الأكثر مشاهدة

السعيد عبد العاطي الفايد* في البداية ومما لا شك فيه ولا جدال إن النشء اليوم هم ب …

مع أدب الطفل

منذ 4 أشهر

162

0


السعيد عبد العاطي الفايد*


في البداية ومما لا شك فيه ولا جدال إن النشء اليوم هم براعم المستقبل وشباب الغد الذين يحملون رسالة الوطن وأحلامه وهمومه بين الواقع والخيال هكذا.
ومن ثم لابد من رعاية الطفولة صحيا واجتماعيا ورياضيا ودينيا وثقافيا وسط حالة مزاجية معتدلة واستقرار أُسري يؤهله إلى تحقيق الهدف المنشود من وراء هذا القصد النبيل.
فالكتابة للطفولة (شعرا و نثرا و رسوما) ليست بالسهولة تحتاج استعدادا وموهبة بجانب التكنولوجيا الحديثة لفن الصورة والصوت والرسوم المتحركة و فن الجرافيك..الخ.
ومن هنا نحن لا نغفل دور الدول الغربية في تكوين موسوعات الطفل المتخصصة في كل العواصم حسب البيئة والاتجاه الإنساني أيضا في خط و خطة متوازية.
فعلى سبيل المثال نجد في مصر العربية مراكز ومكتبات الطفل أضف إلى النقلة الحديثة مع التكنولوجيا من رسوم و صور متحركة و جرافيك وأفلام ومسلسلات ومسرحيات حيث السير التاريخية والخيال العلمي والبوليسي.
فهذه القفزة المستنيرة لعالم الطفولة مع الكتابة والرسم والحاسوب وغيره أثرت في شخصية الطفل وهوية المجتمع، بلا أدنى شك وشكلت فكر ووجدان هذه الفئة العمرية المستهدفة بلا مزايدة من خلال تطور هذه المنظومة المتكاملة بإدارة مستقلة، بأسلوب الحداثة من منظور القضايا الواقعية والخيال العلمي، كل هذا بمثابة نهضة شامل لعالم الطفولة والمجلات المتخصصة في أنحاء الوطن العربي وأدب الطفل العالمي المترجم، بجانب العوامل المساعدة من الرعاية الشاملة الصحية والتعليمية والرفاهية والثقافية.
كل هذا بين ظلال المشروع الخالد في مصر (القراءة للجميع).
وعلى أية حال وبدون شك وجدال عندما نتوقف مع المبدعين حول الكتابة عن الطفل قديما وحديثا بمفهوم غريزة الأبوة و المربي نستحضر هذه الكلمات لحِطّان بنِ الْمُعَلَّي الطَّائِي:
وإنّـمــا أولادُنــا بيننـــا * أكـبــادُنـا تمشــي علــى الأرضِ
لو هَبّتِ الريحُ على بعضهـم * لامتنعتْ عيـني من الغَمْضِ.
ومن ثم أرى هنا في تلك السطور -وقد تناولت عدة دراسات مفصلة عن أدب الطفل من قبل- إن عالم الكتابة للطفل سواء مقروءة أو مسموعة عملية معقدة ومركبة تحتاج إلى موهبة واستعدادات نفسية وإدراكية واجتماعية وعلمية مترابطة مع اعتدال مزاج المبدع الانفعالي داخل الفنون الجميلة.
سيان كانت الكتابة للطفولة شعراً أو نثراً وقصص و مسرح بجانب الرسومات التي تستوعب ملامح التجربة ذاتها.
أدب الأطفال نوع من الفن الأدبي الذي يشمل القصص والكتب والمجلات والقصائد المؤلفة بشكل خاص للأطفال.
وجمع الكتب المكتوبة للأطفال داخل المرحلة العمرية في دائرة التصنيف والاهتمام بالشكل والألوان والبساطة في المفردة والجملة والصورة المعبرة.
ومن ثم يتم تصنيف أدب الأطفال الحديث بطريقتين مختلفتين:
*حسب الفئة.
*أو العمر المقصود للقارئ.
ولذا يعود أصل المصطلح (أدب الأطفال) إلى القصص والأغاني، الموجودة قبل التدوين والطباعة حين كان الأباء ينقُلون القصص والأغاني إلى أبناءهم شفويًا، كان من الصعب تتبع أثر أصل أدب الأطفال قبل اختراع الطباعة.
وحتى بعد انتشار الكتب المطبوعة الكثير من قصص الأطفال كانت مُصممة للكبار وتم تحويلها لاحقًا إلى كتب للأطفال، وفي القرن الخامس عشر أصبح أدب الأطفال يحمل رسالة أخلاقية أو دينية. وعُرف أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين باسم «العصر الذهبي لأدب الأطفال» لأن العديد من كتب الأطفال الكلاسيكية قد نُشرت آنذاك.
و أرى هنا في كلمات بسيطة عن ماهية أدب الطفل:
خلاصته المجملة تعود إلى التركيز على القصائد والقصص الخرافية والتعاليم الدينية وحكايات تاريخية وأخيرا ظهور الخيال العلمي.
وكل هذا يساعد على الفهم والإدراك وبناء شخصية الطفل نحو التفرقة بين الخير والشر والتربية الأخلاقية والإرشادية وتهذيب السلوك من منطلق القيم الأخلاقية التي تنظم وتحكم العلاقات على مستوي الفرد.
ومن ثم بدأت النظرة الحديثة إلى تطور اتجاهات فكرة أدب الطفل شكلا ومضمونا في تجديد الموضوعات التي تواكب العصر الحديث بمفرداته مع الحرص على التمسك بالثوابت في خط متوازي للنهوض بالطفولة وعدم إغفال الصحة والرياضة والرحلات وتنمية روح الابتكار و التجديد.

ومما لا شك فيه ولا جدال فمنذ بداية الإرهاصات الأولى لعالم النشأة لهذا الأدب الهادف في التربية وتعديل السلوك، أضف إلى الأخلاق وغرس القيم في إطار الفكرة والعاطفة والأمومة والحياة بعناصر الحيوان والطير والفراشة الصداقة والرحلات في أسلوب مبسط مشوق تراثي وعلمي وتعليمي.
ومخاطبة المرحلة العمرية بما يواكبها من تحولات ومتغيرات وتطورات واتجاهات نحو رسم هوية هذا الكائن بين ظلال الوطن من خلال بيئة تؤمن به شكلا و مضمونا وتوفر له كافة حقوقه المناسبة و المشروعة…الخ.
فقد برزت فكرة الكتابة للطفل قديما عند الحضارات وفي المجتمع الجاهلي العربي قبل ظهور الإسلام.

و كانت الشيماء السعدية ترتجز ترقص محمدا قائلة:
يـا ربّـنـا أَبـقِ لَنـا مُـحمّدا

حـتّـى أَراه يـافـعـاً وأمـردا

ثـــمّ أَراه ســـيّــداً مــســوّداً

وَاِكبت أَعاديه مَعاً والحسّدا

وَأعــطــهِ عــزّاً يَــدومُ أَبــدا 

ومن ترقيص الأعرابيات:
يا حـبذا ريـح الولد

ريـح الخزامى في البلد
أهـكذا كـل ولـد

أم لم يلـد قـبلي أحد 

ثم نتوقف في العصر الحديث لنجد في الأدب العالمي والعربي أسماء كٌثر مثل:
تشارل بيرو الفرنسي سندريلا وبوشكين الروسي دانييل ديفو الإنجليزي
وهانس كريستيان أندرسن الدنماركي.

وفي الأدب العربي الحديث للأطفال:
أبدع أمير الشعراء في ديوان شعري خاص بالأطفال يسرد فيه القصص والحكايات على لسان الحيوانات والطيور والزهور في توظيف الرمز والأسطورة في تيسير..
ثم تتوالى التجارب شرقا وغربا في وطننا العربي في محاولات محدودة ..
على سبيل المثال:
من أهم رواد أدب الأطفال في العالم العربي:
رفاعة الطهطاوي، فهو أول من قدّم للأطفال العرب فنًا أدبيًا خاصًا بهم، رغم أنّ هذا الفن كان مترجم.
وجاء بعد ذلك أمير الشعراء أحمد شوقي، فألف أدبًا باللغة العربية للأطفال كما أسلفنا سابقا.
وتوالت الكتابات حول أدب الطفل فزاد اهتمام الأدباء والشعراء فألفوا قصصًا وأشعارًا خاصة للطفل من هؤلاء:
محمد الهراوي، وكامل الكيلاني، ومحمد سعيد العريان وعبد التواب يوسف ويعقوب الشاروني وأحمد محمود نجيب وطارق البكري وأحمد فضل شبلول وشهاب سلطان وعبده الزراع ومحمد إسحاق، محمد جلال عثمان، شاهيناز العقباوي، و أمل فرح المصرية.
ولينا كيلاني السورية وهدى الشوا قدومي الكويتية، و د. وفاء الشامسي ونبيهة محيدلي اللبنانية وسناء كامل شعلان الأردنية وسونيا نمر الفلسطينية، ومريم صقر القاسمي وأروى داود خميس السعودية وسارة طالب السهيل العراقية ونسيبة العزيبي الإمارات، وفي سلطنة عُمان د. عبد الرزاق الربيعي ود٠ فاطمة اللواتية وزينب بنت محمد سالم الغريبية وأزهار الحارثية.

ومن ثم يعد أدب الطفل (شعر، نثر) فنا راقيا من أجناس الأدب يدعم عملية الإبداع لنتاج الكُتَّاب والكاتبات معا، حسب المراحل العمرية و في إطار المعايير الأخلاقية المنظمة درسا تطبيقيا وقيمة تحليلية تُضاف إلى خصائص فنية تنهض بالنشء وتعكس مدى عمق الرؤية الإبداعية للمساهمة بالنهوض في السلوك والنشاط والأداء الفعلي دائماً.

 

*كاتب وباحث_ مصر

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود