سليّم السوطاني*

من الأخطاء التي نلاحظها، في حياة النَّاس، اختلاف المعاملة، بحسب هيئة الفرد وشكله.

لقد بات يقاس تديُّن الإنسان بهيئته، ويركز على الشكل قبل الطبع والأخلاق، وقبل سبر غوره ومعرفة معدنه.. وهذا الأمر خطيرٌ، ويُعَدُّ جهلًا عظيمًا، ويتنافى مع مبادئ دين الإسلام العظيم، الذي هو دينُ تعاليمَ عظيمةٍ، وتربيةٍ للنفس، وتزكيةٍ للأخلاق، ورحمةٍ وإنسانيةٍ…

الدين مكانه القلب، ويُترجَم دينُ الفرد ومذهبه بحسن أخلاقه ولطفه وأفعاله الحسنة، التي تجعله محبوبًا ومقرّبًا من قلوب من يعرفه.

الدين والتدين الحقيقي هو الباعث الحقيقي إلى صلاح النفس، وردعها عن فعل الشر، وحثِّها على سلوك طريق الخير والإحسان.

الطبع الجميل، والكلمة الطيبة، والأخلاق الحسنة، لها الوقع الأكبر في نفوس الآخرين.. أما التجهم والغلظة والعنف مع الآخرين، بقولٍ أو فعلٍ، فهي أمور لا تمتُّ إلى الدين بصلة، ولا إلى خلق المسلم.

تأتي أخلاق المرء وأفعاله أولًا، ثم هيئته، وقبل ذلك إحسان الظن بالآخرين..

ومن أكبر الأخطاء، التي تقع فيها البشرية، أن تهمل قيمة الدين وتهذيبه للأخلاق، وتتمسك بالحكم على الأشخاص، من خلال الشكل والهيئة، وكثيرًا ما يكون المنظر خادعًا، ويختبئ خلفه سوء أخلاق ونفاق وخداع ..

*كاتب سعودي