الأكثر مشاهدة

سارة المشايخ* ستأتي غدًا مرتديًا بنطالًا بنيًّا وقميصًا من القطيفة بخيوط فانيلا …

رسالة لن تصل

منذ شهر واحد

331

0

سارة المشايخ*

ستأتي غدًا مرتديًا بنطالًا بنيًّا وقميصًا من القطيفة بخيوط فانيلا كما تحب، شعرك منسدلًا ويظهر مشطك الصغير من جيب قميصك، تحمل جريدة تشمل عنوانًا جذابًا عن فوز فريقك المفضل، ومجلة تحوى مقالك الأخير الذي تم نشره، والكثير من الكمثرى التي تحب.

ستأتي غدًا محملًا بالكثير من الحكايا عن صديقك الذي ظل يراسلك ولم تتقابلا يومًا…

وقفت الحدود بينكما عائقًا، لكن حب المطالعة والكتب كان حديثكما المشترك، سأتركك تحكي الكثير عن مغامرات الطفولة وعن حكايا الغولة، دراستك الجامعية التي تبدلت من قسم التاريخ الذي تحبه إلى اللغة العربية التي تبرع فيها، وعن المطر الذي نزل بغزارة فأُّجل الاختبار من أجلك.

ستحكي عن جدك وكراماته وعن أبيك وكرمه وعن أمك النبيلة التي عشقتها وعن أخيك ومغامراتكما صغارًا، ستحكي عن صديقك ومشاغبته وولعه بكرة القدم، وعن الراديو والإذاعات والمسابقات والمراسلات والهدايا، عن شغفك بالدول مستشهدًا بالكثير من الحكايا والتاريخ.

سأستمع لك فقط وأتأملك لأحفر بداخلي تضاريس وجهك، رموشك الطويلة وضحكتك الأخاذة، كيف امتلكت كل هذا الجمال وحدك؟! 

سأتركك تختار أغنيتك المفضلة، تفاضل بين ماهر العطار ونجاة الصغيرة.

سأمسح عنك غبار أحزانك، أحتضنك بقوة وأذوب فيك، أريك رسالتي التي كتبتها أخيرًا، يسلب التسويف منا كل شيء، أردتك أن تعرف كم أحبك وأتباهى بك، أنت ملاذنا الآمن دومًا.

ستأتي غدًا أو بعد غد، فالبيت بلا خطواتك كئيب، موحش يخنقنا رويدًا رويدًا.

سرير أبيض في مشفى بعيد لا يليق بك، يأخذ من روحك الفاتنة المليئة بالنشاط والحياة، يسلبك قوتك. 

ستأتي غدًا لتمسك يدي بقوة وأتجول معك في الشوارع، بدلًا من إمساكها على سرير مشفى لدقائق معدودة.

ستأتي غدًا لأني أُحمِّل نفسي وزرًا، كيف تركت الأمل يعبث بي أمله في رجوعك.

يهرب الأمل الآن، يتنصل من كل وعوده، توسلاتي له لا تفيد، يسد أذنيه تمامًا.

غدًا عند التاسعة مساءً تعود فعلًا، بكامل حضورك البهي، لكن بياضًا كقلبك النقي يلفك من كل مكان.

*كاتبة من مصر

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود