48
047
047
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11847
05073
04982
04806
04482
0نجلاء سلامة*
الوطنُ للإنسان أمنٌ وأمان وأهلٌ وذكرياتٌ وأيامٌ من زمن مضى، وأملٌ في زمنٍ آتٍ. وهو حضنٌ دافئ وأمٌ تستقبل مولودها طفلًا، وتواريه بين جنباتها وقتما ينتهي أجله، ومهما أمضى الإنسان من وقتٍ خارج بلاده إلا أنَّ وطنه يبقى داخل قلبه لا يغادره أبدًا، وكلما أخذه الحنين لبلده، أخرج الذكريات والأيام الخالية بحلوها ومرها ليتدفأ بها من قسوة الغربة، إلا في حالة واحدة، أنْ يكون قد وطأت قدماه مكة والمدينة.
فكل إنسان له فخرٌ بوطنه وتعلق لا يزول أبدًا مهما كبرأو ارتحل، ولكنَّ أهل المملكة دومًا فخرهم أكبر، فلديهم الحرمين الشريفين، أجلّ الأماكن وأعزَّها على قلب كل مسلم، بالتأكيد إلى جانب القدس الشريف، ولا يتمنى أي مسلم للمملكة دومًا إلا الخير، فهي أرض الحرم المكي، الذي هو بيت الله الحرام، والذي له من كل مسلم كل الحب والإجلال والاحترام وكذلك هي بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم التي نشأ وتربى فيها ووطأت قدماه الشريفتان أرضها الطاهرة وسكن جسده الطاهر في ثراها ليزوره المسلمون من شتى بقاع الأرض.
ويعد وجود الحرمين الشريفين في أرض المملكة الموطن الأول للإسلام والحاضنة لبزوغ فجره إلى العالم أجمع لشرفًا عاليًا لها وسببًا في جعلها محط أنظار ليس فقط للعالم الإسلامي، ولكن أيضًا للعالم أجمع. فاجتماع المسلمين على تلك الأراضي الطاهرة لإقامة شعائر الحج لأَكبر مثال على روعة المملكة وإبهارها للعالم أجمع باستقبال ذلك الحشد من ضيوف الرحمن كل عام، مع استمرار التطور الدائم في الخدمات المقدمة للحجاج، لإتاحة الفرصة لهم لتقديم الطاعات والعبادات، والشعور بالراحة وهدوء النفس في تلك الأماكن التي لا يختلف اثنان على مكانتها وجاذبيتها لكل من يزورها، والتعلق الشديد الذي يشعر به منْ يزورهما.
وقد جئت على ذكر مكة والمدينة ومدى المشاعر المتدفقة في كلتاهما، فقط لأوضح مدى خصوصية ومكانة المملكة العربية السعودية لدى المسلمين، لذا فمما لا شكَّ فيه أنَّه لا يوجد في قلب كل مسلم للمملكة إلا مشاعر الحب والتعلق. فمهما كان حب الوطن الأم، فلا مانع من أن يموت الشخص بكل صدرٍ رحب في مكة أو المدينة اللتان يمكن اعتبارهما قلب المملكة النابض.
وامتيازات المملكة لا تقف عند تشرفها بالحرمين الشريفين فقط، ولكني خصصتهما بالذكر لاعتبارهما الشرف الأسمى والأعلى للمملكة والذي لا يدانيه أيّ شرفٍ آخر مهما علا، فالمملكة منذ توحيدها في ذلك اليوم لم توفر جهدًا لتطورها وتقدمها في ظلِّ العديد والعديد من التحديات القاسية التي واجهتها في تلك الفترة.
وفي الذكرى الرابعة والتسعين لليوم الوطني السعودي نتمنَّى للمملكة المزيد من التقدم والأمن والأمان والرقي، في ظل تلك الأيادي المرفوعة للدعاء فوق أراضيها، وتلك الدموع المسكوبة لطلب الصفح والمغفرة من ربِّ العزة، والصلوات المقامة بخشوعٍ وتضرع في قلبا المملكة النابض دوماً الحرمين الشريفين.
*كاتبة مصرية
التعليقات