشاعرها بحرفها المرهف الذي عهدناه وقالت:
“لكل بداية نهاية، وقبل أيام كانت النهاية حيث غيّب الموت عنا رجل له بصمة في عالم الفن التشكيلي، ومن رواد الحركة التشكيلية في المملكة العربية السعودية، فنان جعل من فنه رسالة يهديها للشباب العربي مغلفة بالحب والعطاء، وكل ذلك يظهر في لوحاته التي شارك بها بالعديد من المعارض سواء في المملكة أو خارجها، وعن نفسي تشرفت بالمشاركة معه في العديد من المعارض، حيث كان يتعامل معنا أبًا يحرص دائمًا على مساعدتنا وتوجيهنا فكان -رحمة الله عليه- قريبًا من الجميع بروحه الجميلة، رحم الله فناننا القدير بواسع رحمته وألهم أسرته الصبر والسلوان”
وأخبرتنا عن أخلاقه ووقوفه بجانب الفنانين التشكيلين في المملكة الفنانة التشكيلية ملوك آدم وقالت:
“قصدته ولم يخذلني، مواقفه لا تختفي من ذاكرة أي فنان تعامل معه، هو الأب الروحي، هو العلامة الكبيرة والغارقة في الحركة التشكلية السعودية، هو الفنان التشكيلي المحبوب عبد الله نواوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، تبقى لنا الذكريات واللحظات الجميلة وكنزة من أعماله الجبارة الراقية.
وقال الأستاذ فريد الحطامي:
“رحم الله الفنان عبد الله نواوي كان احد رواد الفن التشكيلي، ومدرسة فنية، وموهوبًا فنياً وخدم الفن والفنانين وأعطى الفن جل وقته ولآخر عمره وهو يشارك بأعماله الفنيه.
وفاته:
توفي بعد معاناة مع المرض الفشل الكلوي عن عمر يناهز 77 عاماً وصلي عليه ظهر يوم الثلاثاء الموافق /١٦ذو القعدة ١٤٤٤ /٦يونيو ٢٠٢٣ في جامع الثنيان بجدة، ودفن في مقابر المعلاة بمكة المكرمة.
رحل الأب الروحي تاركًا خلفه إرثًا فنيًا عظيمًا وسيرة عطرة، وخلف في الساحة الفنية فجوة لا يستطيع أن يملأها أحد، وجراحًا في قلب كل فنان حقيقي في ساحة الفن التشكيلي في مملكتنا الحبيبة.
رحمة الله عليه شاهدته مره واحد في معرض رقمات في جده ويكفيني فخرا وقوفه امام لوحتي كان مبتسما داعما رغم قساوة المرض قامه فنيه متفرده ومتميزه خالده في ارث الفن التشكيلي السعودي
رحمه الله رحمة واسعة كان أبًا لكل فنان وشاكره لك مرورك اختي عبير اسعدتني كثيرًا