فاطمة الشريف

مركز جاكسون الأمريكي في جورج تاون (Georgetown) النواة الأولى لمدينة واشنطن (Washington DC) عاصمة الولايات الأمريكية المتحدة… المركز ببساطة يعد حاضنة فنية للفنانين لممارسة فنونهم المتنوعة، مغلق طيلة العام للعمل والإبداع الشخصي، إلا في يومين فقط خلال فصل الربيع وأخرى في فصل الخريف، يستقبل الزوار والقيّمين الفنيين من جميع أنحاء القارة الأمريكية… يوفر لهم مساحة حرة لممارسة أعمالهم، وتبادل الأفكار، وتوحد الرؤى نحو اقتصاد مبدع وهوية ثقافية ذاتية مزهرة، ببساطة هم يعملون بجد وحب.

الفنان كريج كوهان (Craig Cohan) واحد من أولئك الفنانين، يستلهم لوحاته من خياله، فقط يغمض عينيه ليرى التكوين الذي سيعمل عليه سلسلة من اللوحات… إنه يرسم من خزان اللا واعي لديه… ثم يبدأ بالتلوين وفقًا لنظرية الألوان الخاصة به… 

في اللوحات أدناه بعد حواري معه… أكدت له أن شجرة السرو تكوين مخيلة الطفولة التي اعتاد مشاهدتها، والتي حتمًا ارتبطت بذكريات جميلة في حياته… عندها ذهل وأكد لي صدق هذه الدراسة بأن أشجار السرو الجميلة في بلد الأصل اسكتلندا التي باتت رمزا جميلًا منسيًّا في أرض المنشأ، ويستجلبها للا وعي لديه…عندها شكرنا على تلك الدراسة التي أخذت دقائق من مشاهدة اللوحات التي يعتز بها وبالجهة التي دعته للمشاركة بها في معرض جماعي على مستوى المدينة.

 بالفعل هنالك من يرسم ما يحب… كما أن هنالك من يجسّد الألم في ألوانه… كلاهما يرسمان بوعي أو في اللا وعي… ملايين الأصناف ترسم لتستمتع، وتعد الرسم محبرة الوعي وفرشاة العقل التي تدغدغ الروح…

ما الأسئلة التي يمكن طرحها في ظل حروف التجربة: فكرة المركز؟

 أم الأداء الجماعي الخلاّق؟

أم ملكية وتفرد تجربة الفنان؟

أم أهمية الفنون في سبر أغوار النفس البشرية… أم ماذا ترون؟

للاطلاع على مخرجات المركز في ربيع 2024

https://shorturl.at/dnR5C

اللوحات مرتبة منذ خروجها من اللا وعي إلى الوعي وارتباطها بذكريات شجرة السرو للفنان كوهان.