الأكثر مشاهدة

الطائف_عبدالله المالكي لا تزال أصداء رحيل الكاتب والأديب علي خضران القرني، مخيمة …

أدباء وشعراء.. برحيل القرني فقدنا أحد أبرز الأدباء في الوطن العربي

منذ أسبوعين

63

0

الطائف_عبدالله المالكي

لا تزال أصداء رحيل الكاتب والأديب علي خضران القرني، مخيمة على الوسط الثقافي والأدبي السعودي والعربي، حيث ودع هذه الدنيا بصمت بعد أن ملأها  شعرًا وأدبًا وثقافة. 

ولد الأستاذ علي خضران في قرية «الحفنة» من ضواحي القنفذة بالقرن في تهامة عام 1358هـ. 

بدأ القرني معلمًا، حيث عمل في الرياض ومكة المكرمة حتى استقر في الطائف، وقد شغل منصب مساعد مدير التعليم لشؤون البنات.

أما الجانب الأدبي والثقافي، فقد كان رحمه الله أحد المؤسسين للنادي الأدبي بالطائف وقد وصل لمنصب نائب الرئيس. 
كما كتب المقالة الأدبية والاجتماعية والثقافية والسياسية والتعليمية في عدد من المجلات والصحف منذ منتصف السبعينيات الهجرية مثل: الندوة، وعكاظ، والمنهل، والبلاد، والجزيرة الثقافية، والمدينة، وغيرها.

كذلك كتب في النقد والشعر وله عدد من الإصدارات لعل أهمها كتاب (من أدباء الطائف المعاصرين) الذي طبعه نادي الطائف الأدبي الثقافي» وقد تحدث فيه عن أدباء الطائف وجمع شعرهم وقصصهم ونثرهم.

مجلة فرقد التقيت بعدد من الأدباء الذين تحدثوا تحدثوا عنه:

 

في البداية تحدث المستشار الثقافي والإعلامي سعادة الاستاذ عبدالله الكناني قائلًا: رحيل الأستاذ علي بن خضران القرني، قامة أدبية وثقافية تركت بصمة خالدة في المشهد الثقافي السعودي.

بقلوب يملؤها الحزن والأسى، ودّعت الساحة الثقافية والأدبية في المملكة العربية السعودية الأستاذ علي بن خضران القرني رحمه الله، أحد أعلام الثقافة والأدب، الذي كرّس حياته لخدمة الحركة الثقافية الوطنية، وترك إرثًا فكريًا وأدبيًا سيظل شاهدًا على عطائه وإبداعه.

يُعد الأستاذ علي بن خضران القرني من أبرز رواد الأدب السعودي، ومن الشخصيات التي أسهمت بفاعلية في تأسيس نادي الطائف الأدبي، حيث شغل منصب نائب الرئيس والمسؤول المالي لسنوات طويلة. لم يدخر جهدًا في دعم الحركة الثقافية والأدبية، وأسهم في تنشيط المشهد الثقافي من خلال تنظيم الفعاليات والملتقيات الأدبية والندوات الفكرية، فضلًا عن كتاباته ومؤلفاته التي أغنت المكتبة السعودية وزودتها بمرجعيات مهمة.

ومن بين أبرز أعماله التي تظل شاهدة على جهوده وإسهاماته، كتاب “من أدباء الطائف المعاصرين”، الذي يُعد مرجعًا وثائقيًا وثّق فيه مسيرة أبرز أعلام الأدب في الطائف، ليكون إرثًا ثقافيًا يخلد جهود الأدباء، ويبرز دورهم في إثراء المشهد الأدبي في المملكة.

لم تقتصر إنجازاته على المجال الثقافي فقط، بل كان له دور مميز في العمل الإداري، حيث شغل عدة مناصب بارزة في إدارة تعليم الطائف، كان من أهمها عمله مساعدًا لمدير التعليم لشؤون البنات. عُرف بتفانيه في أداء عمله، وحرصه على معالجة المشكلات الاجتماعية والتربوية بحكمة وهدوء، ما أكسبه احترام ومحبة الجميع.

لقد تميز الأستاذ علي القرني بأخلاق رفيعة، وبدماثة طبعه، وبقدرته الفريدة على التواصل والتفاهم والتعاون. كان شخصية متفردة، عايشت مرحلة مهمة من تطور المشهد الثقافي السعودي، وأسهمت بصدق في بناء صروح الثقافة بعيدًا عن المزايدات أو السعي للشهرة.

برحيله، فقد الوطن قامة ثقافية وأدبية سامقة، وشخصية إنسانية استثنائية أثرت المشهد الثقافي والأدبي والإعلامي بإرثها الخالد وعطائها اللامحدود. رحم الله الأستاذ علي بن خضران القرني، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته ومحبيه وزملاءه في الوسطين الثقافي والإعلامي الصبر والسلوان.

 

كذلك تحدث الشاعر والأديب حسن الزهراني قائلًا: خالدٌ يا أبا خالدٍ

***

قادمٌ
بالمنى والشذى والهُدى
من أقاصى الجنوب.
***
عابقٌ ورد إبداعه
في جميع القلوب.
***
عشقَت خَطوهُ المُتسامي
جميع الدروب.
***
سار في ثقةٍ
وعصاميةٍ
لم تزعزعه كل الخطوب. 

***
عشق الحرف
فانداح في نبض ألحانه سلسبيلا
من الوعي، والضوء والحب، والأغنيات.
***
(يا علي يا بن خضران)
يا من توشّحت بالعلم، والحلم، والحزم
حتى بلغت من المجد أسمى الصفات.
***
كيف نُوفِيك حقك يا سيدي؟!
وأنت الذي عجزت أن تحيط بوصفك كل اللغات.
***
كيف نوفيك حقك؟
يا من تطلّ علينا بشمس النهى والرؤى والتقى من جميع الجهات.
***
أيها النهر
يا من صعدت بإبداعك الجمّ في صُبح بشرٍ جرى من (بني سهيم) حتى تجاوز أعلى (الهدا)
وروى وردها
ومضى مُترعاً بالهبات.
***
ثم بِتنا على ضفّتيك حيارى نُراقب كفّيكَ كي تمنحانا زلالًا يعيد إلينا معنى الحياة.
***
خالدٌ يا أبا خالدٍ
في جميع القلوب التي علّمَتها حروفك عشق الوطن.
***
وستبقى نخيلًا، ولوزًا، وتينًا
تساقط في روضها الحب والصدق والنبل طول الزمن.
***
فخذ بعض بعضك مما تيسر من سيرة
سطّرَتها غصون الشجون التي بذرتها معانيكَ من حسنها في فؤاد (حسن).

 

فيما تحدث الشاعر والأديب الدكتور جمعان السيالي قائلًا: نَعلمُ جميعًا أنَّ الموتَ نهايةٌ حتميَّةٌ لكلِّ حيٍّ، ولا اعتراضَ على حُكمِ اللهِ مصُرف الأُمور، ومُدبر الأحوالِ، ولا نقولُ إلّا ما يُرضِي ربنا: (إنّا لله وإنّا إليه راجعون) 
غفرَ اللهُ لك يا أستاذُ علي ُ بن ُ خضران القرني، لقد عرفناك أخًا صديقًا، مُخلصًا، صمتُكَ تَدبُر ٌ، وكلامُكَ عِبَرٌ ودُررٌ، سخَّرتَ جُهدَك ووقتكَ لخدمةِ دينِك، ووطنك، إذ كُنتَ عضوًا فاعلًا في رئِاسةِ تعليم البناتِ، وعضوًا فاعلًا في النَّادي الأدبي، أثابك اللهُ، وجعلَ مثواك الجنَّة، وعوض أهلك وذويك والثقافة فيك خيرًا، فالعلمُ يُطوى بموت العلمِاء أمثالِكَ، جعل اللهُ علمَك علمًا يُنتفعُ بهِ. 

 

كذلك تحدث الأديب محمد حميد العدواني قائلًا: رحيل عَلَم من أعلام الثقافة والأدب في المملكة الأستاذ علي بن خضران القرني رحمه الله. 
في مشهد مهيب ووسط مشاعر الحزن والأسى، ودّعت الساحة الأدبية والصحفية في المملكة العربية السعودية، وبالتحديد في مدينة الطائف، أحد أبرز رموزها وأعلامها الذين أثروا الثقافة والفكر لعقود طويلة، غاب عنا الأستاذ القدير والشيخ الوقور علي بن خضران القرني، تاركًا إرثًا خالدًا وتجربة ملهمة في عالم الصحافة والأدب،
فقدنا رائدًا ومثقفًا وعَلَمًا وواجهة مشرقة لثقافة وطننا الغالي، لقد كان الراحل مثالًا يُحتذى به في المثابرة والاجتهاد، إذ أمضى أكثر من خمسين عامًا في خدمة الكلمة والعمل الصحفي، مقدمًا نموذجًا للرجل العصامي الذي لا يكل ولا يمل في سبيل تحقيق رسالته الثقافية،
حصل على الكثير من الجوائز والتكريمات المستحقة،
فقد نال الأستاذ علي بن خضران رحمه الله، الكثير من الجوائز التي تليق بمكانته وتاريخ عطائه الحافل، من أبرزها:
• جائزة باشراحيل الأدبية، التي تمثل تكريمًا لريادته الأدبية.
• جائزة التميز للأدباء السعوديين من مصر، والتي عكست تقدير العالم العربي لإسهاماته الثقافية.
وله إسهامات أدبية وصحفية بارزة وعُرف الفقيد بإنتاجه الفكري الغزير الذي أثرى المكتبة العربية. ومن أبرز أعماله:
• “من أدباء الطائف المعاصرين”: موسوعة قيّمة وثّق فيها أعلام الطائف من الأدباء والمثقفين،
إلى جانب ذلك، كان للراحل آلاف المقالات والكتابات المنشورة في الصحف السعودية، التي عكست رؤاه وأفكاره الثقافية وأسهمت في تعزيز الوعي الثقافي لدى المجتمع. 
لم يقتصر عطاء الأستاذ علي بن خضران رحمه الله، على الكتابة فقط، بل امتد ليشمل العمل المؤسسي في الثقافة، فقد شغل في احد الفترات منصب نائب رئيس النادي الأدبي وشارك كعضو نشط فيه، ما ساهم في تعزيز الحراك الأدبي داخل المملكة.
برحيل الأستاذ علي بن خضران، تفقد المملكة قامة أدبية شامخة، إلا أن إرثه الثقافي والفكري سيبقى شاهدًا على عظمة ما قدمه. سيظل اسمه علامة مضيئة في سجل الأدب والصحافة، وستبقى كتاباته مرجعًا للأجيال القادمة.
نسأل الله أن يرحمك أبا خالد، وأن يجزيك عن عطائك خير الجزاء. ندعو الله أن يغفر لك، ويسكنك فسيح جناته،
خالص العزاء إلى الساحة الثقافية السعودية وإلى أبناء الطائف على وجه الخصوص في هذا الفقد الكبير. 
أبو خالد فقيد، لكن أثره سيبقى خالدًا في الذاكرة والقلوب.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود