محمد الرياني*

د. هاشم عبده هاشم، مدير عام مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر سابقا. ورئيس تحرير صحيفة عكاظ. وعضو مجلس الشورى السعودي سابقا. المراسل الذي كان يصب القهوة. قفزز بالصحافة السعودي، الى مصاف الصحافة العربية والعالمية. هذا الرجل بدأ ولعه بالصحافة وهو مازال فتى صغيراً. ثم أصبح واحدا من أشهر الأعلاميين في تاريخ الصحافة السعودية والخليجية والعربية في العصرالحديث وعلماً من أعلامها، ورائدا من روادها ورمزا من رموزها. وبسبب نصيحة والده رحمه الله أن يمارس العمل ليكون رجلا يعتمد على نفسه أحب العمل بشغف، وأدمن عليه أكثر من نصف قرن.

بدأ بوظيفة فراش، يصب القهوة والشاي للموظفين، ومراسلا في جمارك منطقة جازان (جنوب السعودية). ذلك بعد إنتهاء دوامه الدراسي من (المدرسة) الساعة الثانية عشر أو الواحدة ظهرا، وهو مازال صبيا صغيراً. هذا الفتي الصغير أصبح دكتورا، ومحاضرا في جامعة الملك عبدالعزيز. ورئيسا لتحرير جريدة عكاظ ومديرا لهت، وعضوا في مجلس الشورى لفترتين، وكاتبا صحفيا متميزا.

تعلم في البداية في (كتاب على هلال) إحدى الكتاتيب المنتشرة في مدينة جدة في ذلك الوقت وكانت الدراسة إختلاط بنين وبنات في سن الطفولة تجمعهم غرفة واحدة ذلك قبل (سبعون عاما).

يتذكر هذا الرجل في التمهيدي عندما حملته جدته على ظهرها في الطريق الى بيت (القاضي علي). كان ذلك في مدينة جازان ليقابل معلمته التي هي إحدي بناته. رحبت به أحسن ترحيب وضمته مع عدد آخر، خمس أولاد وثلاث بنات وهم في عمر الطفولة والبراءة. ترعرع هذا الفتى العصامي وكافح ونافح وتفوق خلال دراسته و الإعتماد على نفسه عملا وتعلما، حتى أخذ الثانوية العامة بجدارة وإستحقاق.

ثم التحق بجامعة الملك عبد العزيز ليحصل على شهادة البكالريوس في قسم المكتبات (١٣٩٧هج). ثم واصل الدراسات العليا الماجستير من نفس الجامعة، عام (١٤٠٠ هج) . ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية في علم المكتبات عام (١٤٠٤هج). ثم عين محاضرا في جامعة الملك عبدالعزيز بمدينة جدة لشئون المكتبات.

ظهر نبوغه مبكرا وولعه للصحافة منذو صباه، بدأ مراسلا لعدد من الصحف المحلية وبعض المجلات المحلية والعربية. تفوق وتميز أثناء عمله في بلاط الصحافة، ليعين رئيسا لتحرير جريدة عكاظ، من قبل الدولة، فأبدع في العمل والتطوير لسنوات طويلة. الدكتور هاشم عبده هاشم، جعل من صحيفة عكاظ في عهده أفضل صحيفة في المملكة العربية السعودية والخليج، وأكثر إنتشاراً وتوزيعا وجعلها أنموذج للتطوير ومواكبة الصحف العربية والعالمية.

يعد هذا الرجل من أبرز رؤساء التحرير، في الصحافة السعودية والخليجية والعربية، امتدت الى نصف قرن تقريبا. (إشراقة) زاويته الشهيرة التي كان يكتب فيها في (جريدة عكاظ) ثم انتقل بها (جريدة الرياض). مقالة تضج بالفكر والثقافة والوطنية في أسلوب راق ورشيق وممتع. تخرج من تحت إدارته، إبان رئاسته لتحرير صحيفة عكاظ سابقا، أفضل الكوادر الإعلامية والصحفية والإدارية. يعد الدكتور(هاشم عبده هاشم) رمزا من رموز الصحافة السعودية وأحدى روادها المحدثين في العصرالحديث.

ساهم في العمل على تطوير الصحافة السعودية بأسلوب حديث مواكبة لتطور العصر للصحافة العربية والعالمية لسنوات طويلة. سر نجاح هذا الرجل في حياته. عمله بدقة وحزم وصرامة وإخلاص والجدية في العمل. شغله الشاغل الإرتقاء بقيمة العمل، إلى مستوى الجودة العالية في الأداء وإثراءها بالمعلومات. ذات القيمة الوطنية الرفيعة رجل شغوف بالتجديد، والهمة والطموح والنجاح. شخصية جمعت ما بين الإعلام والتربية والسياسة والحنكة والدهاء. لايغادر صغيرة ولاكبيرة إلا وأصلحها أو يعاقب عليها، شديد الحرص على الإلتزام والمواظبة والدقة في العمل مخلصا متفانيا ووفيا لوطنه. وولاة أمره. قال عنه (السفير السعودي في الإمارات) والإعلامي المعروف، الأستاذ (تركي الدخيل) إن الدكتور هاشم عبده هاشم مشى في طريق الجحيم مرتين، ولكنه عاد منها دون أن تمتلئ جيوبه بالرماد، بل بالخصب، وعاد من رحلة بحثه عن الذات كالناجي من منجم الذهب، ولكنه عاد ليمتلك هذا المنجم. وقال عنه (الدكتور عبدالله الفوزان) .الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وعضو مجلس الشورى إن أي مؤرخ منصف لمسيرة صحافتنا لايمكن أن يتجاهل الدكتور هاشم عبده هاشم، كرمز من رموز مسيرة صحافتنا المباركة.

وقال أيضا إن الراصد الموضوعي للمفكرين والمخلصين وطنيا سيضع هذا الرجل على رأس مقدمتهم. هذا الرجل يده بيضاء ومشهود له. بالإنسانية وفعل الخير وجبر الخواطر. (سرا وعلنا) ينفق على الأيتام، والفقراء والأرامل والمساكين.

الدكتور هاشم عبده هاشم من مواليد مدينة جازان عام ١٣٥٣هج، ١٩٤٠م. له مؤلفين الأول (الطريق إلى الجحيم)، والثاني (صناعة القرار في المملكة العربية السعودية).

*مؤرخ وفنان تشكيلي سعودي