مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

عبد الرحمن المدني(العروسي)* في مهبطِ الوحي وضِّ الحرفَ واستقمِ ‏واجمعْ شتاتَ معا …

مداركُ البوح

منذ 9 أشهر

439

0


عبد الرحمن المدني(العروسي)*

في مهبطِ الوحي وضِّ الحرفَ واستقمِ
‏واجمعْ شتاتَ معاني الشعرِ يا قلمي

‏واجعلْ بديعكَ أطيارًا تجولُ بها
‏فوقَ المشاعرِ حتى مطلعِ النّجُمِ

‏وروِّها حينَ تسعى في الصفا شغفًا
‏وطهّر الحرفَ من كبوٍ ومن لممِ

‏واذكرْ لمكةَ ما شاءَ الإلهُ لها
‏حتى تنزلَ وحيُ اللهِ بالحكمِ

‏واستبشرتْ مهجةُ الدنيا وقبلتُها
‏وأبلجَ الغارُ نورًا غيرَ منفصمِ

‏وطُهرَ البيتُ من رجسٍ أُحيطَ بهِ
‏واستقبلَ الركنُ أمشاجًا من الأممِ

‏جبالُ مكةَ للإسلامِ متكأً
‏وافى إليها حشودُ العرْبِ والعجمِ

‏من لي بغيركِ يا أمّ القرى وطنًا
‏متى استفقتُ ودمعي سالَ من ندمِ

‏من لي بغيركِ نسكٌ أقتفيهِ رضًا
‏في موقتٍ طبّب الأجسادَ من ألمِ

‏من لي سواكِ مطافٌ يرتضي عمِهًا
‏أفضى طويةَ عند الركنِ من سقمِ

‏آياتُ حسنكِ في الآتينَ تلبيةً
‏للهِ، أضحتْ كوجهِ البدرِ في الظلمِ

‏التّائبونَ من الزلاتِ في جذلٍ
‏والخاشعونَ استزادوا الخيرَ بالهممِ

‏المحرمونَ عن المحظورِ تلبيةً
‏والمقتفونَ لأمرِ الله في نعمِ

‏الطائفونَ على البيتِ العتيقِ تقًى
‏في حين لا فرقَ بين القطبِ والخدمِ

‏السابقونَ إلى المسعى تُزمزمُهم
‏أشواطهُ السبعُ لا مسحًا على صنمِ

‏ما بحتُ بالسرِّ، لا ما قلتُ خاتمتي
‏في قلبيَ الشعرُ لا ما قلتُ بالكلمِ

‏يا أوسطَ الأرضِ يا أعلى منابرِها
‏أكدى بي الحرفُ بين الثّغر والقلمِ

‏حاولتُ أكتبُ ما ينتابني، أرِقًا
‏من مضغةٍ أعجزتها قطرةٌ بدمي

‏قلبي معنّى، وعقلي بالصبا دلهٌ
‏ما زلتُ أخلطُ بين الحلِ والحرمِ

‏مشمّرًا في ميادين الدّنا عجلًا
‏خوفًا أصارعُ فيها خنجرَ العدمِ

‏أسرفتُ دهرينِ غرْقانًا بلذّتها
‏من هامةِ الرّأْسِ حتّى أخمصِ القدمِ

‏يا قلبُ فاحذرْ إذا جاورتَ مأثمةً
‏يكفيك إثمي، فكن للمكرُماتِ ظمي

*شاعر سعودي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود